يسوع المسيح هو الحلُّ الوحيد
يمكن اعتبار أديان العالم مجموعة من المحاولات الهادفة إلى توفير أجوبة عن الأسئلة الأساسية: "مَن أنا؟"، "مِن أين جئت؟"، "إلى أين أنا ذاهب ؟"،"لماذا؟"، وهكذا دواليك. فلمّا فكر غوتاما البوذا مثلاً في الوجود البشري صعقه على الأخصّ شمولُ الألم وارتأى أنّ في وسعنا الإفلات من الألم بسلوك سبيلٍ وسط: ألاَّ نكون مُفرطين في الانضباط، ومع ذلك لا نكون عديمي الانضباط، ألاّ نضحك كثيراً، ومع ذلك لا نغرق دائماً في سيولٍ من الدموع. أو لنأخذ الأجوبة التي قدّمها كارل ماركس، حيث تنشأ مشكلات الحياة من نظام الطبقات. فإنْ تخلَّصنا من طبقيّة المجتمع، يبدأ الظُّلم عندئذٍ يزول بالتدريج.
أما في المسيحية فالأجوبة عن الأسئلة الأساسية تأتينا من طريق إعلان الله لذاته عموماً في الكتاب المقدّس وخصوصاً في يسوع المسيح.
والاسم "يسوع" بحدّ ذاته مهمٌّ بسبب معناه: "الربّ يخلّص" (راجع متى 21:1). وهذا الاسم يفترض مسبّقاً وضعاً يحتاج الناس لأن يُخلَّصوا منه، ويدلّ على أنّ لدى الله سبيلاً للخلاص.
كذلك لُقِّب يسوع أيضاً "المسيح" وهي الترجمة العربية للّفظة العبرية "مسيّا" ومعناها "الممسوح". وبحسب الفكر العبري، كان الشخص يُمسَح بالزيت (الدهن) علامةً على أنَّه مدعوٌّ إلى مهمّة خاصّة. كان الملوك يمسحون، شأنهم شأن الكهنة والأنبياء أيضاً. ويبدو مرجّحاً بالنسبة إلى يسوع أن عمله قد جعله يحمل الصفات الثلاث: نبي وكاهن وملك.
لماّ قدّم يسوع للذين يسمعون له أجوبته عن الأسئلة الأساسية، قدّمها بطريقة جديدة كليّاً. فإنَّ غوتاما البوذا تفحَّص الحياة وتأمَّل غوامضها ثَّم عرض ما طلع به من حَلّ غير أنه أبقى الله خارج نظامه. ومِن بعد يأتي محمد ويواجه الأسئلة المطروحة دائماً أبداً ويذهب إلى أن الله أوحى إليه بالأجوبة. أمّا بالنسبة إلى يسوع المسيح، فعندنا شيء مختلف كليّاً: فقد صرّح المسيح بأنه جاء من لدن الله وأنَّه هو الله.
- عدد الزيارات: 18140