Skip to main content

ماذا عن معمودية أهل البيت

البيت الأول هو بيت كرنيليوس

البيت الأول الذي نذكره هنا هو بيت كرنيليوس الذي اعتمد هو وأهل بيته، فبعض الناس استنتجوا بأنه ربما كان هناك أطفال في البيت. وإليك النص كما ورد في أعمال الرسل في الإصحاح العاشر:

"وكان في قيصرية رجل اسمه كرنيليوس قائد مئة من الكتيبة التي تدعى الإيطالية، وهو تقي وخائف الله مع جميع بيته. يصنع حسنات كثيرة للشعب ويصلي إلى الله في كل حين". هذا أرسل إلى بطرس ودعاه لكي يخبره عن الخلاص الذي في المسيح يسوع... وبعد أن أخبرهم بطرس بيسوع المخلص وآمنوا به حينئذ أجاب بطرس قائلاً: "أترى يستطيع أحد أن يمنع الماء لا يعتمد هؤلاء الذين قبلوا الروح القدس كما نحن أيضاً. وأمر أن يعتمدوا باسم الرب". (أعمال 10: 47 _ 48).

من هذا النص نفهم بأن كرنيليوس كان إنساناً تقياً وخائف الله مع جميع أهل بيته. لكن الذين اعتمدوا من أهل بيته هم الذين قبلوا الروح القدس فقط بقوله، "أترى يستطيع أحد أن يمنع الماء حتى لا يعتمد هؤلاء الذين قبلوا الروح القدس كما نحن أيضاً وأمر أن يعتمدوا باسم الرب".

البيت الثاني هو بيت ليدية

نقرأ عن بيت ليدية هذه الكلمات: "فكانت تسمع امرأة اسمها ليدية بياعة أرجوان من مدينة ثياتيرا متعبدة لله ففتح الرب قلبها لتصغي إلى ما كان يقوله بولس. فلما اعتمدت هي وأهل بيتها طلبت قائلة إن كنتم قد حكمتم أني مؤمنة بالرب فادخلوا بيتي وامكثوا. فألزمتنا" (أعمال 16: 14 _ 15).

عندما نقرأ هذه الكلمات لا بد أن نسأل السؤال التالي:

من قال أن ليدية كانت متزوجة وعندها أولاد؟ لأنها لو كانت متزوجة واعتمدت هي وأهل بيتها (زوجها وأولادها) لكان من الواجب (أعمال 16: 40) أن يذكر بيت زوجها وليس بيت ليدية كما هي العادة المتبعة. ثم إن ليدية كانت بائعة أرجوان مما يدل على أنها كانت غنية وكان عندها خدم أو ربما كان عندها والداها أو أخوتها.

البيت الثالث هو بيت حافظ السجن

يقول الكتاب: "ثم كلماه (حافظ السجن) وجميع من في بيته بكلمة الرب. فأخذهما في تلك الساعة من الليل وغسلهما من الجراحات واعتمد في الماء هو والذين له أجمعون. ولما أصعدهما إلى بيته قدم لهما مائدة وتهلك مع جميع بيته إذ كان قد آمن بالله" (أعمال 16: 27 _ 34).

من الآيات السابقة نفهم ما يلي:

1_ أن بولس وسيلا "كلماه وجميع من في بيته بكلمة الرب"، فهل من الممكن أن نكلم الأطفال؟ لا أظن.

2_ "وتهلك مع جميع أهل بيته" فهل من الممكن أن الأطفال يتهللون. إن المعمودية تدعو للتهليل والتسبيح لذاك "الذي خلصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضى أعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة التي أظهرت لنا في المسيح الذي أبطل الموت وأنا الحياة والخلود بواسطة الإنجيل". (2 تيموثاوس 1: 9 _ 12).

البيت الرابع هو بيت استفانوس.

يقول بولس الرسول: "وعمدت أيضاً بيت استفانوس". (1 كورنثوس 1: 16)

لكي لا نبقى في الظلمة من أجل هذا البيت يضئ لنا الوحي الإلهي بكلمات واضحة وصريحة، ولكي نقارن الروحيات بالروحيات نقرأ عن بيت استفانوس ما يلي: "وأطلب إليكم أيها الأخوة أنتم تعرفون بيت استفتنوس أنهم باكورة أخائية وقد رتبوا أنفسهم لخدمة القديسين كي تخضعوا أنتم أيضاً لمثل هؤلاء وكل من يعمل معهم ويتعب" (1 كورنثوس 16: 15 _ 16). إن كل بيت استفانوس قد رتبوا أنفسهم لخدمة القديسين. فهذا يعني أنه لم يكن هناك أطفال.

وقبل أن ننتقل إلى موضوع آخر أرجو بأن ننتبه ألا نمزج بين البيوت التي جاء ذكرها في العهد القديم والبيوت التي في العهد الجديد ونقول أن:

· نوح دخل الفلك هو وأهل بيته

· ولوط نجا هو وأهل بيته

· وأن خروف الفصح كان لكل البيت

· وراحاب الزانية خلصت هي وأهل بيتها

وإليك بعض الفروق بين بيوت العهدين القديم والجديد:

1_ إن بيوت العهد القديم كانت تحت الناموس وأما بيوت العهد الجديد فهي تحت عهد النعمة، "لأن الناموس بموسى أعطي، أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا".

2_ لقد كانت بركات الله في العهد القديم جامعة لكل الشعب المؤمنون وغير المؤمنين، وكانت بركاتهم بركات أرضية، "فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين". (متى 5: 45). أما المؤمنين فالخلاص لكل من يؤمن وبركات المؤمنين كلها سماوية ومرتبطة بالمسيح "مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح". (أفسس 1: 3). فبركات العهد الجديد هي كلها في المسيح ومؤسسة على دم المسيح وتستلزم الإيمان في المسيح.

3_ لقد كان الختان لكل أهل البيت بمن فيهم الذي يؤمن والذي لا يؤمن. "كان الختان لوليد البيت والمبتاع بالفضة من كل ابن غريب..." كما يقول الرب في سفر التكوين 17: 9 _ 13. أما المعمودية فلكل من يؤمن.

4_ لقد كان الختان في العهد القديم فريضة حتمية على الأطفال، فالطفل يجب أن يختتن في اليوم الثامن. وهذا ما نراه في سفر التكوين وفي الآية التي تقول: "وأما الذكر الأغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها، إنه قد نكث عهدي" (تكوين 17: 14).

فإذا كانت المعمودية ضرورية بهذا الشكل فلماذا قال بولس الرسول أشكر إلهي أني لم أعمد أحداً لأن الله لم يرسلني لأعمد بل لأبشر، وكيف خلص اللص التائب على الصليب بدون معمودية.

  • عدد الزيارات: 6177