Skip to main content

الفصل الثاني: المعمودية معناها وكيفية ممارستها

إن كلمة معمودية باللغة اليونانية (الأصلية) هي كلمة Baptiszo ومعناها يغطس أو يغمس وفي اللغة الألمانية Deepon وهي بالإنكليزية عبارة To dip in وأيضاً أخذت منها كلمة Baptism وتعني التغطيس أو التعميد. وبما أن الكتاب المقدس لم يكن في ذلك الحين قد ترجم إلى الكثير من اللغات فإن جهل بعض قادة الكنائس في ذلك العصر قد سمح بأن تدخل بعض التقاليد والطقوس إلى الكنيسة، وهي تقاليد وطقوس لا أساس لها من الصحة حسب كلمة الله الواضحة والصريحة. فلنتابع معاً ما تقوله كلمة الله عن المعمودية لأنها المرجع الأول والأخير لإيماننا.

لقد ترجمت الكلمة بمعنى "يعمد" في الآيات التالية:

"وفي تلك الأيام جاء يسوع من ناصرة الجليل واعتمد من يوحنا في الأردن. وللوقت وهو صاعد من الماء رأى السموات قد انشقت والروح مثل حمامة نازلاً عليه. وكان صوت من السموات، أنت ابني الحبيب الذي به سررت" (مرقس 1: 9 _ 11)

"فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء وإذا السموات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه" 0متى 3: 16)

"وكان يوحنا أيضاً يعمد في عين نون بقرب ساليم لأنه كان هناك مياه كثيرة وكانوا يأتون ويعتمدون". (يوحنا 3: 23).

"وفيما هما سائران في الطريق أقبلا على ماء، فقال الخصي هوذا ماء، ماذا يمنعني أن أعتمد. فقال فيلبس إن كنت تؤمن من كل قلبك يجوز. فأجاب وقال أنا أومن أن يسوع المسيح هو ابن الله. فأمر أن تقف المركبة فنزلا كلاهما إلى الماء فيلبس والخصي فعمّده". (أعمال 8: 36 _ 38).

"أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته، فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً في جدة الحياة". (رومية 6: 3 _ 4).

"مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضاً معه بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات" (كولوسي 2: 12).

كما وترجمت أيضاً بمعنى "يغمس" في الآيات التالية:

"أجاب يسوع هو ذاك الذي أغمس أنا اللقمة وأعطيه. فغمس اللقمة وأعطاها ليهوذا الإسخريوطي". (يوحنا 13: 26).

"وهو متسربل بثوب مغموس بدم ويدعى اسمه كلمة الله". (رؤيا 19: 13).

من هذه الشواهد الكتابية الواضحة نرى أن التغطيس كان الوسيلة الوحيدة للمعمودية، فيوحنا عمد في الأردن حيث المياه الكثيرة. والمياه الكثيرة تعني أن المعمودية كانت بالتغطيس لأن الرش لا يحتاج للمياه الكثيرة. ولما عمد فيلبس الخصي الحبشي يقول الكتاب. "فنزلا كلاهما إلى الماء فيلبس والخصي فعمده". وبما أن المعمودية هي رمز لموت ودفن وقيامة فالتغطيس كان الوسيلة الوحيدة الصحيحة للمعمودية.

ماهية معمودية يوحنا المعمدان

"وفي تلك الأيام جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية قائلاً توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات. فإن هذا هو الذي قيل عنه بإشعياء النبي القائل صوت صارخ في البرية اعدّوا طريق الرب، اصنعوا سلبه مستقيمة". (متى 3: 1 _ 3).

وكتب يوحنا الرسول عن يوحنا المعمدان بأنه "أجابهم يوحنا قائلاً أنا أعمد بماء، ولكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه، هو الذي يأتي بعدي الذي صار قدامي الذي لست بمستحق أن أحل سيور حذائه". "وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلاً إليه فقال هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم". (يوحنا 1: 26 _ 27 و 29).

لقد كان القصد من معمودية يوحنا هو تهيئة اليهود لاستقبال المسيا. "ويتقدم أمامه (أمام الرب يسوع) بروح إيليا وقوته ليرد قلوب الآباء إلى الأبناء والعصاة إلى فكر الأبرار لكي يهيئ للرب شعباً مستعداً". (لوقا 1: 17) وأيضاً لكي يعلن لهم أن المسيح هو حمل الله الذي يرفع خطية العالم. وهذا ما حدث فعلاً، إذ عندما جاء يسوع ليعتمد من يوحنا "ولكن يوحنا منعه قائلاً أنا محتاج أن أعتمد منك وأنت تأتي إليّ. فأجاب يسوع وقال له اسمح الآن، لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر، حينئذ سمح له. فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء، وإذا السموات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه، وصوت من السموات قائلاً هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" (متى 3: 14 _ 17). وكلمة المسيح هنا "يليق بنا أن نكمل كل بر" أي بر الناموس. فالمسيح أكمل بر الناموس ومطاليبه، "لأنه ما كان الناموس عاجزاً عنه في ما كان ضعيفاً بالجسد فالله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان الخطية في الجسد لكي يتم حكم الناموس فينا نحن السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح". (رومية 8: 3_ 4) "وأما الآن فقد ظهر بر الله بدون الناموس مشهوداً له من الناموس والأنبياء، بر الله بالإيمان بيسوع المسيح إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون، لأنه لا فرق، إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله، متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله لإظهار بره في الزمان الحاضر ليكون باراً ويبرر من هو من الإيمان بيسوع". (رومية 3: 21_ 26).

لقد اعتمد المسيح من يوحنا لكي يعمل رمزياً ما كان مزمعاً أن يفعله عملياً بموته على الصليب ودفنه وقيامته.

فاليهود كانوا يأتون ليعتمدوا من يوحنا للتوبة ومغفرة الخطايا على أساس إيمانهم بالمسيا الآتي. وهذا ما دونه لنا الوحي الإلهي في سفر الأعمال عندما كان أبلوس وبولس في كورنثوس أنهما وجدا تلاميذ "فقال لهم فبماذا اعتمدتم، فقالوا بمعمودية يوحنا. فقال بولس إن يوحنا عمد بمعمودية التوبة قائلاً للشعب أن يؤمنوا بالذي بعده أي بالمسيح يسوع. فلما سمعوا اعتمدوا باسم الرب يسوع". (أعمال 19: 3 _ 5).

  • عدد الزيارات: 11886