مريم المجدلية لم تذهب إلى القبر مرتين
يكتب لنا يوحنا البشير بأن مريم المجدلية قد ذهبت إلى القبر باكراً والظلام باق فنظرت الحجر مرفوعاً عن القبر. ولكن البشير مرقس يكتب لنا: وبعد ما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة حنوطاً ليذهبن ويدهنّه. وباكراً جداً في أول الأسبوع أتين إلى القبر إذ طلعت الشمس.
ويبدو لأول وهلة بأن مريم قد ذهبت إلى القبر باكراً والظلام باق ثم ذهبت مع النسوة إذ طلعت الشمس.
والسؤال الذي يواجهنا الآن هو كيف يمكن لمريم المجدلية أن تكون قد ذهبت إلى القبر والظلام باق (رأت المسيح وظنّت أنه البستاني وناداها باسمها فعرفته وقالت له ربوني الذي تفسيره يا معلم) وكيف أنها ذهبت مع النسوة إلى القبر إذ طلعت الشمس كما جاء في إنجيل مرقس البشير.
وربما لأول وهلة نظن أنه يوجد اختلاف بين ظهور الرب لمريم المجدلية وبين ما جاء في الإصحاح السادس عشر من إنجيل مرقس. ولكن هذا الاختلاف سرعان ما يتلاشى عندما نقرأ العدد التاسع من نفس الإصحاح أي (مرقس 16: 9) إذ يقول: "وبعدما قام باكراً في أول الأسبوع ظهر أولاً لمريم المجدلية التي كان قد أخرج منها سبعة شياطين. "وهذه الآية تبيّن لنا الحقيقة الأكيدة بأن مريم المجدلية كانت قد اشترت الحانوط مع مريم أم يعقوب وسالومة فقط ولكنها لم تذهب معهن إلى القبر عندما طلعت الشمس، لأن العدد التاسع من نفس الإصحاح يقول بأن المسيح كان قد ظهر لها وحدها. "وبعدما قام باكراً جداً في أول الأسبوع ظهر أولاً لمريم المجدلية التي كانت قد أخرج منها سبعة شياطين" (مرقس 16: 9).
ومن العجيب والجدير بالذكر أن البشير مرقس ذكر حادثة إخراج الشياطين من مريم المجدلية هنا لأن الروح القدس كان يعرف مسبقاً أنه لابد أن يثار هذا السؤال فيما بعد وهو: كيف يمكن لامرأة أن تتجاسر وتذهب وحدها إلى القبر والظلام باق دون أن تخاف؟ فيأتينا الجواب من الكتاب المقدّس وهو أن مريم المجدلية، كباقي المجانين الذين سكنتهم الشياطين، كانت تسكن القبور قبل أن يخرج الرب يسوع الشياطين منها كما جاء في الآيات التالية:
"ولما جاء إلى القبر إلى كورة الجرجسيين استقبله مجنونان خارجان من القبور" (متى 8: 28).
"ولما خرج من السفينة استقبله من القبور إنسان به روح نجس كان مسكنه القبور" (مرقس 5: 3).
"وساروا إلى كورة الجدريين فاستقبله رجل من المدينة كان فيه شياطين منذ زمان طويل وكان لا يلبس ثوباً ولا يقيم في بيت بل في القبور".
فالروح القدس أراد أن يضيف هذه الحقيقة ليذيل الشك الذي قد يساور بعض المعترضين.
السماء والأرض تزولان
ولكن كلامي لا يزول
- عدد الزيارات: 8993