المرأة
عجيبة في خلقها، يوم خلق الله تعالى آدم وحواء. عظيمة في دورها، فوراء كل عظيم امرأة. وعزيزة على قلب الله، إذ يقول لها " أيتها الجالسة في الجنات.. أسمعيني صوتك". سامية المكانة فقد، ربت أجيالا.
يصفها سليمان الحكيم بأعظم الثنايا فيقول:
"امرأة فاضلة من يجدها لأن ثمنها يفوق اللألىء. بها يثق قلب زوجها فلا يحتاج إلى غنيمة. تصنع له خيراً لا شراً كل أيام حياتها. تطلب صوفا وكتانا وتشتغل بيدين راضيتين. هي كسفن التاجر. تجلب طعامها من بعيد. وتقوم إذ الليل بعد وتعطي أكلاً لأهل بيتها وفريضة لفتياتها. تتأمل حقلاً فتأخذه وبثمر يديها تغرس كرماً. تنّطق حقويها بالقّوة وتشدّد ذراعيها. تشعر أن تجارتها جيدة. سراجها لا ينطفئ في الليل. تمد يديها إلى المغزل وتمسك كفّاها بالفلكة. تبسط كفيّها للفقير وتمد يديها إلى المسكين.لا تخشى على بيتها من الثلج لأن كل أهل بيتها لابسون حللاّ. تعمل لنفسها موشّيات. لبسها بوص وأرجوان. زوجها معروف في الأبواب حين يجلس بين مشايخ الأرض. تصنع قمصانا وتبيعها وتعرض مناطق على الكنعاني. العزّ والبهاء لباسها وتضحك على الزمن الآتي. تفتح فمها بالحكمة وفي لسانها سنّة المعروف. تراقب طرق أهل بيتها ولا تأكل خبز الكسل. يقوم أولادها ويطو بونها. زوجها أيضا فيمدحها. بنات كثيرات عملن فضلا. أما أنت ففقت عليهنّ جميعاً. الحسن غشٌ والجمال باطل. أمّا المرأة المتقية الرب فهي تمدح. أعطوها من ثمر يديها ولتمدحها أعمالها في الأبواب". أمثال سليمان الحكيم 31: 10-31
وتعيش المرأة حلماً جميلاً، أنها يوما ستلتقي بفتى أحلامها، الذي يأخذها إلى بيت الزوجية، وتعيش سعيدة إلى الأبد. فتعيش قصة حب رائعة، وحلم لا تريد أن يقطعه نور الصباح. فهاهي في عش زوجي سعيد، وأولادها يملئون البيت فرحاً وبهجة. وفجأة تبزغ الشمس بنورها، وتستيقظ من أحلامها الجميلة، فتجد نفسها في بيت مملؤ بالخصام والنزاع. وتكتشف أن فتى أحلامها أصبح شخصية مختلفة عما كانت تتوقعه، قُلبت حياته رأساً على عقب، وتبدّل الحب إلى بغضه، والأحلام إلى أوهام. وتنتهي قصة الحب الجميل. وتبدأ معركة الحياة.
إن واقع المرأة اليوم، والكيفية التي تعيش فيها أصبح سيئاً ومزعجا، وهيهات ما تغفى عينيها لتنام ليلة هادئة. إن وضعا كهذا لهو ضداً لما قصده الله تعالى تجاه المرأة. وتشوهت هذه الصورة الجميلة مع أن قصد الله لا ولن يتغير، لكن العبرة في التنفيذ. وأصبح الرجال قوّامون على النساء. ترى ماذا حدث ؟
سيدتي العزيزة، اسمحي لي أن القي نظرة عن واقع المرأة ومدى المعاناة والآلام التي عاشتها عبر التاريخ، وما زالت تعيشها حتى يومنا هذا. هذا هو حال النساء في دول العالم عامة، وفي مجتمعاتنا العربية خاصة، نتيجة تعاليم دينية لا تمت للإنسانية بصلة.
وسواء اعترفنا بذلك أو أنكرنا،فالمرأة هي العمود الفقري ليس للآسرة فقط بل للمجتمع أيضا.
- عدد الزيارات: 3993