مجال الأخوات في كرازة الإنجيل
"ينبغي أن يُكرز أولاً بالإنجيل" (مرقس 10:13) هناك قرب الهيكل إبان الفصح، وقبل الوقت الذي سيحدث فيه أعظم حادث سجله التاريخ– ألا وهو الذبيحة الكفارية التي أشبعت قلب الله وأرضت عدالته، وتناولت الإنسان الأثيم فطهرته.. كان الرب يكلم تلاميذه، وفيما هو يكلمهم فاه بجملة جذبت أنظارهم إليه حين قال:
"ينبغي أن يُكرز أولاً بالإنجيل". الكرازة بين جميع الناس على حد سواء. لكن فيما يختص بالنساء فعلى سواعد من تقوم الكرازة؟
أليست المسؤولية ملقاة على عاتق كل أخت عرفت طريق الرب، حتى تذيع بشرى الخلاص بين النساء اللواتي يعشن في ظلمة الخطية والجهل الروحي. كم وكم من المسيحيات لا يعرفن من المسيحية إلا اسمها، وكم منهن ليس لهن فرصة لمعرفة الإنجيل ودراسته؟ وكم منهن يعشن حياتهن كالأمم الذين لا يعرفون الله لأنهن لا يطبقن تعليم الإنجيل على حياتهن، وكيف يمكن أن يمارسن تلك التعاليم وهن يجهلنها؟ وكم من السيدات سمعن عن المسيحية ولكن لم تُبشَّر بالإنجيل نفسه؟ وكم منهن فهمن تعاليمه بطريقة خاطئة لأن المسيحيات لم يقدمن لهن الإنجيل نفسه ولم يدرسنه بأنفسهن كما يجب؟
فلنذكر أن نساء عالميات كثيرات لم يسمعن بعد عن رسالة المسيح. لكن حديثي إليكن عن النساء اللواتي اؤتمنا جميعنا على الخدمة بينهن، فلننهض اليوم للعمل ما دام نهار. لأن الرب "يريد أن جميع الناس يخلصون"، ويطلبونه "لعلهم يتلمسونه فيجدوه مع أنه عن كل واحد منا ليس بعيداً".
إن الرب يريد خلاص الجميع، ويريدنا أن نحب الجميع، ونقدم إنجيل الخلاص ليعرف كل بشر خلاص الرب. فلا تفشلن يا أخواتي لأن عدم النجاح في العمل يجعل اليأس يتسرب إلى قلوبنا. لكن رغم كل المفشلات لنعمل والله ينمي كلمته، لأنه ساهر عليها لكي يجريها، ولا بد أن تأتي النتائج المرتقبة لكلمة الله التي ننشرها بين الناس حسب وعده، "كلمتي لا ترجع إليّ فارغة، بل تعمل ما سررت به". وما نحتاجه نحن في حقل خدمتنا مع النساء هو أن نتعلم من الرب يسوع كيف نحب الخطاة وكيف نتعامل معهم بلطفه وحنانه. فمحبة يسوع تناولت اللص الخاطئ فخلصته بعد أن سمع الكلمة العذبة من فم الرب: "اليوم تكون معي في الفردوس". فهل نهتم نحن بدورنا بخلاص النساء اللواتي يعشن في الخطية والعاجزات عن السير في حياة القداسة، والفتيات اللواتي يعشن حياة عالمية صرفة؟
صحيح أننا قد اعتُقنا من سلطان الخطية إذ تمسكنا بصليب يسوع، وأصبحنا في أمان. لكن، لنلقِ نظرة إلى أخواتنا في الإنسانية اللواتي يعشن في ظلام مدلهم، ولنوحّد جهودنا لإنقاذهن بعد أن نأخذ القوة من الرب حتى نستطيع أن نشهد لاسمه العظيم.
وفي هذا المجال أذكّر أخواتي بشرف الخدمة ومسؤولية البشارة بين النساء التي أُلقيت على عاتق كل مؤمنة تحب الرب في عدم فساد. فأختي المتزوجة تستطيع أن تتخذ من بيتها مركزاً لإعلان اسم يسوع، وما أجمل ذلك الوقت عندما تصبح كل أخت منشغلة بالشهادة لكل امرأة تأتي إليها عما فعله يسوع من أجلها، وهكذا تزور جاراتها وترشدهن إلى طريق الرب، وتصلي معهن وتحمل مسؤوليتهن كاملة أمام الرب. وكذلك الأخت التلميذة، فباب الخدمة مفتوح أمامها بين رفيقاتها وجيرانها. وإذ نتأمل في المرأة السامرية ومجاهرتها بيسوع أمام أهل قريتها، وفي مريم المجدلية التي أوّل من حملت البشارة بقيامة الرب، وفي معظم أخواتنا اللواتي سبقننا إلى المجد بعد أن خدمن الرب في هذه الحياة خدمات جليلة، عالمين أن للرب قصداً في حياة كل أخت، فلنتمم قصده المبارك في حياتنا ومشيئته المقدسة في نفوسنا حتى نستطيع أن نردد مع يوحنا الحبيب: "آمين، تعال أيها الرب يسوع".
قال الرسول بولس:
”فَلَوْ كُنْتُ بَعْدُ أُرضِي الناسَ لَمْ أَكُنْ عَبْداً لِلْمَسِيحِ“ (غلاطية 10:1)
مقتبس من مجلة صوت الكرازة بالإنجيل
- عدد الزيارات: 5557