Skip to main content

الجنس خارج إطار الزواج

الجنس خارج إطار الزواج"لأَنَّ هذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ. أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الزِّنَا" (ا تسالونيكي 3:4). من قال..عن الشهوة غرام، والزنى حب، والجنس متعة؟؟؟ هل يليق أن نستخدم الغريزة الجنسية لأغراض شهوانية خارج إطار الزواج؟؟ وهل غفران الله يتم بمجرد رحمته وحبه للإنسان فقط، أم أن هذا يغفل جانبا هاما في الأخلاق المسيحية وهو عدل الله؟

إن موضوع الجنس من المواضيع الأكثر غموضاً وحساسية في عالمنا العربي، وممكن نتكلم في مواضيع كثيرة ومتعددة ما عدا هذا الموضوع، وممكن السبب يعود إلى الخجل وعدم الصراحة وعدم الإنفتاح في هذا المجال.

"إن معظم المسيحيين يفتقرون إلى شجاعة الحديث صراحة عن حالتهم الجنسية، وحتى أولئك الذين لديهم الصراحة يفتقرون إلى المفردات اللغوية التي يستعملونها."[1] ، وأنا شخصياً لم أسمع من أي شخص بخصوص هذا الموضوع لا في المدرسة ولا في بيت الأهل، ولا في الكنيسة. مع العلم أن موضوع الجنس من أكثر المواضيع التي يسقط فيها الناس، إما عن طريق الفكر أو عن طريق الزنى الغير الشرعي، وللأسف الشديد الناس قلبوا المعايير الصحيحة التي وضعها الله.. فقالوا عن الشهوة غرام، والزنى حب، والجنس متعة، لذلك نرى الناس مقيدة وضائعة وتائهة  في هذا العالم. كم من عائلات مفككة ومربوطة في هذا المجال، وللأسف يعطون مبررا لأعمالهم المغلوطة. وأريد أن أقول شيئا بأن الله وضع فينا غريزة الجنس لكي نستخدمها في مكانها الصحيح وهي عند الارتباط والزواج في ( تك 2: 24) فقط في هذه الحالة. وعدا ذلك غير مسموح أن تستخدم لأغراض أخرى، تعتبر زنى وخارجة عن نطاق وخطة الله. وهناك مشكلة أخرى يذكرها الكتاب المقدس عند بعض الاشخاص في (رو1: 22- 32) الذين شوهوا استعمال الطبيعي والنتيجة أسلمهم الله إلى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق. 

إن الجنس عند الزوجين بحد ذاته ليس خطية ولكن سوء استخدامه يعتبر خطية لأن الكتاب المقدس يقول في (عب 13: 4) "ليكن الزواج مكرما عند كل واحد والمضجع غير نجس." أي أن هناك حدود في الممارسة بين الزوجين بكل طهارة وقداسة.

"معظم المشاكل الجنسية في الزواج ضئيلة العلاقة بالبراعة على الصعيد الجسدي، ولكنها كلية العلاقة بتلبية الحاجات على الصعيد النفسي."[2] . هناك تحذيرعلى الشخص أن يضبط مشاعره وغرائزه عندما يرتبط أو يتعرف على الجنس الآخر وأن لا يكون هدفه الوحيد لأغراض شهوانية أو غرامية، لماذا.. أريد أن أقول هنا شيئا" ممكن هذا الحب يستمر إلى فترة قصيرة إلى حين أي بمعنى آخر ( راحت السكره وأتت الفكرة ) ويعودوا إلى عالم الواقع. وهذا الكلام يذكرني بقصة أمنون ابن داود في (2صم 13)  عندما وقع في غرام ثامار اخته، فقال له يوناداب " لماذا يا ابن الملك أنت ضعيف هكذا من صباح إلى صباح. أما تخبرني. فقال له أمنون إني أحب (أغرم) ثامار أخت أبشالوم أخي..." ونهاية القصة كانت مأساة ودمار لهذه العائلة.

لا توجد ولا آية كتابية تتكلم عن ممارسة الجنس قبل الزواج، لذلك أوصى بولس الرسول للأفراد الذين لا يقدرون أن يضبطوا أنفسهم بأن يتزوجوا، لأن التزوج أفضل من التحرق. وأيضا يقوم بولس بإعطاء بعض القوانين والفروض للأشخاص المخطوبين في (1كو7: 36). عندما نخطئ، فإننا لا نخطأ للطرف المقابل فقط.. بل نخطئ للرب أولا، لذلك يعجبني يوسف في (تك 39: 9) عندما لم يعطي فرصة لجسده أو شهواته أن يتغلبوا عليه بل عمل حساب لله أولا بأن لا يخطئ إليه.. وقال "فكيف أصنع هذا الشر العظيم واخطئ إلى الله" ولم يقل الكتاب إلى فوطيفار. هناك حاجتين نتعلمهم من حياة هذا الشخص، الأول اعتبر يوسف بأن الوقوع في الخطية هي شر عظيم، لم يدلعها أو يستخف بها.. والحاجة الثانية هي بأن الوقوع في الخطية هي تجرح الله، لأن الله يكره الخطية. لذلك يقول فايز فارس في كتابه علم الاخلاق والجزء الأول هذه الكلمات: 

"هناك نقطة ضرورية يجب التركيز عليها ألا وهي أن كثيرون يتصورون أن غفران الله يتم بمجرد رحمته وحبه للإنسان، وهذا يغفل جانبا هاما في الأخلاق المسيحية وهو عدل الله، فالغفران الذي قدمه الله كان غفرانا مكلفا جدا"... ولأجل هذا ينبغي أن يدرك كل مسيحي بأن الغفران المكلف هذا يقتضى عدم التساهل مع الخطية بل يستلزم حياة الجهاد مدى الحياة ضد الخطية."[3] لذلك ونحن نتكلم عن الجنس يجب أن ننتبه إلى حياتنا وتصرفاتنا ونحن كمؤمنين لكي لا نكون كَفَرَسٍ أَوْ بَغْل بِلاَ فَهْمٍ. بِلِجَامٍ وَزِمَامٍ زِينَتِهِ يُكَمُّ لِئَلاَّ يَدْنُوَ إِلَيْكَ (مز32: 9). أيضا يتكلم الكتاب المقدس عن العلاقات الجنسية للمتزوجين في (1كو7: 3- 5) بأنه واجب على الطرفين وانه حق الواحد على الآخر، وأن يكون كل شيئ بترتيب وبنظام.

أخيرا أريد أن اقتبس بعض الكلمات (لسادل باك) أو الوصايا العشر التي علمها وأعطاها إلى فريقه العاملين معه في الخدمة والتي تعلمنا نحن أيضا درسا في هذا الموضوع، وأن نتجنب ونتحذر وخاصة عندما نتعامل مع الجنس الآخر..

 وهذه الوصايا هي :

 لا تزر شخصا من الجنس الآخر بمفرده بالمنزل.

لا تقدم مشورة لفرد من الجنس الآخر وأنتما تجلسان بمفردكما في مكان ما.

لا تكرر جلسات المشورة لفرد من الجنس الآخر في عدم وجود شريك حياته.

لا تذهب لتناول الطعام مع فرد من الجنس الآخر بمفردكما.

لا تقبل شخص من الجنس الآخر أو تظهر له أية مشاعر حميمة تكون موضع تساؤل للحاضرين.

لا تناقش تفاصيل مشاكل جنسية مع الجنس الآخر أثناء المشورة.

لا تناقش مشاكلك الزوجية مع شخص من الجنس الآخر.

كن حذرا في ردودك على كروت المعايدة والخطابات التي تصلك من أفراد الجنس الآخر.


[1] ماري ستيوارت، النعمة والجنس، ترجمة نكلس نسيم، 265، 266.

[2] غازي اتشيمان، لغات الحب الخمس. بيروت: دار المنشورات النفير، 146.

[3] فايز فارس، علم الاخلاق الجزء الأول، 159. 

  • عدد الزيارات: 16108