هل الاجهاض هو الحل؟
"مَلْعُونٌ مَنْ يَقْتُلُ قَرِيبَهُ فِي الْخَفَاءِ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ." (تثنية 24:27).
خيار أم قتل!! ..وهل الاجهاض هو الحل؟.. ما هو رأي مؤيدي الاجهاض؟.. وما هو رأي المسيحيين في هذا الأمر؟
هذا هو السؤال الذي لم يقدرالعالم أن يوافق عليه.. البعض يقول إنه خيار، والبعض الآخر يقول إنه جريمة قتل ضد الذين لا يقدرون أن يحموا أنفسهم. وقبل أن أتكلم عن هذا الموضوع فلا بد لي أن أشرح ما المقصود بالإجهاض. الإجهاض بمعناه البسيط هو قتل الجنين قبل أن يولد، ولقد أثبت علميا بأن حياة الإنسان تبدأ مباشرة بعد تلقيح البويضة في الرحم (الاخصاب). من هذه اللحظة تبدأ صفات الجينات المسئولة عن استمرارية تطور حياة الانسان بالعمل.
وهناك أجري إحصائيات ومقارنة مع العالم الخارجي ذكر التقرير أن 46 مليون امرأة في العالم يجرين عمليات إجهاض سنويا ( من بين 210 ملايين امرأة حامل )، وان 58% من هؤلاء النساء هن من قارةآسيا، 17% من أوروبا، حيث تتصدر روسيا قائمة الاجهاض، 19 حالة لكل 1000 مواطن. أما الإحصائيات الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية في سنة 2000 تقول:
There were nearly 3،600 abortions per day in 2000، 149 per hour، about one every 24 seconds.[1]
رأينا من هذه الإحصائيات أن عدد كبير من الأطفال الذين ليس لهم أي ذنب يكونون ضحية من حيث إن وجدت أعذار أو لم توجد.
ماهو رأي مؤيدي الاجهاض؟
تقول الآراء المتداولة في المجتمع: ان كل امرأة تستطيع إتخاد القرار بنفسها، قرار ما سيحدث في بطنها. هذه الآراء تركز على عدم تحميل المرأة عبء الحمل غير المرغوب فيه. لذلك المرأة لها الحق في اتخاذ القرار، وان تستخدم حريتها في الاجهاض. كذلك يساند مؤيدو الاجهاض إمكانية العيش الرغد والمحترم لكل انسان، او انها تواجه مشاكل مادية، او احتمال أن زوجها قد تركها، فمن الافضل أن لا يأتي هذا الطفل الى العالم.
ولو سألنا أنفسنا ونحن كمؤمنين مسيحيين الذين قد أنتهت إلينا أواخر الدهور أين نحن من هذه الأشياء التي تحدث في مجتمعاتنا، هل نحن واقفين ومؤيدين هذه العمليات الإجرامية، أو أننا نرفض هذه العمليات آخذين مواقف حيادية.
لنلقي نطرة عامة على ما يقوله الكتاب المقدس عن موضوع الإجهاض.
هناك وصية في الكتاب المقدس تقول " لا تقتل، ومن قتل يكون مستوجب الحكم " (متى5: 21)،(خر20: 13)،(تث5: 17)
في سفر التثنية والإصحاح 27 يتكلم عن اللعنات وفي عدد 24 يقول "ملعون من يقتل قريبه في الخفاء.."
في هذا الإصحاح التحذيري الذي يتكلم عن الظلم وعدم الإنصاف خاصة تجاه الضعفاء والعاجزين. وخاصة الممارسات في عملية الإجهاض المتعمد لطفل لم يولد بعد.. لذلك أي رجاء بقي لأمة تقتل فيها الأمهات أطفالهن!؟
إن موقف الله تجاه الإجهاض ويصفه ببساطة "جريمة قتل" واليوم نرى الأمة تلو الأمة، يتعرض الملايين فيها للآفات والأمراض بسبب اللعنة التي يجلبها الإجهاض عليهم."[2]
لا يوجد أي مبرر بإعتقادي أننا نحلل إجهاض الطفل مهما تكن الأسباب، لأننا لا نعلم ماذا سيكون هذا الطفل عندما يكبر. فمثلا يقول الكتاب في سفر المزامير (139: 13- 16) بأن الله هو الذي نسجنا ونحن بعد في بطون أمهاتنا، وأيضا صنعنا مميزين كل واحد مختلف عن الآخر في إتقان وإبداع. فإرميا النبي قد دعاه الله وهو في بطن أمه، يقول في ( ارميا1: 5) " قبلما صورت في البطن عرفتك. وقبلما خرجت من الرحم قدستك. جعلتك نبيا للشعوب".
ويقول في (أيوب 31: 15) "أو ليس صانعي في البطن صانعه وقد صورنا واحد في الرحم" أآخذ خليقة الله ، الجنين الذي لم يولد بعد والذي صنعه وجبله الله، واسقطه أو إجهضه أواقتله لأسباب شخصية... كلا .. ليس هذا هدف الله البتة.
طلب المغفرة...
في حالة وجود امرأة قد أجهضت ولم تعرف هذة الحقيقة، بان الاجهاض خطيئة في نظر الله، وان الله يكره الاجهاض فإن الله سوف يسامحها على هذه الخطيئة، لكن يجب عليها أن تعترف بهذه الخطيئة لان الكتاب المقدس يعلمنا بانه "إن اعترفنا بخطايانا، فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم. (1يوحنا 9:1). كما ان يسوع قد سامح نساء كُن قد عملن بعكس وصاياه (يوحنا 8: 1-11) ولأن الله محبة، وهو موجود لكل من يطلبهُ الذي يطلبه من كل القلب.
[2] ديريك برنس، البركة أو اللعنة أنت تختار، ترجمة صلاح عباسي،61، 62.
- عدد الزيارات: 15406