حقائق أساسية عن الزواج
26 وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ». 27فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. 28وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ وَأَخْضِعُوهَا وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ».
(تكوين 1: 26- 28)
18وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «لَيْسَ جَيِّداً أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِيناً نَظِيرَهُ». 19وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلَهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ وَكُلَّ طُيُورِ السَّمَاءِ فَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ لِيَرَى مَاذَا يَدْعُوهَا وَكُلُّ مَا دَعَا بِهِ آدَمُ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ فَهُوَ اسْمُهَا. 20فَدَعَا آدَمُ بِأَسْمَاءٍ جَمِيعَ الْبَهَائِمِ وَطُيُورَ السَّمَاءِ وَجَمِيعَ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ. وَأَمَّا لِنَفْسِهِ فَلَمْ يَجِدْ مُعِيناً نَظِيرَهُ. 21فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلَهُ سُبَاتاً عَلَى آدَمَ فَنَامَ فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلَأَ مَكَانَهَا لَحْماً. 22وَبَنَى الرَّبُّ الإِلَهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ. 23فَقَالَ آدَمُ: «هَذِهِ الْآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هَذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ». 24لِذَلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَداً وَاحِداً. 25وَكَانَا كِلاَهُمَا عُرْيَانَيْنِ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ وَهُمَا لاَ يَخْجَلاَنِ.
(تكوين 2: 18- 25)
سيدور الكلام في هذا الكتاب حول موضوع هام جداً ألا وهو "الزواج" أو "العائلة". ولعل أول ما يخطر في بالنا هو السؤال التالي: لماذا ندرس موضوعاً كهذا؟ وللإجابة أقول:
أولاً:
لأن هذا الموضوع يشغل قسماً هاماً من الكتاب المقدس.
ثانياً:
لأن الزواج أو البيت هو أهم مؤسسة على الأرض. فهو نواة المجتمع وعليه تقوم الدولة. ومعنى هذا أنه كما يكون البيت هكذا يكون المجتمع, فالمجتمع الصالح هو برهان البيت الصالح والمجتمع الفاسد هو برهان البيت الفاسد والمفكك.
ثالثاً:
لأن الكثيرين أخذوا مفاهيمهم عن الزواج والعائلة من مصادر مغلوطة ومبادئ وفلسفات ملتوية. فقد أخذها بعضهم من الأفلام السينمائية وبعضهم الآخر من التلفزيون, وبعضهم الآخر أيضاً من المجلات والكتب والمطبوعات الرخيصة اللا أخلاقية!
رابعاً:
لأن المشاكل العائلية والخيانات والهجر والطلاق وسواها قد بلغت حداً مخيفاً وانتشرت في العالم كانتشار الوبأ القتّال.
سأحاول الآن أن أقدم بنعمة الله بعض الحقائق الأساسية بشأن الزواج, وأنني أصلي كي يساعدنا الرب ويعطينا بصراً وبصيرة لنكون لا قارئين ناسين بل قارئين عاملين بالكلمة.
الحقيقة الأولى:
الزواج هو بترتيب الله. فهو الذي رسمه وسنّه وقدمه للإنسان حباً بخيره وسعادته. فالزواج ليس صنع اليابان ولا صنع الأميركان أو أي كان, بل صنع الخالق القادر على كل شيء. يقول الله في الفصل الثاني من سفر التكوين "ليس جيداً أن يكون آدم وحده. فاصنع له معيناً نظيره" وبعد ذلك نقرأ الكلمات الآتية: "فأوقع الرب الإله سباتاً على آدم فنام. فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحماً. وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلى آدم". نعم الله هو مهندس الزواج وواضعه ومصدره!
الحقيقة الثانية:
الزواج رسم قبل سقوط آدم في الخطية. فهو لم يكن نتيجة السقوط ولا كان علة السقوط. فالقائلون بأن الزواج كان السبب في وقوع الإنسان في الخطية هم على خطأ مبين. ومفهومهم هذا هو مفهوم شيطاني, لأن كلمة الله تؤكد أن الله خلق الناس ذكوراً وإناثاً قائلاً لهم "أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض". وهذا يعني أن الزواج والتناسل والتكاثر كان سيتم حتى لو لم يسقط الإنسان في المعصية.
الحقيقة الثالثة:
الزواج مقدس وشريف وطاهر. يقول الكتاب المقدس أنه بعدما خلق الله الإنسان على صورته وشبهه وسن له فريضة الزواج والتكاثر "رأى كل ما عمله فإذا هو حسن جداً". فالله القدوس لا يصنع إلا كل ما هو حسن ومقدس. فإن كان ثمة شيء غير مقدس في الزواج فما ذلك إلا من صنع الإنسان وأفكار الإنسان. لذلك عندما يقول الله أن الزواج مقدس فمعنى ذلك أن الزواج سيبقى مقدساً بصورة دائمة. تقول كلمة الله "ليكن الزواج مكرماً عند كل واحد والمضجع غير نجس". أي حافظوا على قدسية الزواج وطهارته. لأن ما قدسه الله لا يجوز أن يدنسه إنسان.
الحقيقة الرابعة:
الزواج لا العزوبة هو القاعدة. يظن بعضهم أن العزوبة أشرف وأطهر وأقدس من الزيجة, ولكن هذا خطأ. فالله هو القائل "ليس جيداً أن يكون آدم وحده". ولما صنع الله حواء أحضرها بنفسه إلى آدم. غير أن هذا لا يعني أن العزوبة لا مكان لها في ترتيب الله. فالعزوبة مبررة في الكتاب المقدس في حالتين فقط. أولاً الموهبة أو الدعوة من الله, وثانياً الضيق أو الاضطهاد. وكلتا هاتين الحالتين موضحتان في رسالة بولس الرسول الأولى إلى كنيسة كورنثوس في الإصحاح السابع. أما القول بأن العزوبة أشرف وأطهر من الزواج وأن الزواج دنس وغير متفق مع حياة القداسة فهذا ضد تعليم الكتاب المقدس وضدّ خطة الله على خط مستقيم. لا بل إن كلمة الله تقول أن تحريم الزواج هو صنع التابعين للأرواح المضلة والتعاليم الشيطانية بالإضافة إلى انه من علامات الارتداد في الأزمنة الأخيرة. يقول بولس في هذا الصدد "أنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان تابعين أرواحاً مضلة وتعاليم شياطين... مانعين عن الزواج وآمرين أن يمتنع عن أطعمة قد خلقها الله لتتناول بالشكر من المؤمنين وعارفي الحق".
الحقيقة الخامسة:
الزواج وجد ليبقى, وليس كما يبشر بعضهم بأن نهاية مؤسسة الزواج قريبة. ولماذا يبشرون بزوال الزواج؟ لأنهم انحدروا بأفكارهم إلى مستوى الحيوان وهم يريدون أن يعيش الإنسان من غير رادع أو وازع, ومن غير حدود أو قيود وضعها الله لخير البشر. فالزواج ليس صفقة تجارية ولا اتفاقية تأجيرية بل هو رباط مقدس أمام الله والناس يدوم مدى الحياة. لهذا نقرأ في الكتاب المقدس أن "المرأة مرتبطة بالناموس ما دام رجلها حياً..." ونقرأ أيضاً أن "الرجل يترك أباه وأمه ويلتصق بامرأته". وهذا الالتصاق يدوم إلى أن يفرقهما الموت.
الحقيقة السادسة:
الزواج هو بين رجل واحد وامرأة واحدة, لا بين رجل واحد وعدة نساء ولا بين رجل وآخر أو بين امرأة وأخرى. فهذه البدائل هي شر فظيع في عيني الله لأنها خروج على قاعدته. فالله خلق في البدء رجلاً واحداً اسمه آدم, ومن آدم صنع امرأة واحدة اسمها حواء. وعلى هذا الأساس يكون تعدد الزوجات خطية كبيرة وكذلك التزاوج بين أفراد الجنس الواحد.
الحقيقة السابعة:
الزواج هو اتحاد بين الزوج وامرأته. ولهذا تقول كلمة الله كما أوردنا قبل قليل, "يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته" لا بصاحبته ولا بزوجة جاره أو زميلته في العمل بل بامرأته. ومن يخالف هذا الترتيب يخالف ترتيب الله, ويعرِّض نفسه لدينونة الله وغضبه. "لأن العاهرين والزناة سيدينهم الله".
أخي, هذه هي بعض الحقائق الأساسية الخاصة بالزواج التي أردت أن أطلعك عليها والتي أرجو أن تبقى راسخة في ذهنك على الدوام. ليت الله يباركك ويبارك بيتك وزواجك بحيث تتمكن من القول "أما أنا وبيتي فنعبد الرب".
- عدد الزيارات: 7667