Skip to main content

تجديد الأرض

تكوين 8: 15- 9: 18

وأخيراً جاء اليوم الذي سمح الله فيه لنوح ومن معه بالنزول من الفلك، ولما خرج... ماذا رأى يا ترى؟ رأى الأرض جديدة، لن الله كان قد جدّد وجه الأرض بمياه الطوفان، وجعلها مستعدة أن تنشأ فيها الحياة من جديد، فيسير الناس عليها ويعملون ويتمتعون بالسير مع الله. هكذا لا يمكن للناس أن يعيشوا سعداء، إلا إذا طردوا كل شيء رديء من قلوبهم...

لماذا جاء الرب بالطوفان وأهلك الناس والبهائم جميعاً؟ الجواب: لأن الأرض كانت ملآنة بالشر والظلم، ولذلك كان من الضروري أن يقضي الله على الخطية. إن الله وحده هو الذي يستطيع أن يطهر القلب من الخطية، هو وحده الذي يستطيع أن يعطينا قلوباً جديدة نقية، كما أعطى "نوح" أرضاً جديدة.

وسيأتي يوم فيه ينزع الرب كل الأشياء الرديئة من العالم. في أيام نوح غسل الرب الأرض من الشر بواسطة طوفان الماء، ولكن سيأتي اليوم الذي فيه يطهر الله الأرض ولكن بالنار.

لما خرج نوح من الفلك وعرف كم كان الله صالحاً وطيباً ورحيماً معه، بنى مذبحاً وقدم لله ذبيحة، ولما رأى الله ذلك، سُرَّ من نوح، وعرف أنه يؤمن به وبكلامه ومواعيده.

وبعد ذلك وعد الله "نوح" وعداً عظيماً. قال الله له: يا نوح... أنا لن ألعن الأرض مرة ثانية، ولن أهلك الناس جميعاً كما فعلت بالطوفان. وطالما الأرض موجودة، سيكون فيها زرع وحصاد، وبرد وحر، وصيف وشتاء، وليل ونهار. وقال الله لنوح: وأنا أعطيك علامة هي قوس "قزح" في السحاب، فكلما غطت السحب السماء ورأيت هذا القوس أذكر وعدي فلا أغرق الأرض.

فهل حفظ الله كلامه وتمم وعده هذا؟ نعم. بكل تأكيد. إلى هذا اليوم عندما تتلبّد الغيوم يظهر القوس بألوانه الجميلة، وهي الأحمر والأخضر، والأزرق والبنفسجي. ولما نراه نعرف ونتأكد أن الله لا بد يتمم وعده.

  • عدد الزيارات: 1983