Skip to main content

أبناء نوح

تكوين 9: 19- 29

عرفنا أن الله غسل الأرض من الخطية بمياه الطوفان، ولكن هذه المياه لم تغسل الخطية من قلوب الناس. كان نوح وأفراد عائلته جميعاً خطاة كما عرفنا، وبعدما ترك نوح الفلك بدأ يزرع الأرض ويتمتع بخيراتها. زرع نوح كرماً وصنع من العنب الخمر... وذات يوم شرب نوح من الخمر التي صنعها... شرب كثيراً جداً حتى سكر، وفيما هو تحت تأثير الخمر خلع ملابسه كلها، ونام في خيمته عرياناً كما ولدته أُّمه...

ودخل ابنه حام الخيمة فرأى أباه عرياناً ومنظره يخجل، فأخذ يضحك من أبيه، وبدلاً من أن يستر عورة أبيه بملاءة أو "بطانية" خرج من الخيمة وهو يضحك، وحكى القصة لأخويه سام ويافث، واندهش الولدان حينما سما الخبر وقالا: كيف يعمل أبونا هذا العمل المخجل؟ ألا يعلم أن الله يرى كل شيء؟

لا بد أن الله كان حزيناً من تصرف نوح، الرجل الشيخ، الذي كان يحترم نفسه ويخاف الله. الذي نجاه من الهلاك.

أخذ سام ويافث عباءة ووضعاها على أكتافهما، ومشيا ووجهاهما إلى الوراء ثم ألقيا العباءة على أبيهما وسترا عورته. كان الولدان خجلانين من تصرف أبيهما الشيخ.

ولما استيقظ نوح وصحا من سكره، وعرف من العباءة كل ما حدث، لا بد أنه خجل من نفسه، لأنه تصرف هذا التصرف الذي أغضب الله، وحقّره، في عيون أولاده. ولكن نوح كان يعلم جيداً أنه حين يعترف للرب بخطيته، ويطلب منه السماح، فإن الله يغفر له. ولكن "حام" كان مخطئاً بلا شك، عندما نظر إلى عورة أبيه واستهزأ به، لذلك بارك نوح ولديه "سام" و"يافث"، أما نسل حام فلعنه نوح بأمر الرب وقال أن تسل حام سيكونون عبيداً لنسل سام ويافث.

وبعد سنين كثيرة جداً، جاء الرب يسوع المسيح، مولوداً من نسل سام. وكان نسل يافث أقوياء وعظماء، أما نسل حام فكانوا عبيداً، لأن لعنة نوع لحقت بهم، ولكن لما الرب يسوع مخلص العالم، أحب نسل حام المساكين، كما أحب نسل سام ويافث تماماً، لأنه له المجد جاء لكي يحمل اللعنة عن كل شخص يؤمن به ويتكل عليه، من أي جنس ومن أي لون.

  • عدد الزيارات: 3713