النمو عند الجنسين
للرجل صدر مسطَّح، أما المرأة على خلاف ذلك- فلها ثديان بارزان مُدوران طريّان. وبعد الولادة يمتلئ الثديان بالحليب الذي يخرج من الصدر بواسطة فُتحَتَينِ تُدعى كلٌّ منهما "الحَلَمة". فما إن يمصُّ الطفل الحَلَمة حتى يخرج الحليب من الثدي. وحليب الأم هو أصلح حليب لغذاء الطفل من حيث تركيبه وحرارته المعتدلة.
ربما تكون قد رأيت أمكَ تُرضع أخاك أو أختكَ في أثناء طفولتهما، أو لربما رأيت كلبة أو قطة تُرضع أطفالها الحليب من حلماتها الكثيرة الموجودة على بطنها.
لكل طفل أو طفلة سرعة معينة للنمو، وليس هناك عمر معين للتغيرات التي تحدث في الجسم خلال فترة النمو. ولكن هذه التغيرات تبدأ عادة في سن الثانية عشرة أو الثالثة عشرة عند الفتيات فيما تستغرق وقتاً أطول عند الفتيان.
أول هذه التغيرات هو عادةً نمو الشعر حول القضيب عند الفتيان، وحول فتحة المهبل عند الفتيات. لذلك تكبر صدور الفتيات فيما تميل أصوات الفتيان إلى الخشونة. وهذه كلها علامات نمو تشير إلى أن أجسام الفتيان والفتيات تستعد لتحمُّل مسؤوليات البالغين.
للفتاة مبيضان ورحم ومهبل، وهذه هي أعضاؤها التناسلية. أما الفتى فأعضاؤه التناسلية هي القضيب والخُصيتان. وهذه الأعضاء تُشكّل الفرق ما بين جنس الأنثى (الفتاة أو المرأة) وجنس الذكر( الفتى أو الرجل).
قد تساعدك الصور الإيضاحية على فهم طريقة الله في خلق البنات والبنين مختلفين بعضهم عن بعض من حيث التكوين. فبعد أن تبدأ الأعضاء التناسلية بالعمل يُفرز الفتيان في بعض الأحيان شيئاً من البذور خلال النوم ويُرافق ذلك أحياناً أحلام مثيرة يرون فيها أشياء لها علاقة بالجنس. ويُعرف هذا "بالاستِنوام أو الاحتِلام" حيث تُقذف البذور من القضيب مع مادة مخاطية تجف وتترك بقعاً على الثياب أو السرير.
هذا الاختبار هو حالة طبيعية تشير إلى أن الخُصيتين والقضيب تنمو بشكل طبيعي. إن جسم الفتى يُكوِّن بذوراً جديدة تحل مكان تلك التي تخرج من جسمه.
أما الفتاة فحينما تنضج أعضاؤها التناسلية يبدأ المبيض بتكوين البويضات التي ما إن تُلقِّحها بذرة من الرجل حتى يبدأ الطفل بالتكوُّن.
في كل شهر تتكون بيضة واحدة لدى الفتاة، وعندما يحين وقت خروجها من المبيض تكون قد تكونت بطانة زهرية اللون رقيقة على طول الجدار الداخلي من الرحم. بهذه الطريقة تُحضِّر الرحم الغذاء للبيضة الملقَّحة. ولكن البيضة غير الملقَّحة تموت عندما تصل إلى الرحم فلا تحتاج إلى البطانة، فتنسلخ هذه الأخيرة مُحدثة النزيف الشهري من طريق المهبل وهو يُسمى "العادة الشهرية" أو "الطَمث" (أو الحيض)، ويستمر عادة من ثلاثة أيام إلى سبعة. وخلال هذه الفترة تستعمل الفتاة مناديل صحية خاصة لامتصاص دم الطمث وللحفاظ على ثيابها من التلوث.
أما بول الفتاة فيجري داخل أنبوب يؤدي إلى الخارج من طريق ثقب فوق المهبل( ومن فتحة المهبل يخرج الطفل إلى العالم) وتحمي فتحة المهبل وثقب التبول بضعة طبقات من الجلد.
سوف يعطيك الرب ذات يوم فتاة لتكون زوجتك (أو يعطيك شاباً ليكون زوجك) ولسوف يُحب أحدكما الآخر بنعمة الله. ولكن هذا الحدث ليس بالقريب العاجل، وقد يمضي وقت طويل قبل حدوثه. لذلك قد يبدو الموضوع مضحكاً الآن، ولكنه لن يكون كذلك متى حان الوقت لتتزوج. ستتمتع آنذاك بوجودك مع شخص من الجنس الآخر. ولا شك أنك تفهم ما أقصده إذا كان لك أخ أو أخت أكبر منك سناً.
إن الرب قد خلقنا هكذا، وإنها لطريقة جيدة وصحيحة، لكنها تتطلب اهتماماً وحذراً من جانبنا. فبعد دخول مرحلة المراهقة يكتشف الفتيان والفتيات أن مداعبة شخص من الجنس الآخر وتقبيله شيء جميل ومسلّ. لكن الله أعدَّ هذه العطية، أي عطية التقبيل والمداعبة، للأشخاص المتزوجين. وقد ائتمننا عليها. ولذلك يجب ألا نُسيء استعمال هذه العطية المباركة.
هل تدرك الخطر الكامن في ذلك؟ إن الخطر يكمن في أن بعض الناس لا ينتظرون حتى يحين موعد الزواج. فإن العناق والتقبيل يثيران إحساسات غريزية تدفع إلى استعمال الأعضاء التناسلية (أي قد تنتج علاقة جنسية فعلية) وبهذا يتعدى الكثيرون مشيئة الله. فالعلاقة الجنسية تؤثر في عقل الشخص وقلبه، لكونها أقوى علاقة بين شخصين. وهذه العلاقة تُعطي عادة شعوراً باللذة الجسدية عند الطرفين. وحينما تبقى هذه العلاقة ضمن إطار الزواج فإنها تُنتج عند الزوجين حالة اكتفاء عاطفي، في حين أن استعمالها خارج إطار الزواج يسبب الألم والحزن؛ ولا سيما لأن الله لا يرضى بذلك، وبالتالي يحدث شعور بالذنب يحل مكان الفرح الذي أعده الله للناس. كما أن سوء استعمال العلاقة الجنسية قد يسبب أمراضاً خطرة جداً، ويكون في بعض الأحيان سبباً من أسباب الموت المبكر.
ولكن السبب الأساسي لعدم ممارسة العلاقة الجنسية قبل الزواج وخارجه هو أنها بحد ذاتها خطية. وتُدعى هذه الخطية "الدَّعارة" أو "الزنى". وإذا كان هناك من خطية أسوأ من الأخرى فهذه أسوأ الخطايا بحسبما ورد في الأمثال 6: 32 حيث يقول الرب: "أما الزاني بامرأة فعديم العقل، المُهلك نفسه هو يفعله".
فإذا طلبت من الرب أن يساعدك كي تبقى يداك طوع إرادتك (إذا كنت فتىً) وكيلا تسمحي بلمسك (إذا كنتِ فتاةً) وتخلّيتما عن المداعبة والتقبيل قبل الزواج؛ فعندئذ تستطيعان أن تعيشا بفرح وتمضيا السنين المقبلة دون مشاكل خطرة. المهم أن نتذكر إرادة الرب يسوع وتعمل بها وتعيش حياة الطهارة وعدم اللمس وحسن التصرف.
"أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟" (1 كورنثوس 6: 19).
"الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضاً" (غلاطية 6: 7).
هذا مبدأ إلهي ثابت، وهو مهم جداً بالنسبة إلى ما تحدثنا عنه هنا كما هو بالنسبة إلى نواحٍ عديدة من حياتنا.
- عدد الزيارات: 4122