تكون الجنين
في هذا الرسم بيضة مكبّرة جداً (الرسم رقم 1)، حجمها الطبيعي هو بحجم حبة رمل صغيرة.
والبذرة، أي بذرة الرجل، تشبه إلى حد بعيد الرسم رقم 2.
عند الأب نوعان من البذور: نوع مؤنث يُنتج بنتاً، ونوع آخر مذكّر يُنتج صبياً. ولكن لا يوجد وسيلة لضبط نوع البذرة التي تتحد بالبيضة.
فتكوينك بدأ ببيضة صغيرة داخل واحد من مبيضي أمك. ولكن هذه البيضة لم تكن لتبدأ بالنمو لو لم يقم والدك بدوره لتصبح ذلك الطفل الحيّ النامي الذي هو أنت. فلولا مُساعدته لماتت البيضة.
ما هي المساعدة التي يقدِّمها الأب؟ إنه يزرع داخل جسم الأم بذوراً صغيرة (تُعرف بالبذور الجنسية)، وهي تنمو في جسم الأب قبل أن يزرعها (ولا تُرى هذه البذور إلا باستعمال المجهر أي الميكروسكوب). بذرة واحدة تجد البيضة الصغيرة الناعمة داخل جسم الأم فتدخلها وتجعلها تبدأ بالنمو. وعندما يتحد اتحاد البيضة بالبذرة تصير البيضة "ملقحة".
والبيضة التي لم تُلقَّح ببذرة الأب لا تنمو لتصبح طفلاً. الآن تقدر أن تعرف أهمية الآباء. فالطفل عندما يولد يكون جزءاً من الأب وجزءاً من الأم ويخص الأم والأب على السواء.
رسم يُمثل أعضاء الرجل:
خُصيتا الرجل اللتان تكوّنان البذور وتخزنانها مغلفتان بكيس جلدييُدعى "الصفَن" (وعاء الخصيتين) ويتدلى بين الفخذين. أما القضيب فموجود أمام الخصيتين.
عندما يكون الطفلفي أيامه الأولى تجري له عادة عملية جراحية بسيطة لانتزاع طيّات الجلد التي تحيط برأس القضيب. هذه العملية تُعرف "بالختان" أو "التطهير" ويُشار إليها أحياناً في الكتاب المقدس.
قد تسأل نفسكَ: هل تمتزج بذرة الأب بالبول الذي يمر أيضاً داخل القضيب؟ إن الله صنع صِماماً قاطعاً داخل جسم الرجل بحيث ينقطع البول عن المرور في القضيب عندما تمر البذرة خلاله. وبعد أن تمر بذور الأب من قضيبه إلى مهبِل الأم، تذهب إلى الرَّحِم (انظر الصورة على الصفحة المقابلة)، ثم إلى الأنابيب التي تؤدي إلى المبيض (هذه الأنابيب تُدعى "قناة فالوب")، وهناك تتحد بذرة واحدة بالبيضة ومن ثم تعود البيضة الملقحة باتجاه الرحم فتلتصق بجدار الرحم حيث تنمو طيلة تسعة أشهر.
هذه مدة طويلة، أليس كذلك؟ لكن البيضة والبذرة صغيرتا الحجم بحيث تحتاجان إلى مدة طويلة لتصيرا طفلاً له عينان وأذنان وأنف وفم وذراعان ورجلان ومعدة وجلد خارجي وعظام وأشياء أخرى كثيرة. إن مدة تسعة أشهر هي بالحقيقة مدة قصيرة لكي يحدث كل هذا ويتكون.
رسم يُمثل أعضاء الأنثى:
تتكون بويضات الأنثى في المبيض وتخرج البويضات إلى الرحم عبر الأنابيب المعروفة "بقناة فالوب".
إن الرحم هو العضو الذيينمو الطفل في داخله. وعندما يحين وقت الولادة تدفعه إلى الخارج عضلات بطن الأم، وذلك عبر المهبل.
كيف ينقل الأب البذرة من جسمه إلى جسم الأم؟ إن بذرة الأب تنمو في مكان من جسمه يُدعى الخُصيَة (انظر إلى الصورة على الصفحة المقابلة). هذه البذور ذات الحجم الصغير جداً بحيث لا تُرى بالعين المجردة، تُشبه الواحدة منها فرخ الضفدع. وهي تنتقل من جسم الأب بواسطة القضيب إلى جسم الأم من خلال المَهبِل. إن اتحاد الأب والأم بهذه الطريقة ما هو إلا تعبير عن حبهما الصادق أحدهما للآخر. وهذه العملية تُعطي متعةً عميقة للأب والأم معاً. هذه هي طريقة الله العجيبة لنمو أولاده. وعلينا أن ننتبه كي لا نفسد عظمة خطَّتهِ بالمزاح أو بالتفكير الخاطئ في هذه الأمور.
لا ينمو الطفل من خلية واحدة تكبر وتغير شكلها، بل ينمو بانقسام الخلية إلى عدة خلايا ليصل عددها إلى ملايين الملايين. أما في الرسم 6 فتظهر الخلايا وقد بدأت تأخذ شكل طفل بشري وبعد شهرين من اتحاد البيضة والبذرة معاً، يصبح طول الطفل نحو سنتمترين ونصف ويبدو شبيهاً بهذا الرسم. في الشهر الثالث من النمو يصبح طول الطفل ما بين ثمانية سنتمترات وعشرة تقريباً. وفي الشهر الخامس يصبح طوله نحو ثلاثين سنتمتراً ووزنه نصف كيلوغرام. وفي هذه الأثناء قد تشعر الأم بضربات رجليه الصغيرتين داخل بطنها. وفي الشهر التاسع، عندما يبلغ وقت الولادة، فيصبح وزنه ما بين ثلاثة كيلوغرامات وخمسة، وطوله نحو خمسين سنتمتراً. وهكذا تكون البيضة الملقحة التي كانت أصغر جداً من رأس الإبرة قد نمت وتطورت خلال تسعة أشهر حتى صارت طفلاً قوياً وجميلاً. الرسم 1 يُظهر اتحاد البيضة بالبذرة. أما الرسم 2 فيُظهر انفصال البيضة الأصلية، (التي اتّحدت بالبذرة) إلى قسمين. وكل قسم بعد ذلك ينقسم ثانية. هذه الأقسام تُعرف بالخلايا. هذه العملية تُظهر كيف يبدأ الطفل بالنمو. |
|
عندما خلقَ الله الناس، رسمَ هذه الطريقة الجميلة لاتحاد البيضة والبذرة معاً بطريقة عجيبة. ولا أحد غير الله وحده يعرف الطريقة العجيبة التي بها تنمو البيضة الملقَّحة لتصبح طفلاً. ما أعظم خالقنا.
نتيجة لاتحاد بذرة الأب ببيضة الأم يحصل الطفل من الأب على بعض المميزات والصفات، ومن الأم على بعضها الآخر. فالصفات المختلفة، مثل لون الشعر ولون العينين والجلد وشكل الأنف والأذن وسائر الملامح، تنتقل من الوالدين إلى الأولاد من طريق البذرة والبيضة.
- عدد الزيارات: 3483