ملحق
طالما تساءلت إذا كان صنع تمثال يشابه سيدة بيضاء اوروبية وإضاءة الشمع له و طلب المعونات والشفاعة منه يضر بأحد, مع علمي أنه لا يفيد أحد. ولقد قرأت الكتاب المقدس من التكوين إلى الرؤيا عدة مرات بدون التمعن في هذا الموضوع! ولكن مؤخراً عندما كنت أدرس الوصايا العشر فوجئت بما تقوله اول وصية:
"أنا الرب إلهك الذي اخرجك من أرض مصر من بيت العبودية. لا يكن لك آلهة اخرى امامي. لا تصنع لك تمثالاً منحوتا ولا صورة ما مما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض. لا تسجد لهن ولا تعبدهن. لأني أنا الرب إلهك إله غيور أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضي. وأصنع إحساناً إلى ألوف من محبي و حافظي وصاياي." سفر الخروج 20: 2- 6. ما رأيك في أول الوصايا العشرة؟ هل تأتي عبادتك عليك وعلى نسلك بالقصاص؟ أنا لست بحاجة إلى إجابة لأن الأمر في نهاية المطاف بينك و بين الله وحسابك ليس معي بل حسابنا معه هو فاحص القلوب و كُلي المعرفة.
وماذا عن الشفاعة؟ هل تستطيع مريم المباركة أو أي القديسين الشفاعة بك؟ هل تصلي "بشفاعة والدة الإلله يا مخلص خلصنا"؟ لنرى ما يقوله الإنجيل عن ذلك:
"لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله و الناس الإنسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع...." رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس 2: 5-6. ولم يكتب بولس هذا فقط بل طبقه في حياته إذ مزق هو وبرنابس ثيابهما عندما حاول الناس السجود لهم. تجد القصة كاملة في سفر الأعمال 14. و قد ايده بطرس في رفض السجود له فنجده يقول لكرنيليوس "قم فأنا ايضاً إنسان" أعمال الرسل 10: 26. هل تظن أن بطرس وبولس إن أتيا عالمنا هذا سيفرحان برؤية تماثيل مصنوعة مسماة على إسميهما يسجد لها و يضاء الشمع لها وترفع التضرعات لها؟
يجب العودة إلى ما سبق ذكره من الإنجيل, الا وهو أن الوسيط الواحد (اي الشفيع الواحد) لدى الله هو يسوع. لماذا؟ "من ثم كان ينبغي ان يشبه إخوته في كل شيء لكي يكون رحيماً ورئيس كهنة أميناً في ما لله حتى يكفر خطايا الشعب لأنه في ما هو قد تألم مجرباً يقدر أن يعين المجربين" الرسالة إلى العبرانيين 2: 16و17.
اي أن يسوع الذي هو الله والوسيط بين الآب و البشر <رئيس الكهنة> عاش بين الناس وإختبر آلامهم و افراحهم لذى فهو قادرأن يشعر معهم و يشفع بهم وهو بلا خطية في محضر الآب. أما غيره من البشر فليس لهم هذه الميزات ولن ادخل في اكثر من هذا من هذه الناحية فإن أردت التعمق إقراء الرسالة إلى العبرانيين لأنها تفصله بإسهاب.
والسؤال هنا يصبح هل نحتاج إلى شفيع يتوسط لنا مع يسوع؟ قال يسوع "تعالوا إلي يا جميع المتعبين و الثقيلي الأحمال و أنا اريحكم. احملوا نيري عليكم و تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب. فتجدوا راحة لنفوسكم" متى11: 28- 29.
إلى من امرنا يسوع ان نذهب؟ إليه. و لا ننسى انه شق حجاب الهيكل, اي الستار الذي كان يمنع الإنسان من القدوم امام الله. فالآن نستطيع ان نأتي إلى يسوع بثقة بدون حاجة إلى وساطة.
قد يتساءل القارئ ولكن ماذا عما نسمعه من معجزات و ظهورات كيف ينظر إليها في ضوء ما سبق قوله؟ الجواب على هذا السؤال ليس ببسيط لأنه في كثير من الأحيان يكون الخبر غير صحيح بل دعاية مروجة. لقد قيل لي أن سيدة مغدوشة شوهدت وهي تسير قدما للدفاع عنها من الهجوم السوري وكما يعلم الكل أن ليس مغدوشة فقط بل معظم لبنان أضحى مليء بالجنود السوريين. فهل فشلت سيدة مغدوشة من الدفاع عنها؟ أم أن هذه القصة كغيرها مجرد حياكة خيال إمرءٍ و دعاية آخرين؟ ولكن هناك من المعجزات ما قد يكون قد حدث فعلاً و يجب النظر فيه حسب تعليم الله كالآتي:
أ- نرى في عدة قصص من الإنجيل أن الله ويسوع في الجسد إستجابا لحاجات البشر في بعض الأحيان بسبب تحننهما ورحمتهما. إقراء الإنجيل و ستجد الكثير من الأمثلة التي يتحنن فيها المسيح ويشفي من دون إستحقاق. أنظر كبعض الأمثلة لوقا 17:17, متى 14: 14, مرقس 6: 34, ولوقا 7: 13 حيث يقول "فلما رآها الرب تحنن عليها وقال لها...".
ب- يعلمنا الله على فم موسى قائلاً "إذا قام في وسطك نبي أو حالم حلم و اعطاك آية أو اعجوبة ولو حدثت الآية أو الأعجوبة التي كلمك عنها قائلاً لنذهب وراء آلهة أخرى لم تعرفها ونعبدها فلا تسمع لكلام ذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم لأن الرب إلهكم يمتحنكم لكي يعلم هل تحبون الرب إلهكم من كل قلوبكم ومن كل أنفسكم. وراء الرب إلهكم تسيرون وإياه تتقون ووصاياه تحفظون وصوته تسمعون و إياه تعبدون وبه تلتصقون" سفر التثنية 13: 1-5 . ما رأيك بهذا؟ هل عبادة تمثال اوروبي الصورة يمثل سيدة يهودية من ارض فلسطين بما فيه من التفاوت في الشكل عبادة ترضي الله ؟ وهل العجائب و الظهورات تعلل إضائة الشمع والسجود والتقبيل والصلاة و النذور وما إلى ذلك من طقوس العبادة؟ قد يعترض البعض و يقولون نحن لا نعبد مريم او التمثال. الجواب هو أنني لست ديان العالم ولست احاسب احداً, إنما أنا عبدٌُ لربي أكرز بكلمته للخلق. فإن كنت تشعر بالتبكيت من جراء ما قرأت و تشعر انك على إستعداد للدفاع عن تصرفاتك فخذ الأمر امام الله و أطلب من الروح القدس ان يعينك على فهم كلمة الله لكي تكون مزكى امامه. و كن كمن مدحتهم كلمة الله على فم الرسول بولس الذي قال عن أهل بيرية:"و كان هؤلاء اشرف من الذين في تسالونيكي فقبلوا الكلمة بكل نشاط فاحصين الكتب كل يوم هل هذه الأمور هكذا" أعمال الرسل 17: 11.
ج- قد يتدخل الشيطان لكي يضل الإنسان و يأتي بغضب الله عليه. وقد قام الشيطان منذ البدء بمحاولة لف الكلام و تضليل أدم و حواء لكي يأتي بغضب الله عليهم ونجح. و ليس من الغريب إن تدخل بظهورات و عجائب لكي يضل الإنسان عن الصواب وقد حذرتنا كلمة الله على فم بولس الرسول قائلة: "و لا عجب. لأن الشيطان نفسه يغير شكله إلى شبه ملاك نور." 2 كورنثوس 11: 14.
إذاً قد تكون بعض العجائب والظهورات واقعة حقيقية سمح بها الله لكي يظهر محبته او لكي يمتحن محبتنا, اما البعض الأخر فهو من الشيطان الذي يحاول تضليل الإنسان بشتى الطرق و حرمانه من ما اعده الله للذين يحبونه. و في كل الأحول علينا ان نعطي المجد و الإذعان لله وحده لأنه لا يشارك مجده احداً.
"ناموس الرب كامل يرد النفس. شهادات الرب صادقة تصير الجاهل حكيماً. وصايا الرب مستقيمة تفرح القلب. امر الرب طاهر ينير العينين. خوف الرب نقي ثابت إلى الأبد. احكام الرب حق عادلة كلها. اشهى من الذهب و الإبريز الكثير و احلى من العسل و قطر الشهاد ايضاً عبدك يحذر بها وفي حفظها ثواب عظيم. السهوات من يشعر بها. من الخطايا المستترة أبرئني أيضا من المتكبرين احفظ عبدك فلا يتسلطوا عليّ. حينئذ أكون كاملاً و اتبرأ من ذنب عظيم. لتكن اقوال فمي وفكر قلبي مرضية أمامك صخرتي ووليّ" تامُل وصلاة من مزامير داود 19: 7- 14.
آمين
- عدد الزيارات: 3529