سادساً: عند القبر والقيامة
كتب متى بعد ان اغلق الحجرعلى القبر "و كانت هناك مريم المجدلية ومريم الأخرى جالستين تجاه القبر" 27: 61 . أما مرقس فيقول في نفس الموضع "و كانت مريم المجدلية و مريم أم يوسي تنظران أين وضع" 15: 47 . و قبل القيامة يذكر متى أن "وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر" 28: 1 . أما مرقس فكتب "وبعدما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة حنوطاً ليأتين ويدهنه" 16: 1 .
هل يعقل أن لا تكون أم يسوع من الذين قاموا بهذه الفروض او الواجبات؟ من هي هذه مريم الأخرى في متى التي يسميها مرقس تارة أم يوسي و أخرى ام يعقوب؟ هل هي مريم أم يسوع؟ و إن كانت هي أم يسوع, لماذا يقتصر متى الذي سار مع المسيح طيلة خدمته على تسميتها مريم الأخرى؟ ولماذا يلقبها مرقس بأم يوسي ثم أم يعقوب؟ هل كان يوسي الكبير, بينما كان يعقوب المشهور بين المسيحين الآوائل كأحد أعمدة الكنيسة هو المعروف للقراء؟
أما عند القيامة فيذكر لنا مرقس "وبعدما قام باكراً في أول الأسبوع ظهر أولاً لمريم المجدلية التي كان قد أخرج منها سبعة شياطين." 16: 9.
لماذا لم يظهر لأمه أولاً ؟ هل كان ذلك عمداً أم صدفة؟
في النهاية أتمنى أن يكون هذا الإستطلاع قد لفت إنتباهك إلى أهمية الإطلاع على كلمة الله لمعرفة الحق من الباطل. وقد يتساءل المرء هنا ماذا عن مريم المباركة إذاً؟ والجواب على ذلك السؤال هو أن مريم كانت قدوة يقتدى بها في حياتها وإذا تابعت النص بإعتناء ستجد الأشياء التي تستطيع أن تقتدي بها إكراماً لسيرتها الطاهرة. و أود أن اؤكد هنا أن إنجاب الأولاد ليس بعيب ولا يطعن بطهارة أي إمرأة متزوجة تنجب الأولاد من شريك حياتها. فمريم كانت طاهرة في عذراويتها وكانت طاهرة في أمومتها, فهي قدوة لمن إقتدى. أما العبادة بكل مظاهرها فهي تجوز لله وحده <الآب وألإبن والروح القدس> , فهو وحده الخالق وهو وحده حي من الأزل و إلى الأبد ومن يزيد على ذلك فهو من الذين وقعوا في شباك الشرير.
- عدد الزيارات: 3063