ثالثاً: في حداثة يسوع
يخبرنا إنجيل لوقا أن مريم ويوسف كانا يذهبان إلى أورشليم كل سنة, وعندما كان يسوع في الثانية عشرة أضاعاه ولم يعلما أين هو! هل أعلق هنا عما إذا كان مار يوسف والمباركة مريم يعلمان أين أنت إن لم يعلما أين يسوع؟ بعد مرور ثلاثة أيام من البحث وجداه وهذا نص الكلام الذي دار بين مريم ويسوع بدون تعليق "يا بني, لماذا فعلت بنا هكذا. هوذا ابوك وانا كنا نطلبك معذبين. فقال لهما: لماذا كنتما تطلبانني الم تعلما أنه ينبغي أن أكون في ما لأبي؟ فلم يفهما الكلام الذي قاله لهما." لوقا 2 : 48- 50 . ثم يعود لوقا فيذكر ان يسوع عاد مع والديه وخضع لهما ومريم المباركة كعادتها التي يجب الإقتداء بها, حفظت في قلبها الطاهر ما كان يسوع يقول ويفعل.
أود ان أضيف هنا أول معجزة صنعها يسوع و فيها ينتهي ذكر مريم مع يسوع وحده ويبداء ذكر مريم مع إخوة واخوات يسوع حسب نص الإنجيل. أول معجزة صنعها يسوع حسب إنجيل يوحنا 2 هي تحويل الماء إلى خمر في عرس قانا حيث دار الحوار التالي بين يسوع و مريم. " ولما فرغت الخمر, قالت ام يسوع له ليس لهم خمر. قال لها يسوع ما لي ولك يا امرأة. لم تات ساعتي بعد." يوحنا 2 : 3- 4 . هذه اول مرة يتكلم يسوع مع أمه بهذا الشكل. و لكنه سيبقي على إبعاد الأنظار عنها طوال خدمته! لماذا هذه المعاملة الباردة؟ هل لأنه كان يعلم أن البعض سيضلون عن المسيحية الحقة وينسجون ما حلى لخيالهم من عبادة لمريم مما لا يرضي الله؟ لا أعلم و لكن هذا التصرف يدفع المرء للتساؤل! ويجب ان لا نتجاهل امر السيدة مريم المباركة هنا إذ أمرت " مهما قال لكم فافعلوه" 5.
- عدد الزيارات: 3452