من صلب المسيح - جماعة الرومان
من صلب المسيح؟ سؤال أثار أفكار الناس وخواطرهم على مر العصور والأجيال. وفي معظم الأحيان كانت الأجوبة عنه مشوهة مشوشة، أو متحيزة وغير موضوعية. قال بعضهم، أن الحق كله في صلب المسيح يقع على يهوذا الإسخريوطي الذي باعه بثلاثين من الفضة وسلمه لخصومه. وقال آخرون، إن الحق كله هو على اليهود، الذين طالبوا بيلاطس بصلبه كخارج عن القانون. وقد ألقى الآخرون اللوم على المسيح نفسه لأنه، حسب زعمهم، كسر السبت وثار على التقاليد. ولكن هذه الأقوال لا تعطينا صورة كافية وافية على الحقيقة. والحقيقة لا نجدها إلا في الكتاب المقدس الذي تؤيده شهادة التاريخ. والكتاب المقدس يقول، أن الذين صلبوا المسيح هم ستة، وليسوا واحداً أو اثنين أو ثلاثة. وأول هؤلاء الستة هم جماعة الرومان. فالصليب كان آلة لإعدام المجرمين عند الرومان. أما اليهود فكانوا ينفذون حكم الموت بواسطة الرجم بالحجارة. ففي الأصحاح 8 من إنجيل يوحنا نقرأ أن الكتبة والفريسيين الذين جاؤوا بالمرأة الزانية إلى المسيح قالوا له: «أن موسى أوصانا أن مثل هذه تُرجم. فماذا تقول أنت؟» وفي الأصحاح 7 من أعمال الرسل، يخبرنا الطبيب لوقا أن استيفانوس الشهيد مات رجماً بالحجارة. وفي العدد 58 يقول أنهم «أخرجوه خارج المدينة ورجموه....» وفي العدد 59 يقول أنهم «كانا يرجمون استيفانوس وهو يدعو ويقول: أيها الرب يسوع أقبل روحي.» حتى بولس الرسول نفسه رجم بالحجارة بقصد القضاء عليه، لأنه كان يكرز بالإنجيل. فالرومان، إذاً، هم الذين كانوا يستعملون الصلب وسيلة لتنفيذ حكم الموت. ولهذا تقرأ في فاتحة الأصحاح 19 من إنجيل يوحنا، أن بيلاطس الروماني أخذ يسوع وجلده. وفي العدد 16 من الأصحاح نفسه يقول البشير بالحرف الواحد: "فحينئذ أسلمه إليهم ليصلب. «وبعد ذلك نقرأ أن أربعة من العساكر الرومانيين صلبوا يسوع وأخذوا ثيابه وجعلوها أربعة أقسام؛ لكل عسكري قسم. وفي العدد 34 يخبرنا يوحنا أن واحداً من العسكر الرومان طعن جنب يسوع بحربة وللوقت خرج دم وماء. وكان الرب يسوع قد سبق فأنبأ تلاميذه بأنه «يسلم إلى الأمم (أي الرومان) ويستهزأ به ويتفل عليه ويجدونه ويقتلونه.»
- عدد الزيارات: 3103