Skip to main content

الأدلة التاريخية وبعض الشهادات المؤيدة لصلب المسيح

1-المؤرخون الرومان واليونان مثل تاسيتوس في حولياته, ولوسيان في كتابه "موت بريجرينوس" شهدوا لموت المسيح على الصليب. وأيضاً شهادة الإمبراطور تراجان والفيلسوف الأبيقوري كلسوس.

2-المؤرخون اليهود, مثل يوسيفوس والتلمود وحاخامات اليهود شهدوا لحقيقة موت المسيح.

3-مؤرخو وآباء الكنيسة المسيحية في القرون الأولى أجمعوا على هذه الحقيقة.

4-قانون الإيمان المسيحي الذي وضعه 318 أسقفاً من جميع أنحاء العالم في سنة 325م جاء فيه "يسوع المسيح تأنس وصلب عنا في عهد بيلاطس البنطي وتألم وقبر, وقام من  الأموات في اليوم الثالث, كما في الكتب المقدسة" وهنا سوف نقدم بعض الشهادات لحقيقة صلب المسيح.                

أ-ابن الراوندي[1]:

"قال إن النبي دفع في وجه ملتين عظيمتين متساويتين اتفقنا على صحة قتل المسيح وصلبه فكذبهما وإن كان سائغاً أن يبطل ذلك الجمهور العظيم المتكاثر العدد وينسبها إلى الإفك والزور كان رد الشرذمة القليلة من نقلة هذه الأخبار عنه أمكن وأجوز"[2]

وقد رد صاحب المجالس المؤيدة عليه.

"موضوع كلام المتكلم في كون المسيح (ع) بشراً يأكل الطعام. في مضماره وجوب الموت والقتل عليه, وجميع ما يعرض للصور البشرية, قال القائل أم لم يقل. وفي مضمار قول القائل أنه كان إلهاًًًً نفى الموت والقتل عنه, قال القائل أم لم يقل. وقوله سبحانه "وما قتلوه وما صلبوه" إخبار عن حقيقة حاله أنه عند الله سبحانه حي مرزوق يوافق ذلك قوله في موضع "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون" (سورة 3: 169). 

وهو كما قدمنا ذكره إخبار عن حقيقة حالهم دون مجازها والعقلاء يطلقون القول على العالم الفاضل العاقل أنه حي وإن كان ميتاً وعلى البليد الجاهل أنه ميتاً وإن كان حياً" (المجالس المؤيدية. ص79).

ب-السهروردي[3]

لما تكلم السهروردي في كتابه " التنقيحات في التواتر وشروطه في أصول الفتنة" تعرضت له قضية الصليب. فقال: "لو لم يصلب عيسى لم يبق على المحسوسات اعتماد"[4].

 

جـ-إخوان الصفا

وهم "جماعة دينية, ذات صبغة شيعية متطرفة, وربما كانت إسماعيلية على وجه أصح, ظهرت في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي). اتخذت البصرة مقراً لها. وأطلقوا على أنفسهم "إخوان الصفا" لأن غاية مقاصدهم كانت السعي إلى سعادة نفوسهم الخالدة. وجهودهم في التهذيب النظري أنتجت سلسلة من الرسائل, وقد جمعت هذه الرسائل ونشرت في القرن العاشر وهي تبلغ 51 أو 52 رسالة"[5].وقد جاء في أحد رسائلهم (الرسالة 44):

"كان من سنة المسيح التنقل كل يوم من قرية إلى قرية من قرى فلسطين ومن مدينة إلى مدينة من ديار بني إسرائيل, يداوي الناس ويعظهم ويذكرهم ويدعوهم إلى ملكوت السموات, ويرغبهم فيها, ويزهدهم في الدنيا, ويبين لهم غرورها وأمانيها, وهو مطلوب من ملك بني إسرائيل وغوغائهم. وبينما هو في محفل من الناس, هجم عليه ليؤخذ, فتجنب من بين الناس فلا يقدر عليه ولا يعرف له خبر, حتى يسمع بخبره من قرية إلى أخرى, فيطلب هناك. وذلك دأبه ودأبهم ثلاثين شهراً. فلما أراد الله تعالى أن يتوفاه إليه ويرفعه إليه, اجتمع معه حواريوه في بيت المقدس في غرفة واحدة مع أصحابه وقال: إني ذاهب إلى أبي وأبيكم, وأنا أوصيكم بوصية قبل مفارقة ناسوتي, وآخذ عليكم عهداً وميثاقاً, فمن قبل وصيتي وأوفى بعهدي, كان معي غداً, ومن لم يقبل وصيتي, فلست منه في شيء. فقالوا له: ما هي؟ قال: اذهبوا إلى ملوك الأطراف وبلغوهم مني ما ألقيت إليكم وادعوهم إلى ما دعوتكم إليه, ولا تخافوهم ولا تهابوهم, فإني إذا فارقت ناسوتي, فإني واقف في الهواء عن يمنة عرش أبي وأبيكم,وأنا معكم حيث ما ذهبتم, ومؤيدكم بالنصر والتأييد بإذن أبي, اذهبوا إليهم وادعوهم بالرفق, وداووهم وأمروا بالمعروف, وانهوا عن المنكر, ما لم تقتلوا أو تصلبوا أو تنفوا من الأرض. فقالوا: ما تصديق ما تأمرنا به؟ قال: أنا أول من يفعل ذلك وخرج من الغد وظهر للناس, وجعل يدعوهم ويعظهم, حتى أخذ وحمل إلى ملك بني إسرائيل, فأمر بصلبه, فصلب ناسوته وسمرت يداه على خشبتي الصليب, وبقي مصلوباً من ضحوة النهار إلى العصر, وطلب الماء فسُقي الخل, وطعن بالحربة, ثم دفن مكان الخشبة, ووكل بالقبر أربعون نفراً, وهذا كله بحضرة أصحابه وحوارييه. فلما رأوا ذلك منه أيقنوا وعلموا أنه لم يأمرهم بشيء يخالفهم فيه, ثم اجتمعوا بعد ذلك بثلاثة أيام في الموضع الذي وعدهم أن يتراءى لهم فيه. فرأوا تلك العلامة التي كانت بينه وبينهم, وفشا الخبر في بني إسرائيل أن المسيح لم يقتل, فنبش القبر فلم يوجد الناسوت"[6].

*شهادات أخرى

1-في مقالة تحت عنوان "الرسالة قبل الأخيرة لياسر عرفات" كتب د.سعد الدين إبراهيم "العالم كله يعرف أنهم متعطشون إلى دمائك, ويريدون أن يصلبوك, كما صلبوا المسيح, ويبتغون بذلك أن يصلبوا أمة بأسرها"[7].

2-وهو يبث همومه لعصفور وقف على نافذة زنزانته, كتب الأستاذ مصطفى أمين:

"لعل العصفور يطل في عيني ليرى أعماقي, ليرى مسيحاً مصلوباً بلا خطية, مشنوقاً بلا جريمة, معلقاً على مقصلة بغير ذنب"[8].

 

3-كتب د.حسين فوزي النجار:

"وضاق اليهود بالمسيح فوصموه بالكذب, وأنه تابع (بعزبول) الشيطان يدين بأمره ويتلقى المعجزة والوحي منه, ثم ائتمروا به حتى صلبوه"[9]       

 

(21) ابن الرواندي: أبو الحسين أحمد بن يحيى بن اسحق الرواندي, عاش في القرن الثالث الهجري. كتب كتاب "فضيحة المعتزلة" وكان تحليلاً نقدياً لمذهب المعتزلة من وجهة نظر الشيعة الرافضة, وجواباً على كتاب الجاحظ "فضيلة المعتزلة" وقد وصلتنا محتويات هذا الكتاب في الرد الذي عمله ابن الخياط. "الانتصار في الرد على ابن الرواندي" ط1 سنة 1925 للمستشرق هـ.س.نيبرج. مكتبة الخانجي. ط3 سنة  1988 "الانتصار والرد على الرواندي الملحد" تقديم ومراجعة محمد حجازي. مكتبة الثقافة الدينية. 

(22) مقالة تحت عنوان "ابن الرواندي لباول كروس. ترجمة د.عبد الرحمن بدوي في كتابه "من تاريخ الإلحاد في الإسلام" ط2. سينا للنشر. سنة 1993. ص107-108. نقلاً عن ص78 من المجالس المؤيدية. المجلس العشرون بعد المائة".

-المجالس المؤيدية: للمؤيد في الدين هبة الله ابن أبي عمران الشيرازي الإسماعيلي, داعي الدعاة في عصر الخليفة المستنصر بالله. ولد في شيراز ثم رحل إلى مصر حيث أظهر نشاطاً عقلياً وسياسياً كبيراً في حوالي سنة 470هـ ثم توفي. وأهم كتبه "مجالسة" التي تبلغ ثمانية مجلدات, تحتوي على ثمانمائة مجلس. وهو عبارة عن محاضرات ألقاها في دار العلم بالقاهرة.

-وبمثل ما يقول ابن الرواندي (إنكار التوتر والأجماع) يقمل محمد بن زكريا الرازي فيلسوف وطبيب وكيميائي مشهور "إن القرآن يخالف ما عليه اليهود والنصارى من قتل المسيح, لأن اليهود والنصارى يقولون أن المسيح قتل وصلب والقرآن ينطق بأنه لم يقتل ولم يصلب وأن الله رفعه إليه" نقلاً عن "إعلام النبوة" لأبي حاتم في رده على أبو زكريا الرازي.

من تاريخ الإلحاد في الإسلام. هامش ص143.  

(23) السهروردي: هو أبو الفتوح يحيى بن حبش أميرك. ولقبه هو: شهاب الدين السهروردي الحكيم المقتول بحلب. ولد بسهرورد بين سنتي 1150-1151م بتلك القرية القريبة من زنجان من أعمال أذربيجان بالعراق العجمي, وعندما استقر بحلب حقد عليه الفقهاء, وتآمروا به حتى تم قتله بواسطة الملك الظاهر. في يوليو سنة 1191, وعمره ثمان وثلاثين سنة. له حوالي 48 مؤلف أشهرها "حكمة الاستشراق" دائرة المعارف الإسلامية. مجلد12. ط دار المعرف بيروت. تعليق د.مصطفى حلمي. ص300-301.

(24) الانتصارات الإسلامية في علم مقارنة الأديان. للشيخ نجم الدين البغدادي الطوفي تحقيق أحمد حجازي السقا. ط1. سنة 1983. ص101.

(25) دائرة المعارف الإسلامية. ط دار الشعب, مجلد2. ص452-454.

(26) رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء. مجلد4. دار صادر بيروت. لبنان ص30-31.

(27) جريدة الجمهورية. الخميس 8 يوليو سنة 1982. د.سعد الدين إبراهيم أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية. ومؤسس مركز ابن خلدون للدراسات.

(28) سنة ثالثة سجن. للأستاذ مصطفى أمين. صحفي ومؤسس جريدة أخبار اليوم القاهرية.

(29) أرض الميعاد. ط1. سنة 1959. مكتبة الأنجلو. ص15.

  • عدد الزيارات: 741