مقدمة
ما زالت قضية الصليب محور تساؤلات كثيرة منذ القرن الأول الميلادي وحتى نهاية القرن العشرين. ولأن حادثة صلب المسيح حادثة تاريخية مؤكدة، فقد بدأ التشكيك في شخص المصلوب، من القرن الأول. فصالبو المسيح يقرون بأنهم قد صلبوا يسوع الذي هو في نظرهم مجرد إنسان وليس المسيح المنتظر الذي تنبأت عنه التوراة، لأنهم كانوا ينتظرون مسيحاً يملك على الأرض ويؤسس مملكة إسرائيل المنتصرة. ثم ظهرت البدع والهرطقات التي أنكرت صلب المسيح، وادعت أن الذي صلب هو سمعان القيريني أو باراباس. ثم أعلن آخرون أن المصلوب هو يهوذا الإسخريوطي ولمواجهة هذه الآراء المتناقضة، نقدم في هذا الكتاب ما نؤمن أنه الحق والصواب، وهو أن المصلوب هو يسوع المسيح وليس سواه ونناقش كل الآراء المثارة ضد إيماننا هذا.
وأرجو من الله أن أكون قد وفقت في توضيح هذا الحق.
المؤلف
هذه السلسلة
شغلتني قضية الصليب منذ سنوات، فقمت بدراستها، وأثمرت الدراسة عن الكتب التالية:
الكتاب الأول: موت المسيح حقيقة أم افتراء
وفيه ناقشنا ما يثار ضد موت المسيح ومحاولة استغلال بعض النصوص الكتابية لإثبات أن المسيح قد صلب ولكنه لم يمت على الصليب
الكتاب الثاني: موت أم إغماء
وهو دراسة تفصيلية لنظرية الإغماء، وفيه أثبتنا موت المسيح بالبراهين الكتابية والتاريخية والمنطقية وبشهادة علم الآثار.
الكتاب الثالث: قيامة المسيح حقيقة أم خدعة
وفيه وضحنا لماذا نؤمن بقيامة المسيح من الموت، مع ذكر براهين هذه القيامة وناقشنا أيضاً كل الآراء المثارة ضد قيامة المسيح.
الكتاب الرابع: من هو المصلوب
وهو الكتاب الذي بين يديك الآن عزيزي القارئ، وهو عبارة عن ثلاثة فصول:
الفصل الأول: من هو المصلوب، وفيه ندرس معاً الاحتمالات التي تتعلق بشخص المصلوب. هل هو يهوذا، أم واحد من التلاميذ أم سمعان القيرواني أم باراباس أم شبيه المسيح كما يرى المؤمنون بتحضير الأرواح.
الفصل الثاني: وفيه نقدم الأدلة على أن المصلوب هو المسيح وليس سواه.
الفصل الثالث: نفند فيه الأدلة التي يوردها البعض على أن المصلوب ليس هو المسيح، مع تقديم الردود الواضحة والمنطقية عليها.
ويتبقى من هذه السلسلة كتابان:
الأول: صلب المسيح وموقف البدع والهرطقات
وفيه سوف نتناول البدع التي ظهرت في القرون الأولى وموقفها من قضية الصليب ونركز على الغنوسية، لبيان أن ما قالت به هو المصدر الأساسي لكل الافتراءات حول موضوع الصليب.
الثاني: لماذا الصليب؟
وفيه سوف نتناول مفهوم الخطية والفداء في المسيحية
وأعتقد أننا بنهاية هذا الكتاب، نكون قد ألقينا بعض الضوء على قضية الصليب.
- عدد الزيارات: 849