Skip to main content

بعض النبوات

الفصل الثالث

النبوة

"وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها. هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه" (تكوين 3: 15).

الإتمام

"لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة" (غلاطية 4: 4) "وإله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعاً" (رومية 16: 20) "أظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس" (1يوحنا 3: 8). "فطرح التنين العظيم الحية القديمة المدعو إبليس والشيطان" (رؤيا 12: 9).

التعليق

من النبوة وإتمامها رأينا أن المرأة هي مريم، وأن نسل المرأة هو المسيح رَبّ الْمَجْد، وأن نسل الحية هو الشيطان والحية القديمة هي ذات إبليس (فهنا وعد بالخلاص ونبوة عن تجسد المخلص بولادته من امرأة في ملء الزمان) وأن المسيح يسحق رأس الشيطان، وأن الثابتين فيه سيغلبون الشيطان أخيراً.

النبوة

"أباركك مباركة وأكثر نسلك تكثيراً كنجوم السماء... ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض" (تكوين 22: 17و18 مع 12: 3و18: 18 و26: 4 و28: 14).

الإتمام

"كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم" (متى1: 1) "أنتم أبناء الأنبياء والعهد الذي عاهد به الله آباءنا قائلاً لإبراهيم وبنسلك تتبارك جميع قبائل الأرض" (أعمال 3: 25).

التعليق

في هذه النبوة (التي قالها الله لإبراهيم مرة ولإسحق مرة وليعقوب مرة بصيغ مختلفة مختصة بتدابير مختلفة سماوية وأرضية) وفي إتمامها رأينا أن الله بهذه النبوة وعد الآباء وعداً روحياً، وعاهدهم عهداً سماوياً، أعلن نبوة صريحة. وقد تم العهد والوعد والنبوة في شخص اقنوم المحبة الذي جاء من نسل يعقوب واسحق وإبراهيم حسب الجسد، كما هو ظاهر من جدول نسبه الشريف في إنجيله الطاهر. ومن اقتباس رَبّ الْمَجْد واستشهاده في يو 7: 42، ومن استشهاد بطرس بالوحي في أعمال 3: 25 وهو الذي بإتمامه الكفارة العظمى تباركت جميع أمم وقبائل الأرض كما هو ظاهر لكل ناظر.

النبوة

"لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون وله يكون خضوع شعوب” (تك 49: 10).

الإتمام

"فإنه واضح أن ربنا قد طلع من سبط يهوذا الذي لم يتكلم عنه موسى شيئاً من جهة الكهنوت" (عبرانيين 7: 14) "فلماذا الناموس؟ قد زيد بسبب التعديات إلى أن يأتي النسل الذي قد وعد له" (غلاطية 3: 19).

التعليق

نعم أن الرومان كانوا محتلين لإسرائيل في أيام تجسد المسيح، ولكن قضيب الرياسة الروحية (والسياسية أيضاً) لم يزل من يهوذا، ولم ينقطع وجود المشترع من نسله إلى أن أتى شيلون صاحب الملك الأعلى والحكم الأبدي وهو ربنا يسوع المسيح. فهو، له المجد، من نسل يهوذا حسب شهادة الوحي والتاريخ. وبمجيء المسيح النسل الذي قد وُعد له تلاشى كل شيء في ظله وبقي هو وابتدأ سلطانه الروحي بفداء العالم. حقاً أنه "من الواضح أن ربنا قد طلع من سبط يهوذا". ولم يتكلم موسى عن يهوذا شيئاً من جهة الكهنوت لأن كهنوت المسيح ليس على رتبة هرون أو غيره من بني لاوي بل على رتبة ملكي صادق لأن كهنوت المسيح أبدي روحي سماوي بلا بداية ولا نهاية، بلا بداية أيام ولا نهاية حياة. انظر عب 7: 11- 17 تتأكد أن المسيح من سبط غير سبط لاوي- هو سبط يهوذا لأنه ليس على رتبة هرون.

النبوة

"هذه فريضة الفصح... وعظماً لا تكسروا منه" (خروج 12: 43-46).

الإتمام

"وأما يسوع فلما جاءوا إليه لم يكسروا ساقيه لأنهم رأوه قد مات... لأن هذا كان ليتم الكتاب القائل عظم لا يكسر منه" "لأن فصحنا أيضاً قد ذبح لاجلنا" (يو 19: 33-36) و(1كو5: 7).

التعليق

هذه النبوة وإتمامها أوضحا لنا أن في ذكر فريضة الفصح نبوة عن الفادي. وهذا ليس فكرنا بل فكر الروح القدس الذي ذكر لنا أن في حوادث الصلب إتماماً لما جاء في فريضة الفصح. وبما أن الفداء لم يأتِ من جانب بشري ولا ملائكي بل أتى من الله، وعليه فالمسيح هو الفادي. والفادي هو الله الكلمة الذي تجسد لفدائنا.

النبوة

"وحي بلعام بن بعور... أراه ولكن ليس الآن. أبصره ولكن ليس قريباً. يبرز كوكب من يعقوب ويقوم قضيب من إسرائيل فيحطم طرفي موآب ويهلك كل بني الوغى" (العدد 24: 15-17).

الإتمام

"ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية... إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلى أورشليم قائلين أين هو المولود ملك اليهود. فإننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له" (متى 2: 1و2) "أنا أصل وذرية داود. كوكب الصبح المنير" (رؤيا 22: 16).

التعليق

قال كثيرون من العلماء أن المجوس الذين سألوا عن المولود ملك اليهود لم يتحركوا من مكانهم إلا بناء على نبوة بلعام هذه التي وصفت الفادي بالكوكب الذي يبرز من يعقوب ووصفت سلطان ملكه بقضيب يقوم من يعقوب. وقد ختم المسيح على هذه النبوة بقوله أنه "كوكب الصبح المنير". حقاً أنه أسد غالب لكل قوات الظلمة وأعداء الحق وهو منير القلوب.

النبوة

"يقيم لك الرب إلهك نبياً من وسطك من إخوتك مثلي. له تسمعون... أقيم لهم نبياً من وسط اخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به، ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه" (تثنية 18: 15-19).

الإتمام

"فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب، ويرسل يسوع المسيح المبشر به لكم قبل، الذي ينبغي أن السماء تقبله إلى أزمنة رد كل شيء التي تكلم عنها الله بفم جميع أنبيائه القديسين منذ الدهر. فإن موسى قال للآباء أن نبياً مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من إخوتكم. له تسمعون في كل ما يكلمكم به. ويكون أن كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب. وجميع الأنبياء أيضاً من صموئيل فما بعده، جميع الذين تكلموا سبقوا وأنبأوا بهذه الأيام" (أعمال 3: 19-24) "هذا هو موسى الذي قال لبني إسرائيل نبياً مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من اخوتكم. له تسمعون" (أعمال 7: 37).

التعليق

ثبت لنا من كلام الروح القدس، بفم بطرس الرسول وبفم استفانوس الشهيد الأول، أن النبي الذي تنبأ عنه موسى بهذه النبوة هو ذات السيد المسيح "رَبّ الْمَجْد" لا سواه. ولنا على هذه النظرية دليلان جليلان:

الدليل الأول هو أن موسى قال في النبوة "من وسطك من إخوتك". من المعلوم أن المسيح (الأقنوم الثاني) قبل التجسد أزلي بلا بداية، ولكنه حينما تنازل وتجسد كرماً اتخذ لناسوته الكامل الطاهر الحقيقي رتبة النبوة التي هي أشرف المراتب البشرية. وكما أن تجسده في ملء الزمان لفداء بني الإنسان لا ينافي أزليته وقدمه عن جميع المخلوقات بما لا حدود له، فكذلك نبوته أيام تجسده وحياته على الأرض لا تنافي لاهوته، لأن اللاهوت مُرسِل والناسوت مُرسَل، والمسيح هو اللاهوت والناسوت معاً، هو الإله الكامل والإنسان الكامل.

الدليل الثاني على أن المسيح- لا سواه- هو النبي المشار إليه في نبوة موسى أن الكتاب يقول لنا أن الإشارة في النبوة كانت إلى "هذه الأيام"، إلى أيام وجود المسيح على الأرض متجسداً، إلى أيام أعماله على الأرض لأجلنا وموته وقيامته وصعوده. وهذا ظاهر من مقارنة النبوة وإتمامها والإشارات المحيطة بهما- فتأملوا! 

  • عدد الزيارات: 5314