النور الأبيض مجموعة ألوان
والعلم الحديث يقول إن النور (مثل الله) ثالوث في وحدة. تلك الحزم الضوئية الأساسية الثلاث تكون الأشعة الواحدة البيضاء أو التي لا لون لها. وهنا منذ البداية نجد أساساً صريحاً لهذه المقارنة الكتابية (أي لهذا التشبيه الكتابي).
لكن هناك ما هو أكثر بل ما هو أعجب. ذلك أن اللون الذي يتسربل به كل شيء في الطبيعة يتأتى من النور نفسه- من امتزاج (أو بالحري من اقتران) هذه الألوان الأساسية الثلاثة. وبتوضيح أكثر- يتأتى من الانعكاس الجزئي للنور نفسه على الشيء المرئي. ولشرح المعنى المقصود نقول أن شيئاً أزرق اللون هو شيء اُمتصت فيه الأشعة الحمراء والأشعة الصفراء من النور الأبيض بينما تُركت الأشعة الزرقاء وحدها تمر أو تنعكس. وإذن فزرقة الشيء مستمدة من النور نفسه وهكذا بالنسبة للشيء الأخضر. يسقط النور على هذا الشيء فيمتص من النور الأشعة الحمراء وحدها وتتوحد الأشعتان الصفراء والزرقاء صانعتين اللون الأخضر. كذلك إذا امتصت من النور الأشعة الزرقاء توحدت الأشعتان الحمراء والصفراء صانعتين اللون البرتقالي. وإذا امتصت الأشعة الصفراء نتج اللون الأرجواني (بنفسج) من امتزاج الأشعتين الزرقاء والحمراء وهكذا مع بقية الألوان- ويا له من فكر عجيب وجميل وحقيقي أن يكون كل شيء هنا- كل عمل يدي الله, عليه طابع صفة أو أكثر من صفات الله نفسه. هذه الألوان المختلفة هي المجد المتنوع للنور الواحد, مُستعلناً في تشكيل بديع, تعجز عيوننا عن رؤيته في النور الأبيض الواحد. ومع أن هذه الألوان غير مرئية إلا أن جميعها موجودة لا ندركها إلا عند انفصالها عن بعضها حتى يمكن أن يُري الجمال الخاص بكل منها.
- عدد الزيارات: 3845