المسيح كان لا يمكن أن يخطئ
هناك عبارة تستخدم خطأ في هذا المجال هي الموجودة في عبرانيين 4: 15 حيث نقرأ "لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثي لضعفاتنا بل مُجرَّب في كل شيء مثلنا بلا خطية" - هذه العبارة في الحقيقة تنكر بكل شدة هذا الفكر بأن المسيح كان يمكن أن يخطئ, بل هي توضح لنا أن الرب يسوع كإنسان كامل, كان يشعر كل الشعور بما يشعر به إنسان بار في هذا العالم الشرير, وهو نفسه كان بلا خطية. لقد شعر بالجوع وبالعطش وبالتعب وبالتغييرات, ومع ذلك كان في كمال القداسة الداخلية. ولما تَقدَّم إليه الُمجرِّب, كما حدث في البرية, لم يتجاوب قط, من الداخل, مع التجربة, لأنه "ليس فيه خطية". لما رفض أن يُحوِّل الحجارة إلى خبز بدون إذن من أبيه, كان في نفس ذلك الوقت يشعر بالجوع, لأنه كان إنساناً كاملاً, وعلى هذا القياس "قد تألم مجرباً" عبرانيين 2: 18. وهذا لا يعني ولو إلى لحظة واحدة, أنه كان يحتضن ميلاً داخلياً حتى لا يطيع الله أبيه. لقد كان في مركز الإنسان وتعلَّم ماذا تكلفهُ الطاعة عبرانيين 5: 8 "تعلَّم الطاعة مما تألم به".
قال البعض أن كلمة "تجرِّب" تفقد معناها إن لم تتضمن إمكانية الخطأ. لكن هذا التفسير يضاد أقوال الكتاب وفيه إهانة رهيبة لله. لأن الكتاب ليس فقط يتكلم عن الرب يسوع كمن جُرِّب كإنسان, بل أيضاً الناس, في زمن العهد القديم, قد جربوا الله مزمور 95: 8 و9. فهل هذا يفترض أن الله كان يمكن أن يُخطئ لما قال "لا تُقَسُّوا قلوبكم كما في مريبة مثل يوم مَسة في البرية, حيث جرَّبني آباؤكم. اختبروني. أبصروا أيضاً فعلي"؟ ليتنا نُحفظ من إهانة مثل هذه ضد الله وضد ابنه, ويا لرهبة هذا التعليم المُهين. وكيف نستريح نحن على كلامه وخلاصه إن كان الأمر كذلك؟ لكن شكراً لله لأن الكتاب يُخبرنا أيضاً أن الله "لا يمكن أن يكذب" عبرانيين 6: 18 لا من جهة وعده أو قسمه. ولا يمكن أن ابناً حقيقياً لله يتخيل فكراً كهذا إلا إذا كان يجهل تلك الإهانة الرهيبة لتعليم كهذا, لله ولابنه.
- عدد الزيارات: 5028