Skip to main content

التقديس

النصوص الكتابية:

"الذي قدسه الآب وأرسله إلى العالم" (يو10: 36) انظر (تك2: 3)، (لا21: 4)، (حز44: 23).

"ولأجلهم أقدس أنا ذاتي" (يو17: 19)

"قدسوا الرب الإله في قلوبكم" (1بط3: 15)

"كنيسة الله... المقدسين في المسيح يسوع" (1كو1: 1)

"لذلك يسوع أيضاً لكي يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب" (عب13: 12)

"الله اختاركم من البدء للخلاص بتقديس الروح وتصديق الحق" (2تس2: 13)

"المختارين بمقتضى علم الله الآب السابق في تقديس الروح للطاعة ورش دم يسوع المسيح" (1بط1: 2)

"نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة" (عب10: 10)

"لأن هذه هي إرادة الله قداستكم" (1تس4: 3)

"وإله السلام نفسه يقدسكم بالتمام" (1تس5: 23)

"كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة" (أف5: 25)

في الكتاب المقدس نقرأ الكثير جداً عن التقديس سواء في العهد القديم أو العهد الجديد. وحيثما تُذكر كلمة التقديس أو مشتقاتها فإنها تعني الإفتراز أو الانفصال أو التخصيص. وفي العهد القديم نستعمل الكلمة في وصف الأشياء أو الأشخاص. وفي العهد الجديد تطلق بصفة أساسية وإن لم تكن بصفة مطلقة على الأشخاص وعند إطلاقها على مؤمنين فهي تحمل معنى مزدوجاً- المعنى الأولي والمعنى الثانوي. والصعوبة عند كثيرين هي أن المعنى الثانوي طغا ومحا من أذهانهم المعنى الأولي. ومن هنا نشأت الصعوبات التي يحسونها بالنسبة لهذا الموضوع الهام.

التقديس يعني عند كثيرين بل عند غالبية الناس عملية بها يصبحون أكثر فأكثر مقدسين ومرضيين عند الله. بينما المعنى الأولي للكلمة هو أنه بعمل من جانب الله، أُفرزوا له ومن ثم يصبح نموهم في القداسة ضرورة محتومة، وإذن فالمعنى الأصلي للكلمة، سواء في استعمالها في العهد القديم أو في العهد الجديد هو "التخصيص لله". فالشخص المقدس والشيء المقدس هو شخص أو شيء أفرز عن الاستعمال العادي ليكون مكرساً أو ملكاً خالصاً لله يستعمله ويستمتع به كيفما شاء. وعلى العكس من هذه الكلمة على خط مستقيم نجد كلمة "التنجيس" أو "التدنيس" والكاهن في أيام هرون كان "لا يتنجس... لتدنيس نفسه" (لا21: 4). والكهنة في الملك الألفي...يُعلِّمون الشعب "التمييز بين المقدس والمحلل... بين النجس والطاهر" (حز44: 23) فالمُحلل هو المباح للاستعمال العادي فهو غير المقدس. وقطعة الأرض التي لا يحدها سور يخصصها ويميزها سرعان ما تصبح أرضاً مباحة لكل ألوان النفايات.

بهذا المعنى الأولي لكلمة "مقدس" يعتبر كل مؤمن قد تقدس أي فصل جانباً أو أُفرز لله. هذه الحقيقة لها طبيعتها المطلقة ويمكن أن نقول عنها إنها تقديس بمقتضى المركز "أو التقديس الشرعي".

وأما بالمعنى الثانوي فإن كل مؤمن يتحتم أن يُفرز لله فهو تقديس أو افتراز ليس بمقتضى المركز بل تقديس مرحلي.

إذن فالتقديس بمعناه الأولي هو حقيقة موضوعية بينما بمعناه الثانوي هو اختبار عملي يأتي تابعاً وبالحري نابعاً من الحقيقة الموضوعية. لكن الأوضاع تختلط ويتشكل مفهوم الكلمة في أذهاننا عندما ندع الاختبار العملي يطغي ويكسف الحقيقة الموضوعية كما هو الحال عند كثيرين.

فإن وجد بين قراء هذه الصفحات من يتشككون فيما قلناه بخصوص هذا المعنى الأولي للكلمة فليُمعنوا النظر في هذه الحقائق الثلاث الآتية:

الحقيقة الأولى: إن الأشياء العادمة النفوس أي الجمادات في خيمة الاجتماع مثل المذبح والمرحضة والآنية كانت تحت الناموس تتقدس. مثل هذه ليس لها أي اختبار تقديسي عملي. فلا ازدياد في القداسة عندها. بل هي تخصص وتفرز في مركز خاص بها بحيث تكرس بالتمام لخدمة الله.

الحقيقة الثانية: إن الرب يسوع نفسه "قُدِّس وأُرسِل إلى العالم" (يو10: 36) وعند تركه هذا العالم قال "لأجلهم أقدس أنا ذاتي" (يو17: 19) وواضح أنه لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون له اختبار تقديسي مرحلي أي ليس لتقديسه ذاته معنى الزيادة المضطرة في التقديس. فهو مقدس تقديساً على أعلى مستوى_ تقديساً إلهياً مطلقاً. وإنما قُدِسَ بالله الآب لأجل إرساليته إلى العالم كالمُعلن للآب وكالفادي. كذلك وهو يغادر هذا العالم ذاهباً إلى الآب قَدَّس ذاته أي أفرزها في مركز جديد مثلاً ومصدر قوة لتقديس من يؤمنون به.

الحقيقة الثالثة: يحرضنا الرسول بطرس بالقول "قَدِّسوا الرب الإله في قلوبكم" (1بط3: 15) وهنا أيضاً نجد معنى التقديس الشرعي بمقتضى "المركز". ففي قلوبنا نجعل للرب الإله مركزه الخاص به الفريد الذي لا يشاركه فيه أحد ونُعلِّي شخصه فوق كل عالي. والآن نبدأ بمفهوم التقديس المطلق أي التقديس بمقتضى المركز، التقديس الذي لنا شرعاً بمقتضى عمل الله. وإذا لم نفعل ذلك فمن المؤكد تتكون عندنا فكرة معينة إن لم تكن معكوسة عن التقديس العملي المرحلي حيث أن أحدهما ينبع من الآخر، فإن التقديس العملي الذي نتوقعه إنما هو حسب صفة التقديس الشرعي الذي مُنح لنا.

إن أول مرة ذُكر فيها "التقديس" في الكتاب المقدس كان بالارتباط بالخليقة لما بارك الله اليوم السابع "وقدسه" (تك2: 3). والمرة الثانية كانت بالارتباط بالفداء لما أخرج الله بني إسرائيل من مصر. والتقديس هنا تقديس أشخاص لأنه قال "قَدّس لي كل بكر (خر13: 2) فجميع الذين فُدوا بالدم قد قُدِّسوا الله أي أخذوا مركز المقدسين المفترزين لله، ولأجل هذا التقديس لاق بهم أن يعيشوا حياة لها صفتها الخصوصية إلى أبعد حد أو بالحري لاقت هذه الحياة الخصوصية باللاويين الذين استُبدلوا بهم كما نقرأ في سفر العدد (ص3: 45 وص8: 5- 19).

والرمز الذي يقدمه لنا سفر الخروج فيه تعليم كثير. ففي الإصحاح الثاني عشر احتمى بنو إسرائيل في دم خروف الفصح من الدينونة. هذه الحماية تمثل لنا الغفران والتبرير اللذين وصلا إلينا بالإنجيل. وفي الإصحاح الخامس عشر نراهم قد أُخرجوا تماماً من عبودية مصر ومن تحت سلطان فرعون الذي انتهى بالنسبة لهم، وهذا الخروج من عبودية وسلطة فرعون تمثل لنا الخلاص. هذان الإصحاحان الثالث عشر نجد التقديس، فالناس الذين تبرروا بالدم أُفرزوا أو قُدِّسوا لله ولأنهم صاروا له، لن يُسمح بأن يكون عليهم سلطان غير سلطانه. لقد كسر قوة العدو وأنقذ شعبه ليكونوا له. وكل تاريخ المستقبل وجب أن تحكمه هذه الحقيقة.

في هذا كله يرينا الله أنه إذا هو أراد أن يبارك شعباً فإنه يفرزهم لنفسه ويخصصهم لذاته بدلاً من أن يكونوا عامة كسائر الشعوب، منجسين مدنسين. إنهم خاصة له.

لقد شوهت الخطية الإنسان إلى أقصى حد. لقد تدنس فكراً وقلباً. وكل كيانه أصبح مباحاً لكل أنواع الرذائل. فإذا قصدت النعمة أن تربحه وجب أن يتقدس لله.

إذاً لنمسك بهذه الحقيقة الكبرى وهي أننا تقدسنا لله، والكتاب المقدس واضح ومحدد بالنسبة لهذه النقطة ولعل المثال الرائع الذي يقدمه لنا الكتاب هو حالة الكورنثيين. فمن بين جميع المسيحيين في أيام الرسل ومن بين جميع الكنائس الذين نعرف شيئاً عن تاريخهم يبرز هؤلاء الكورنثيين، أقلهم تمييزاً بالتقديس العملي كان سلوكهم رخوياً إلى حد بعيد. والرسول بولس وبخ هذا السلوك في أوضح عبارة ومع ذلك في رسالته الأولى إليهم يصفهم بالقول أنهم مقدسون "كنيسة الله التي في كورنثوس المُقدسين في المسيح يسوع". ثم بعد ذلك في نفس الرسالة الأولى وبعد أن يسرد الكثير من المفاسد التي تملأ العالم الوثني قال لهم "وهكذا كان أناس منكم. لكن اغتسلتم بل تقدستم بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا" (1كو6: 11). وليس هناك ما هو أوضح من هذا. لأننا لا نصير شعب الله المخصص له بالوصول إلى مستوى معين من القداسة العملية. بل نحن قديسوا الله (المقدسون لله) ومن أجل ذلك فإن القداسة أو التقديس العملي ضرورة موضوعة علينا. ولو كان تخصيصاً لله يأتي بالوصول إلى مستوى معين من القداسة العملية لكان هذا حسب مبادئ الناموس لكن طريق الله الذي يتضمن إننا مقدسون لله شرعاً ومفترزون له، ولأجل هذا يتحتم أن نسلك بالقداسة، هو طريق النعمة.

هذا التقديس المطلق يأتينا بطريقين. فأولاً هو بعمل المسيح "نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة" (عب19: 10) و "لذلك يسوع أيضاً لكي يُقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب" (عب13: 12) وبالإيمان به نقوم في قيمة ذبيحته وبذلك نُفرز أو نتقدس لله تماماً بمقدار ما نتبرر أمامه. ونتقدس ثانياً بالروح القدس، كتب بولس في رسالته الثانية إلى التسالونيكيين يقول "أما نحن فينبغي لنا أن نشكر الله كل حين لأجلكم أيها الأخوة المحبوبون من الرب أن الله اختاركم من البدء للخلاص بتقديس الروح (القدس) وتصديق الحق" (ص2: 13) كما يكتب بطرس قائلاً "المختارين بمقتضى علم الله الآب السابق في تقديس الروح للطاعة ورش دم يسوع المسيح" (1بط1: 2). فهناك عمل الروح القدس في قلوبنا الذي يبلغ ذروته في الولادة الجديدة التي نقرأ عنها في (يو3) حيث يقال "المولود من الروح هو روح" فإذا ما قُبل الإنجيل في القلب بالإيمان يسكن الروح القدس في المؤمن ويختمه إلى يوم الفداء وبهذا الختم يتميز المؤمن كمملوك مخصص لله إنه تقدس كمفترز لله.

كتب بولس إلى الكورنثيين يقول "..أنتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله وبراً وقداسة وفداء (ص1: 3). فنحن في المسيح قد خُصصنا بمقدار ما إن الدم الذي سُفك لأجلنا هو دمه وقد أخذنا الروح القدس كثمرة هذا العمل. نحن مثل الكورنثيين" قد تقدسنا ... باسم الرب يسوع وبرح إلهنا" (ص6: 11).

وإذا نحن أدركنا هذه الحقيقة وهي أننا قد تقدسنا بهذا المعنى المطلق فإن الإدراك يجهزنا لكي نواجه مسئولياتنا في خصوص القداسة العملية. وهي مسئوليات تترتب على هذا الإدراك. ومن بين الطلبات التي طلبها الرب في يو17 من أجل خاصته كانت هذه الطلبة وهي "قدسهم في حقك كلامك هو حق" ومن هنا كانت ضرورة الاهتمام كل الاهتمام بدراسة كلمة الله لأننا كلما ازددنا معرفة بها كلما ازدادت قوتها المقدسة فعلاً في حياة كل منا. وإلى التسالونيكيين كتب بولس يقول "لأن هذه هي إرادة الله قداستكم" (1تس4: 3) فقداسة العيشة ليست أمراً اختيارياً بالنسبة للمؤمن، يمكن أن يلتزم به أو يتخلى عنه كما يريد. وأكثر من ذلك أن الله نفسه هو الذي يعمل في تقديس المؤمن، من كل وجه لأن بولس استمر يصلي من أجلهم طالباً أن "إله السلام نفسه يقدسكم بالتمام" (ص5: 23) فكل شيء فينا يجب أن تمر عليه لمسات الله المقدسة.

لكن من ناحية أخرى علينا نحن نصيب من المسئولية علينا أن نمتنع عن أمور معينة- علينا أن نتجنب الإثم وعلينا أن نُطَهِّر ذواتنا من أواني الهوان لكي نكون أواني للكرامة مقدسين ونافعين للسيد مستعدين لكل عمل صالح (2تي2: 21).

بهذه الوسائل جميعها ينشط ويمتد عمل التقديس وبكل تأكيد هذا هو العمل العظيم الذي يجريه الرب مع كنيسته لأجل أن يقدسها مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة (أف5: 26) هذا العمل التقديسي يجري الآن فردياً في المؤمنين الذين منهم تتكون الكنيسة.

ملاحظات:

س: هل هناك فرق بين كلمة "قديسين" و "مقدسين" اللتين نقابلهما كثيراً في الرسائل؟

ج: ليس هناك أي فرق لأن نفس الكلمة اليونانية تُرجمت إلى هذين اللفظين. فالقديس هو المقدس ولعل فرق اللفظ في اللغة الإنجليزية ظاهر بوضوح بين كلمتي Holy, Sanctified, Holiness, "sanctification"- لكن لا فرق في المضمون على الإطلاق.

س: هل "التبرير" و "التقديس" يرتبطان معاً جنباً إلى جنب؟

ج: نعم يرتبطان بالمعنى الشرعي أي أن التقديس بحسب المركز في المسيح مرتبط تماماً بالتبرير في المسيح والعبارة التي اقتبسناها من (1كو6: 11) ترينا ذلك لكن... تقدستم بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا". فالكورنثيون قد غسلوا وأفرزوا لله على نفس الأساس وينفس القوة التي بررتهم وكذلك نحن مثلهم.

س: مادام التبرير بالتقديس (الشرعي) فهل صحيح أن نقول أن التقديس بالإيمان كما أن التبرير هو بالإيمان؟

ج: صحيح أننا نقرأ في الكتاب صراحة أننا قد "تبررنا بالإيمان" (رو5: 1) ولا نقرأ في أي مكان من الكتاب أننا تقدسنا بالإيمان. لكن كما أننا نعرف أننا تبررنا وذلك بالإيمان وليس بالإحساس هكذا نحن نعرف أننا أُفرزنا لله بالإيمان وليس بالإحساس الشعوري. والله يصرح أننا مُبررون بالإيمان بيسوع المسيح ونحن نصدق ونؤمن بهذا التصريح وبالمثل هو يصرح أننا مقدسون له كمؤمنين بيسوع المسيح ونحن نصدق أيضاً ونؤمن بهذا التصريح أما إذا كان الكلام عن القداسة العملية فهذه مسألة أخرى. القداسة العملية هي قداسة مرحلية وينبغي أن تحصل الزيادة أي النمو في القداسة العملية- كما يقول الرسول "مكملين القداسة في خوف الله" (2كو7: 1). وبولس كان يطلب من أجل القديسين في تسالونيكي أن تثبت قلوبهم بلا لوم في القداسة.... أمام الله في مجيء ربنا يسوع المسيح. فالقداسة بالطبع لا تنفصل عن الإيمان لكن أن نقول عن القداسة أنها ينشئها فمعنى هذا استبعاد عناصر للعيشة المسيحية لا يجب أبداً أن تستبعد.

س: وما هي العناصر وكيف تنشأ هذه القداسة العملية؟

ج: في الجزء الأخير من (رومية6) تقدم لنا القداسة على إنها ثمرة عتقنا من عبودية الخطية والآن ناموس (قانون) روح الحياة في المسيح يسوع هو الذي يعتقنا من قانون (ناموس) الخطية والموت (رو8: 2) فطالما كنا تحت قانون (ناموس) روح الحياة- سلطان الروح القدس- فإننا نمارس ونستمتع بالحرية من سلطة الخطية. وواضح إذن أن سيادة وقيادة الروح القدس هي عنصر أساسي وعملي وهام جداً في القداسة العملية.

كذلك عندما كان الرب يسوع يصلي من أجل خاصته كما هو مذكور في (يو17) قال "قِّسهم" في حقك كلامك هو حق" (يو17: 17) فروح الله القدوس وكلمة الله المقدسة مرتبطان كل الارتباط الوثيق. كانا هكذا في الخليقة كما نرى ذلك في الأعداد الثلاثة الأولى من (تك1) وكذلك هما مرتبطان في الخليقة الجديدة. وكذلك أيضاً في موضوع القداسة العملية. فهناك تقديس بكلمة الحق أيضاً بالروح القدس، وهناك أيضاً القداسة بالمحبة (1تس3: 12، 13) فكلما ازدادت المحبة نَمَونا في القداسة. ونلاحظ أيضاً أن هناك قداسة بالإنفصال عن كل شبه شر- عن كل ما هو نجس- أي أن نُطَهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح. كما تُعلِّمنا الرسالة الثانية إلى تيموثاوس (2كو6: 14- 17) وكذلك (2تي2: 16- 22).

وهذه هي العناصر التي تنشئ القداسة فينا.

س: أحياناً نقابل البعض ممن يتكلمون عن القداسة الكاملة بصيغة تشعرك بإمكانية الوصول إلى حرية كاملة أو تقديس إلى التمام من وجود الخطية فهل يؤيد الكتاب مثل هذه الأفكار؟

ج: جاءت في رسالة تسالونيكي الأولى (ص5: 23) هذه العبارة "وإله السلام نفسه يقدسكم بالتمام ولتُحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح". وكلمة "بالتمام" تشير إلى الإنسان كله بكل ثالوث طبيعته البشرية "الروح والنفس والجسد". فعمل الله لا يعمل جزئياً. وتأثيره التقديسي يصل إلى كل جزء فينا ويستمر عاملاً إلى مجيء ربنا يسوع المسيح. وعندما يجيء يبلغ تقديس الإنسان كله تمامه وكماله وليس قبل ذلك. فطالما نحن نسكن هذه الأجساد المتوارثة (المستمدة) من آدم فإن الخطية تبقى فينا. لكن كلما زاد اختبارنا لعمل الله التقديسي، كلما قل تأثير سلطان الخطية علينا. ولا عذر للمؤمن عندما يخطئ بقدر ما إن الموارد متاحة أمامه لأجل القوة التي تحفظه. غير أننا جميعنا كثيراً ما نعثر كما يخبرنا يعقوب في رسالته (ص3: 2) وجميعنا يجب أن نعترف بالأخطاء إلا إذا تبلدت فينا الحواس أو إذا كنا نخدع أنفسنا.

إن حياة القداسة العملية هي الحياة العادية المسيحية لكن المؤمن الذي يحيا هذه الحياة تراه دائماً قليل الإشارة إلى نفسه لأن هدف حياته، والغرض الذي يصبو إليه لسانه هو المسيح

  • عدد الزيارات: 12520