Skip to main content

الفصل الرابع: الأسفار الستة للملوك

في العبري هذه الأسفار الستة ثلاثة فقط، أي كل سفرين في سفر واحد.

سفر صموئيل والملوك يتألف منهما تاريخ متتابع موضوعه المملكة. سفر أخبار الأيام هو قصة صموئيل الثاني وسفري الملوك الأول والثاني. والفكرة الرئيسية فيه هي "الثيوقراطية". وهو يتكلم فقط عن مملكة يهوذا، ويسند إليها من الأخبار ما كان له صلة بالهيكل والعبادة. وكاتب هذا السفر هو عزرا، على الأرجح.

من أعظم امتيازات شعب الله المختار أن الله صار لهم ملكاً وصيرهم له شعباً خاصاً ليظهر مجده في العالم.

في مدة القضاة رفض هذا الشعب أن يكون الله ملكاً عليهم وازدادوا إصراراً وتعنتاً حتى بلغ بهم الحال إلى أن طلبوا من صموئيل النبي أن يمسح لهم ملكاً على منوال ممالك العالم. حينما يستحي أولاد الله أو يخافون من الخروج على العادات المألوفة عند أهل العالم يفقدون قوة الشهادة التي أعدها الله لهم ليشهدوا بها أمام العالم. والحاصل أنه وفقاً لطلبهم عيَّن لهم ملكاً حسب هواهم وهو شاول. ولما خالف وصايا الله نـزع منه الملك وولى عليهم داود حسب مشيئته تعالى، فكان رمزاً لذاك الملك الكامل. ومن بعده تولى الحكم ابنه سليمان وهو رمز إليه كذلك. ومن بعد سليمان لم يعد الله يعلن قوته في ملوكهم. وتركهم وشأنهم. واتخذ أنبياءهم إعلاناً لقوته – أرسل إيليا كلمة لآخاب – هوذا إيليا هنا – فخرج إليه آخاب. من كان الملك إذاً؟ أإيليا أم آخاب؟ كان موسى نبياً ولكن تأمل في عظم نفوذه. وكان صموئيل نبياً وآخر قضاة إسرائيل وكاهناً أيضاً. إلا أن السلسلة العظيمة للأنبياء ابتدأت من إيليا فصاعداً، أولئك الذين علموا الشعب عن الله كل أيام انحطاط دولتهم وزوال عزهم.

  • عدد الزيارات: 3354