Skip to main content

الفصل الثالث: "ويغطّون وجهه"

(لو22: 64 ومرقس14: 65 ومت26: 68)

"بعرقك الدامي المتجمد وروحك المتألمة

برأسك المكلل بالأشواك وقد هرسه القنى

بعينيك المتدفقتين بالدموع وأذنيك الممتلئتين بالسباب

بفمك المبلل بالخل والمر ووجهك الملطخ بالبصاق

برقبتك المنحنية من حمل الصليب وظهرك المحروث بجراح

الجلد وعذابات السياط

بيديك المثقوبتين وقدميك

بصرختك الحادة ايلي ايلي وقلبك المطعون بالحربة

بالدم والماء الجاريين من جنبك

بجسمك المكسور ودمك المسفوك

اغفر سيدي آثام عبدك واستر جميع خطاياه"

الأسقف لانسيلوت أندروز

إن آلام المسيح من الوجهة التاريخية قد انتهت كلية فقد مات مرة واحدة عن الخطية ولن يموت ثانية إذ "لا يسود عليه الموت بعد". أما من الوجهة المجازية فإن آلامه باقية أبداً: إن حدوثها يتكرر دائماً في البشرية من هذه الوجهة المجازية، فنحن نصلبه ثانية، ويسوع المسيح إنما يُسلم كل يوم ويترك، ينكر ويغطى وجهه ويبصق عليه ويلكم ويستهزأ به ويجلد ثم يصلب.

إن كل حادثة في قصة آلامه رمزية. ومن الوجهة المجازية الروحية بوسعنا أن نقول أننا كنا نحن موجودين معه عندما مات من أجل خطايانا حسب الكتب. وعلى هذا يقول بولس الرسول "مع المسيح صلبت". وهنا صدق الشاعر هوراتيوس بونار عندما قال على لسان كل واحد منا:

حقاً لقد سلّمت ر ب المجد للفجـارْ

ودمه أهدرتــه فوق صليب العار

وبين من جاءوا أنا هزأت بالمسيـحْ

وبيدي سمرتــه فزدته تجريــح

وبلساني خنت من أحيا الورى بالعطف

مشاركاً من وقفوا يغضون الطـرف

وإذ علا صراخهم صوتي علا الجميع

بالقول ذا مشاغب يضلل الجمـوع

في غفلتي هزأت بالْفادي مسيح الله

إذ قلت انزل أرنا إن كنت ابن الله

وعندما قال كملْ مسلماً للـروح

طعنته بحربــة فازدادت الجروح

"والرجال الذين كانوا ضابطين يسوع كانوا يستهزئون به وهم يجلدونه. وغطوه وكانوا يضربون وجهه ويسألونه قائلين: تنبأ: من هو الذي ضربك؟ "فابتدأ قوم يبصقون عليه ويغطون وجهه ويلكمونه ويقولون له تنبأ. وكان الخدام يلطمونه".

إن نوابغ المصورين قد صوروا تقريباً كل حادثة جرت للمسيح في أسبوع الآلام عدا هذه. ومع ذلك فإن المنظر فريد جداً ومؤثر للغاية حتى أن الإنسان ليعجب كيف فات هؤلاء الفنانين محاولة رسم صورته بريشتهم لإظهار معناه العميق الخالد. لقد وقع هذا المنظر في داخل دار قيافا قبل الفجر. وكان نور القمر الكامل يفيض على المكان والنيران التي أوقدت في العراء كانت ترمي أضواءها وظلالها على داخل الدار؛ وكان المسيح المغطى الوجه جالساً وسط جماعة ملؤها البغض الأعمى.

ربما كان خدام السنهدريم وحاشية رئيس الكهنة وكل الباقين يهوداً من جنس المسيح. وربما كانوا يعرفونه وقد سمعوا تعاليمه وشهدوا عجائبه وقد "رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض" وهو في البستان؛ أما الآن فإنهم "يغطون وجهه" ويستهزئون به. فأية ظلمة غطت هذه القلوب التي استطاعت أن تعمل مثل هذا العمل أو تحتمل رؤية عمله؟ أي فقدان كامل للشعور بالحق والمحبة؟ أي عمى لجمال القداسة؟ أية عقول ساقطة، بل أية ضمائر غليظة؟ وهذا إنما فعلوه بيسوع الناصري الذي فتح عيني الشاب الذي ولد أعمى. أجل غطوا وجهه. فهل ما خس معهم وهل اشترك معهم قيافا في فعلهم؟ هل رأى بطرس شيئاً من هذا المنظر المفجع قبلما خرج إلى خارج وبكى بكاء مراً؟ لقد كتب بعد ذلك عن هذه الليلة المريعة عندما "كان واقفاً يصطلي"- (وروحه ترتعش)- قائلاً" "فإن المسيح... تألم... الذي لم يفعل خطية ولا وجد في فمه غش الذي إذ شتم لم يكن يشتم عوضاً وإذ تألم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بعدل... الذي بجلدته شفيتم". أجل لقد رأى بطرس هذا المنظر المؤلم ولو عن بعد فكسر قلبه العار والألم وكانت نظرة المسيح الأخيرة- قبل أن يغطي وجهه- على بطرس إذ أنكره هو أيضاً أمام هؤلاء الخدام.

ومهما كان وصف هذه الحادثة قصيراً فإننا نستطيع أن نقرأ بين السطور جبن هؤلاء القوم وظلمهم بل ومرارة حقدهم على المخلص. ولماذا افتكروا في تغطية وجه يسوع؟ أليس لأن عينيه كانتا مملوءتين بالتعجب المقدس من عدم إيمانهم وبالعطف على حماقتهم وخطيتهم، وفي الوقت نفسه كانتا تسطعان بهذا النور الذي جعل ضمائرهم تتلظى كلهيب نار؟ لم يستطيعوا أن ينظروا إلى وجهه ولذا كما يقول مرقس البشير- فإنه عندما "ابتدأ قوم يبصقون عليه" غطى آخرون وجهه وبدأوا يلكمونه. إنما جبنهم كان معادلاً لبغضهم فلطموه وهزأوا به "وأشياء أخر كثيرة كانوا يقولون عليه مجدفين". بغضهم له كان غير معقول فقد طلبوا برهاناً دون ما حاجة إلى برهان وظنوا أنهم يحطون النبوءة إلى دركة قراءة الأفكار وبواسطة اللكمات يجعلون المسيح يشير إلى خطية فردية وكلهم في التجديف مجرمون "تنبأ من هو الذي ضربك؟" إن الذي ضرب يسوع ليس فرداً واحداً وإنما هو الجنس البشري أجمع. كان مصاباً ومضروباً من الله فسترنا عنه وجوهنا، وعندما لم نستطع نحن ستر وجوهنا عنه سترنا وجهه وغطيناه. إن كل جبن العصور في الكفر والإلحاد قد تمثل في هذه الحادثة، فبعض الناس كانوا خائفين دائماً وبالتالي غير راضين أن ينظروا إلى وجه المسيح، ويحاول البعض الآخر أن يهربوا من المسيح في التاريخ بإعلانهم أن قصته خرافة، أو يرفضون أن ينظروا إلى المسيح وجهاً لوجه. وكم من كتب تاريخية مقبولة أو كتب مدرسية متداولة قد غطت وجه يسوع بجملة اعتذارية لا تليق بالمقام.

والإلحاد إنما يغطي الكتاب المقدس بإقفال جلدتيه ومنع رسالته من وصولها إلى الشباب أو تركه- على الرف- ككتاب ثمين يتكلم عنه كل إنسان ولا يقرأه أحد. والناس طالما غطوا وجه المسيح على منابر الوعظ أو في الكنائس ثم هزأوا برتبة كهنوته ومجد ملكوته. وعندما يغطي الإلحاد وجه المخلص يضربه على وجهه ففولتير ونيتشه ورينان وغيرهم ممن هم على شاكلتهم في العقل والقلب لا في الشهرة- جميعهم اتفقوا على أن يغطوا وجه يسوع المسيح أولاً ثم ينكروا لاهوته ويستروا وجهه ثم يلطموا مجده.

إن بلدة "تجوير" مسقط رأس رينان هي بلدة صغيرة مبنية على رابية عالية تطل على نهر الجودي بفرنسا. وهي مشهورة بأديرتها القديمة وتديّن أهلها. يرى المسافر على مينائها نصباً عالياً عليه ثلاثة صلبان ضخمة كتب عليها قاعدة أوسطها هذه الجملة بثلاث لغات: "حقاً كان هذا ابن الله". وقد أقيم هذا النصب اعتراضاً على تشريف رينان بإقامة تمثاله في ساحة كاتدرائية مسقط رأسه.

إن قراءة وصف الإنجيل عن حادثة تغطية وجه المسيح هذه لأمر مؤلم، ولكنه أكثر إيلاماً أن نرى الناس قد غطوا وجهه مراراً وتكراراً مدة هذه العشرين قرناً ثم هزأوا به. وهل آلم للنفس بل أشد إلحاداً من الكلمات التالية لنيتشه: إن الإنجيل مات على الصليب وما سمي بالإنجيل بعد ذلك إنما هو عكس الإنجيل الذي عاشه المسيح. فهو ليس بشارة مفرحة بل خبر سيئ، ليس إنجيلاً بل عكس الإنجيل". ومع أن نيتشه يتساهل أحياناً في كتاباته عن المسيح وقلَّما يرمي مطاعنه ضد من يسميه "المؤسس لإحدى الشيع اليهودية الصغيرة" فهو يكره اسم النصرانية ويبغض بولس الرسول كشارح لإنجيلنا.

إن البغض الناشئ عن عدم الإيمان ظاهر اليوم كما كان في محكمة قيافا. إن الناس لا يستطيعون أن يضبطوا تيار أفكارهم عن المسيح أن وجهه يلفت النظر وعينيه كلهيب نار فهو إما يجذب الآن أو يدافع كما فعل في الماضي.

أهذا هو الوجه الذي من جلاله

تخرّ له الأجناد في العرش سجدا؟

فهذا إكليل قد تشوه بالقنا

وليست به روح تشع لنا الهدى؟

فكيف نراه مظهر الحب للورى

وكيف يميننا بحب تأيدا؟

وكيف يُرضي خالقاً خُنّا عهده

ويرضي له عدلا من البدء سرمدا؟

أجل! إنه الوجه الذي أكمل الفدى

بأن ذاق عاراً بل صليباً من العدى؟

إن قديسي العهد القديم اشتهوا أن يروا مجد الله في وجه مسيحه. فقد طلب موسى من الله قائلاً "أرني مجدك" "وأن لم يسر وجهك فلا تصعدنا من هنا". وقال داود مراراً "إلى متى تحجب وجهك عني؟ وأضئ بوجهك على عبدك" و "لا ترد عني وجه مسيحك لا تحجب وجهك عني أو أصير كالهابطين في الجب". ولما رأى اشعياء مجده وتكلم عن آلامه تنبأ بمأساة هذا اليوم الرهيب قائلاً: "بذلت ظهري للضاربين وخدي للناتفين. وجهي لم أستر عن العار والبصق" "رجل أوجاع ومختبر الحزن وكمستَّر عنه وجوهنا. محتقر" و "لكن آثامكم فصلت بينكم وبين إلهكم وخطاياكم حجبت وجهه عنكم". لقد غطوا وجهه حتى تتم الكلمة التي أنبأ بها اشعياء قائلاً: "من هو أعمى إلا عبدي وأصم كرسولي الذي أرسلته؟ من هو أعمى كالكامل وأعمى كعبد الرب".

إنا عندما نتأمل في هذه الكلمات نبتدئ أن نتحقق مقدار ما وقع على يسوع من التأثير عندما غطى وجهه. وهكذا اختبر على حساب نفسه وفي نفسه كل غباوة وعمى الإلحاد العمدي لله ورسله. إن ريبة الإلحاد ليست بنت أمس- فإن الناس من بدء التاريخ إلى اليوم يطلبون الآيات من الذين يشهدون لله. فإذا قال لهم أحد الأنبياء آمنوا بالله. سألوا أين آياته؟ وأية عجائب عمل؟ لماذا نصدق قوله؟ متى تمت نبواته؟ كما قال اشعياء: "من صدق خبرنا ولمن استعلنت ذراع الرب؟"

إننا كثيراً ما نحول وجوهنا عن المسيح أو نغطي وجهه ونبقى غير مقتنعين بخطايانا وغير مبكتين عليها. إن خدام رئيس الكهنة لم يروا شيئاً؛ أما بطرس فقد جرحت ضميره نظرة واحدة واستطاع أن يندم لأنه لم يُغَطِّ وجه المسيح، وهكذا الحال دائماً. وما أحسن ما كتب جرمي تايلور في موعظته عن إيمان وصبر القديسين إذ قال:

"إن المسيح لم يمت موتاً فجائياً ولا مات مرة واحدة بل كان حمل الله المذبوح قبل تأسيس العالم: قُتل في هابيل ولطمه الغمر في الفلك مع نوح، هو الذي خرج من عشيرته عندما دعي إبراهيم من حاران وتغرب عن أرضه، هو الذي قُدِّم في اسحق واضطهد في يعقوب وبيع في يوسف وأُهين في موسى، وأعمي في شمشون ونشر في اشعياء وطرح في الجب مع ارميا لأن جميع هؤلاء كانوا رموزاً عن المسيح المتألم. ثم استمرت آلامه بعد قيامته لأنه هو الذي يتألم في جميع أعضائه (المؤمنين به)، إنه هو الذي يحتمل مقاومة جميع الخطاة، إنه هو رئيس الحياة الذي يصلب ثانية ويشهَّر في جميع آلام عبيده وخطايا العاصين عليه وتعييرات المرتدين عنه والكافرين به، في قساوة الظالمين وظلم السالبين بل في الاضطهادات التي تقع على كنيسته. إنه هو الذي رجم في الشهيد استفانوس وسلخ جلده في القديس برثولماوس، هو الذي شوي على مشواة القديس لورنس وقدم إلى الأسود في القديس اغناتيوس وأحرق في القديس بوليكاربوس وتجمد جسده في جليد البحيرة حيث وقف شهداء كبدوكية الأربعون. لأن سر موت المسيح لا يتم إلا بالاشتراك في جميع آلام البشرية وأحزانها.

فلا نعجب إذا غطى الناس وجه مخلصنا في هذه الأيام ولكموه أو شهروه.

إن كل ديانة جديدة أو فلسفة تبعد الناس عن الإنجيل لا تستطيع أن تقوم إلا بتغطية وجه يسوع، فإن الذين ينظرون في عينيه لا يحتاجون إلى نور آخر، والذين رأوا وجهه لا يتبعون قائداً آخر. "ولكن إن كان إنجيلنا مكتوماً فإنما هو مكتوم في الهالكين الذين فيهم إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله فإننا لسنا نكرز بأنفسنا بل بالمسيح يسوع رباً ولكن بأنفسنا عبيداً لكم من أجل يسوع. لأن الله الذي قال أن يشرق نور من ظلمة هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح".

إن الذين يسيرون في الظلام بعقول عمياء هم في الغالب الذين أطفأوا النور بتغطية وجه مسيح الله أولاً. ومهما يكن معنى "إله هذا الدهر" فإنه يشمل بكل تأكيد قوة الشرير الذي يمنع الناس عن أن يروا مجد مخلصنا وتلك هي روح العصور التي تشمل مثل هذه الآراء المنتشرة والمبادئ العالمية والنظريات الطريفة والشهوات الجسدية والأغراض التي تفيض في أي وقت حتى تنشر جواً من الشك والإلحاد يخنق كل إيمان- إن العمى يتقدم الكفر وهو سببه وأساسه والعمى إنما يتم بستر وجه الإنجيل وإبهام كلمة الله الواضحة وإغماض عيوننا عن رؤية الحق.

يقول المسيح "لدينونة أتيت أنا إلى هذا العالم حتى يبصر الذين لا يبصرون ويعمى الذين يبصرون".

تأمل ثانية في هذه الصورة المحزنة للمسيح المغطى الوجه وهو واقف في وسط جماعة أشرار السنهدريم. أمعن نظرك في ذلك الوجه المضيء بنور شمس الصباح الباكر والألوهية المسجونة وهو يسيل دماً ويلكم ويغطي. قال المرنم: "انظر إلى وجه مسيحك"، وهنا نرى ذلك الوجه مثالاً حقيقياً للمخلص المتألم- "هوذا الإنسان" مربوطاً ومنهوكاً مهاناً ومجروحاً، ومع ذلك فهو صامت بصمت المحبة المتألمة- "تنبأ من هو الذي ضربك" والجواب ينبغي لنا أن نلقاه في ضمائرنا

أنِر إلهي دمس ليلٍ ولسكناك القلوب

نقها من كل رجس وأزِل منها الذنوب

وألقِ عنا كل ثقل واهدنا حتى نتوب

ولكن المسيح ما تألم ليفدينا من الخطية ولعنتها فقط ولكنه تألم ليترك لنا مثالاً حتى نتبع خطواته. ففي كل حادثة من حوادث الآلام نرى حامل صليب العالم العظيم يصرخ في آذاننا دائماً قائلاً: اتبعوني عيشوا بشجاعة وجرأة دون أي اعتراض أو مقاومة، اقبلوا الطين والوحل والحرارة والبؤس والمقاومة المؤلمة والتوبيخ اللاذع، اسكتوا أمام مضطهديكم، اصبروا ثابروا لأجلي ولأجل الإنجيل، لا ترفضوا أن تشربوا معي كأس الفشل وإن كان في الغالب أشد مرارة من كأس الموت، فإنه ألم الهزء والهوان الذي يسبق ألم الصليب. وإننا عندما نذكر محكمة قيافا ويسوع المغطى الوجه الذي احتمل مقاومة الخطاة لا نفشل ولا يُغشى علينا من التوبيخ أو السخرية والعار "طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السموات. فإنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم".

إن هذه آخر وأعظم التطويبات السبع، إنها تطويبة الذين يتبعون المسيح طوال الطريق إلى النهاية من جثسيماني إلى الجباثة ثم إلى الجلجثة.

لا ربح في الدنيا بغير خسار

أو من خلاص دون صلب الفادي

فالحب لا ينمو ويزهو مثمراً

حتى ترى موت البذور البادي

والمرء لا يرقى ويحيا للسما

حتى تراه جثةً في الوادي

فالعيش موت والحياة خسارة

إن لم تقاتل للمسيح عوادي

  • عدد الزيارات: 2759