Skip to main content

شروط الاشتراك في الأطعمة الكهنوتية قديماً، ومدلولها في العهد الجديد

1-الطهارة:

كان الأكل من الأطعمة الكهنوتية مقصوراً على الكهنة الأطهار من الناحية الطقسية (عدد18: 11)- وهذا إشارة واضحة إلى أن المؤمنين الحقيقيين لا يستطيعون التغذي بالمسيح والإفادة منه، إلا إذا كانوا أولاً أطهاراً في الباطن والظاهر، أما إذا كانت هناك خطية ولو صغيرة (كما يقال) على ضمير واحد منهم، فإنه لا يستطيع التغذي بالمسيح. ومن ثم يجب عليه في هذه الحالة أن يعترف بخطيته بانسحاق أمام الله، حتى ينال الغفران اللازم عنها (1يوحنا1: 9)، وحينئذ يصبح مهيئاً للتغذي بالمسيح، كما كان يفعل من قبل.

لكن إذا كان رجل من أبناء هرون به عيب جسماني، فإنه وإن كان يمتنع عن رفع القرابين لله، غير أنه كان يأكل من الأطعمة المذكورة (لاويين21: 16- 22)- وهذا رمز إلى أن النقائص الطبيعية (مثل العلل الجسمية) التي توجد في بعض المؤمنين الحقيقيين، وإن كانت تحرمهم أحياناً من خدمة الله، لكن يجب عليهم أن يتغذوا بالمسيح لكي تتقوى حياتهم الروحية ويستطيعوا السير في سبيله بلا عثرة.

2-التغذي مع الآخرين:

لم يكن لواحد من الكهنة أن يتغذى بمفرده بذبيحة ما، بل كان يتغذى بها بالارتباط مع باقي عائلته- وهذا رمز إلى أن تمتع المؤمنين الحقيقيين بالمسيح يكون كاملاً ومبهجاً لنفوسهم، عندما يلتفون معاً حول شخصه الكريم. فقد قال له المجد "حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم" (متى18: 20)، ورمز أيضاً إلى أحد الشروط الهامة في الاشتراك في العشاء التذكاري، المعروف بالعشاء الرباني. فقد قال الرسول إن من الواجب عند الاشتراك في هذا العشاء، أن ينتظر المؤمنون بعضهم بعضاً (1كورنثوس11: 33).

3-الوجود في حضرة الرب:

كان كهنة بني إسرائيل يتغذون بالذبائح في دار خيمة الاجتماع وكان هذا رمزاً إلى أنه ليس هناك مجال للتغذي بالمسيح، إلا إذا كانت قلوبنا في حضرته، وفي الحالة الشركة معه. وكما كان الكهنة يتغذون بالذبائح في خيمة الاجتماع، لكي تكون لهم القدرة على القيام بخدمة الله بين الشعب خارجها، هكذا الحال معنا نحن المؤمنين. فإننا عندما نتغذى بالمسيح بالإيمان داخل الأقداس السماوية، يمكننا أن نحيا برفقته في العالم وأن نقوم بخدمته فيه.

4-عدم الأكل من الدم أو الشحم:

فالأول كان يسفك أسفل المذبح، والثاني كان يوقد عليه (لاويين17: 6)- وكان ذلك رمزاً إلى أن المؤمنين الحقيقيين لا يستطيعون، مهما كان سموهم الروحي، أن يحيطوا بقيمة دم المسيح الثمين، أو كماله الزاخر الذي ظهر في طاعته لله حتى الموت، موت الصليب. إذ أنه لا يستطيع تقييم هذا وذاك سوى الله. أما هم، فلا يستطيعون إزاءهما إلا أن يقفوا موقف المبهوتين المشدوهين، ثم موقف العابدين الساجدين.

  • عدد الزيارات: 3244