Skip to main content

الفطير والخبز، ومدلول كل منهما في العهد الجديد

أولاً- فطير ذبيحة الملء:

من (لاويين8: 1، 26) يتضح لنا ما يأتي:

إن الفطير، كما ذكرنا فيما سلف، رمز إلى كمال المسيح وتنزهه عن الخطأ، ولذلك فتناول هرون وبنيه منه في خيمة الاجتماع، رمز إلى أن المؤمنين الحقيقيين يجب أن ينفصلوا عن العالم ويدخلوا بقلوبهم إلى أقداس الله، حتى يستطيعوا التمتع بما في المسيح من كمال- هذا الكمال الزاخر الذي يفوق كل كمال في الوجود. فقد قال الوحي عن المسيح إنه (حتى من الناحية الناسوتية) أبرع جمالاً من بني البشر، وإن النعمة انسكبت على شفتيه (مزمور35: 2). وإن حلقه حلاوة وكله مشتهيات (نشيد5: 16). وإنه فتى الله الذي وقع عليه اختياره، وحبيبه الذي سرت به نفسه (متى12: 18)، لأنه كان يعمل في كل حين ما يرضيه (يوحنا8: 29)، إذ كان قدوساً بلا شر أو دنس، قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات (عبرانيين7: 26).

ثانياً- خبز الوجوه:

من (لاويين24: 5- 9) يتضح لنا ما يأتي:

1-إن هذا الخبز كان يتكون من 12 رغيفاً. وكانت هذه الأرغفة توضع على مائدة الرب[1] في القدس. ونظراً لأنه كان يصنع من الدقيق النقي، ولم يدخل في صناعته خمير، لذلك فهو يرمز إلى ناسوت المسيح الخالي من كل عيب. والعدد (12) رمز إلى كفاية المسيح لشبع شعبه، الذي كان يتكون في العهد القديم من 12 سبطاً.

واجتياز الدقيق في النار ليصير خبزاً، رمز إلى الآلام التي كان المسيح يشعر بها أثناء سيره في العالم الشرير، بسبب كماله له المجد. واللبان النقي رمز إلى حياة المسيح العطرة التي بعثت بالسرور إلى قلب الله، وتبعث بالسرور إلى قلوبنا نحن أيضاً.

2-وكان هذا الخبز يدعى "خبز الوجوه" أو "خبز الحضرة"، لأنه كان يظل أمام الله أو أمام وجهه (إن جاز هذا التعبير) مدة سبعة أيام- وهو من هذه الناحية رمز إلى المسيح الذي هو خبز الله (يوحنا6: 36) أو بالحري موضوع سروره، لأن عدد (7) هو عدد الكمال. وبعد رفع الخبز المذكور، كان الكهنة يأكلونه في مكان مقدس، إشارة إلى أن للمؤمنين الحقيقيين شركة مع الآب في التمتع بابنه، لكنهم لا يستطيعون التمتع به إلا إذا كانوا في حالة القداسة العملية داخل الأقداس.

3-ووضع خبز جديد كل أسبوع، رمز إلى أن المسيح بوصفه الخبز الحي، هو دائماً جديد وشهي أمام الله وأمام المؤمنين الحقيقيين أيضاً. فمهما تغذوا منه لا يشعرون بأي ملل، إذ يجدون في كل مرة يتغذون منه شبعاً لنفوسهم وبهجة لها- أما إذا كف واحد منهم عن التغذي بالمسيح يوماً اعتماداً على البركات التي نالها منه في الماضي، تضعف حياته وتذبل نضارته. ولذلك كما نغذي أجسادنا كل يوم أكثر من مرة لكي تقوى على القيام بأعمالها، هكذا يجب أن نغذي قلوبنا بالمسيح باستمرار حتى نسير من قوة إلى قوة.

ثالثاً- قربان التقدمة:

بالرجوع إلى (لاويين2: 1- 6، 6: 14- 18، 7: 9) يتضح لنا أن هذا القربان ثلاثة أنواع. وفيما يلي هذه الأنواع وما تدل عليه من معان:

1-تقدمة الدقيق مع زيتها ولبانها:

(أ)-إن الدقيق لعدم وجود أية خشونة فيه، هو رمز إلى حياة المسيح الكاملة في كل دقائقها. والزيت رمز إلى الروح القدس الذي كان المسيح ممتلئاً به. واللبان رمز إلى حياة المسيح العطرة. فكل خطوة من خطواته، وكل كلمة من كلماته، كانت تبعث السرور إلى قلب الله. كما أن صفاته له المجد (مثل العدالة والرحمة، والكرم والحرص، والعظمة والتواضع و... و...) على الرغم مما فيها من تباين في نظرنا، كانت متوافقة كل التوافق في شخصه المبارك. فبينما أعلن القضاء على رجال الدين المرائين، أظهر العطف على الخطاة المساكين (متى15: 6، يوحنا8: 7) وبينما أظهر الكرم في إشباع الآلاف من الناس، أظهر الحرص على جمع الكسر المتبقية منهم (يوحنا6: 11و 12). وبينما أظهر التواضع كإنسان أمام الله، أظهر جلاله أمام الأعداء (متى26: 39، يوحنا18: 6) وهلم جرا.

(ب)-وإبقاء شيء من الدقيق والزيت واللبان على المذبح ليكون وقود رائحة سرور للرب، رمز إلى أن حياة المسيح الكاملة لا تنفصل عن موته الذي يشار إليه بالمذبح والوقود، لأن موته هو الذي أعلن كماله الذاتي وطاعته المطلقة لله. وطبعاً لا يراد بموت المسيح هنا، موته الكفاري تحت دينونة العدالة الإلهية نيابة عنا، بل موته كشهيد بيد البشر الأثمة بسبب كماله الذي كان يوبخهم ويؤرقهم. لأن موته هذا هو الذي كان يرمز إليه باجتياز الدقيق والفطير في النار، أما موته الكفاري هو الذي كان يرمز إليه بسفك دم الذبائح واجتيازها في هذه النار، إذ أن المغفرة مؤسسة أولاً وأخيراً على سفك الدم (عبرانيين9: 22).

(ج)-والطرق الثلاث التي كانت تخبز بها تقدمة الدقيق، تصور لنا التجارب والآلام المتعددة التي أحس المسيح بها في حياته وفي موته الاستشهادي. فقد كان له المجد يتألم لشرور الناس وآثامهم، والقصاص الذي كان عتيداً أن يصيبهم بسبب رفضهم إياه (لوقا19: 41). كما كان يتألم لقلة إيمان تلاميذه وعدم فهمهم لتعليمه، وعدم استطاعتهم السهر معه (متى26: 40) وأيضاً لأجل آلام المرضى وبكاء الباكين (يوحنا11: 35)، ولأجل اضطهاد البشر له على الرغم من إحساناته المتعددة التي كان يسديها لهم- أما الآلام التي تحملها على الصليب عوضاً عنا إيفاء لمطالب العدل الإلهي من جهة خطايانا (1بطرس3: 18)، فلم تكن آلام الاستشهاد بل آلام الكفارة كما ذكرنا[2].

2-الأقراص:

وكانت نوعين. الأول فطير ملتوت بزيت، والثاني رقاق مدهون بزيت. وقد مر بنا ما يرمز إليه هذان النوعان من الفطير. ولذلك نكتفي بالقول:

(أ)-إن تقديم هذه الأقراص في خيمة الاجتماع إشارة إلى أن المسيح هو طعام الله، وإلى أننا إذا أردنا التغذي به، يجب أن ندخل بقلوبنا إلى حضرته تعالى. وقيام الكهنة بعمل هذه الأقراص في بيوتهم والإتيان بها بعد ذلك إلى خيمة الاجتماع، رمز إلى أنه لم تكن لنا علاقة مع المسيح في مخادعنا وحياتنا السرية، لا تكون لنا معه علاقة حقيقية عند اجتماعنا مع إخوتنا باسمه، لتقديم العبادة له.

(ب)-إن الأقراص المذكورة كان يشترط فيها أن تكون خالية من الخمير، ومن العسل، وأن يكون فيها ملح. وفيما يلي المعاني الروحية لهذه الشروط:

-الخمير ليس رمزاً إلى الشر فقط، بل ورمزاً أيضاً إلى الرياء والانتفاخ أو بالحري الكبرياء. ومن ثم فخلو هذه الأقراص من الخمير، إشارة إلى حياة الطهارة والإخلاص والتواضع التي عاشها المسيح، الأمر الذي جعلها بأسرها رائحة سرور للرب.

وبوصفنا كهنة لله، يجب أن نتصف أيضاً بهذه السجايا لاسيما عند قيامنا بخدمة الله وعبادته. كما يجب ألا نظهر بحالة أسمى من حالتنا الحقيقية- وموت ابني عالى الكاهن تحت قضاء الله، بسبب ما كانا يرتكبانه من شرور (1صموئيل4: 17)، وموت حنانيا وسفيره بسبب ما بدا منهما من كذب ورياء (أعمال5: 1- 10)، أكبر إنذار لنا من هذه الناحية.

-أما خلو الأقراص المذكورة من العسل، فإشارة إلى أن حياة المسيح كانت خالية من كل زخرف يسر الطبيعة البشرية العتيقة لدى الناس. فهو له المجد مع محبته لهم وعطفه عليهم، لم يسع لاجتذابهم إليه بالكلام المعسول أو الآمال الجذابة والوعود الخلابة[3]. فضلاً عن ذلك كان في ذاته لا يميل إلى إطراء الناس له بأي حال من الأحوال (يوحنا3: 1- 3، متى19: 17)

وبوصفنا كهنة لله نقتدي بالمسيح في كل تصرفاته يجب:

(أ)-أن نسلك حسب الحق دون أن نخشى لومة لائم (ثانياً) ألا نحابي أعز الناس لدينا إذا وقعوا في خطأ ما، بل أن نواجههم بقضاء الله العادل عليهم. وغيرة بني لاوي على مجد الرب وقتلهم لأصدقائهم وأقربائهم الذين عبدوا العجل الذهبي، خير مثال لنا في ذلك (خروج32: 27). وقد أشار موسى إلى هذه البطولة فقال لله عن لاوي "الذي قال عن أبيه وأمه لم أرهما، وبإخوته لم يعترف، وأولاده لم يعرف. بل حفظوا كلامك وصانوا عهدك" (تثنية33: 9).

(ب)-ألا يكون الغرض من استعمال الآلات الموسيقية أحياناً عند الترنيم، بعث السرور إلى السامعين، بل مجرد ضبط النغمات الخاصة به. وذلك حتى لا تنصرف الأذهان عن معانيها والتأثر القلبي بها، إذ أن الله لا يريد الأصوات الرخيمة بل القلوب المقدسة والمتعبدة له، ولذلك قال المسيح له المجد إن الساجدين الحقيقيين هم الذين يسجدون للآب بالروح والحق (يوحنا4: 23).

(ج)-ألا نلجأ في الوعظ والتعليم إلى المحسنات اللفظية أو القصص الفكاهية التي تسر الطبيعة العتيقة في البشر، دون أن تهذب نفوسهم أو تبنيها. فشروط الخدمة المرضية عند الله، هي أن يكون القائم بها حاصلاً عليها منه، وقائماً بها في حضرته وموجوداً عند أدائها في المسيح (2كورنثوس2: 17)، وذلك بكل تقوى ووقار.

ومن الجهة الأخرى، كان من الواجب ألا تخلو التقدمة من ملح العهد الإلهي. لأنه هو الذي يحفظها من الفساد. وكان ذلك إشارة إلى أن حياة ربنا يسوع المسيح، كانت كلها قداسة وأمانة وغيرة على مجد الله- وبوصفنا كهنة لله نقتدي بالمسيح في كل تصرفاتنا، يجب أن نطبق كلمة الله على حياتنا بكل دقة، حتى إذا تعرضنا في هذا السبيل إلى أكبر التضحيات ومن أمثلة استعمال الملح في عبادتنا وخدمتنا، أننا إذا طلبنا من الرب أن يستلم حياتنا، يجب أن تكون لنا النية الصادقة في تسليمها إليه، دون أي تحفظ من جانبنا. وإذا تحدثنا عن قداسة المسيح، يجب أن يقترن هذا الحديث بالعزم الصادق فينا على الإقتداء بشخصه المبارك، بقوة الروح القدس الساكن فينا. وإذا حرضنا إخوتنا المؤمنين على أن يصلوا في كل حين، يجب أن نكون نحن أولاً رجال صلاة، وبالاختصار يجب أن نتجنب كلام السفاهة والهزل، وأن تكون كل تسلياتنا في الروح. وإلا كانت عبادتنا وخدمتنا مكرهة أمام الرب- هذا وبالرجوع إلى العهد الجديد، نرى الملح بالمعنى الروحي يجب أن تكون له مكانة خاصة في حياتنا، فقد قال المسيح لنا "ليكن لكم في أنفسكم ملح، وسالموا بعضكم بعضاً" (مرقس9: 50). وقال الرسول "ليكن كلامكم كل حين بنعمة مصلحاً بملح، لتعلموا كيف يجب أن تجاوبوا كل واحد" (كولوسي4: 6).

3-الفريك:

وكان يوضع عليه زيت ولبان: وحبة الفريك، من حيث كونها لا تزال حبة خضراء، هي رمز إلى المسيح الذي قطع من أرض الأحياء، وهو بعد في دور الشباب. ومن حيث كونها حبة كاملة النمو هي رمز أيضاً إليه من جهة كماله في الإدراك والتصرف، على الرغم من أنه كان لا يزال في دور الشباب، فإن خدمته التي لم تزد عن ثلاث سنوات ونصف، تركت أبلغ الأثر في العالم أجمع. ومن حيث كون حبة الفريك باكورة القمح، هي رمز إلى المسيح من جهة كونه بكراً بين إخوة كثيرين (رومية8: 29)، وبكراً أيضاً للراقدين الذين سيقومون من الأموات بالهيئة التي قام بها له المجد (1كورنثوس15: 20). ومن حيث كون الفريك مشوياً، هو رمز إلى المسيح من جهة تألمه لألام قديسيه المضطهدين في العالم على الرغم من أنه يوجد الآن في مجده الأسنى (أعمال9: 4). أما الزيت فهو رمز إلى الروح القدس الذي كان المسيح مولوداً وممسوحاً به، واللبان رمز إلى حياته العطرة التي بعثت السرور إلى قلب الله، وتبعث السرور أيضاً إلى قلوب قديسيه في كل عصر من العصور، كما ذكرنا فيما سلف.

رابعاً-رغيفا الباكورة أو الترديد:

بالرجوع إلى (لاويين23: 15- 20) يتضح لنا ما يأتي:

1-كانت هذه التقدمة تعمل في عيد الحصاد أو يوم الخمسين، لأن هذا العيد كان يقع بعد خمسين يوماً من عيد الباكورة. وإذا رجعنا إلى العهد الجديد، نرى أن المسيح قام من بين الأموات باكورة للراقدين في عيد الباكورة. وأن الروح القدس حل على التلاميذ بعد خمسين يوماً من هذا العيد مكوناً كنيسة المسيح. التي تضم كل المؤمنين الحقيقيين من اليهود ومن الأمم الأخرى (أفسس2: 14- 16)، وذلك كإخوة له (يوحنا20: 17)، بل وكأعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه (أفسس5: 4)، ومن ثم كان يرمز إليهم قديماً بالحصاد الذي يكون دائماً أبداً بعد الباكورة بخمسين يوماً، كما يكون دائماً أبداً من نوع الحبوب التي سبق زرعها.

ونظراً لأن الرغيفين المذكورين كانا بهما خمير، لذلك لم يكونا رمز إلى المسيح بل رمزاً إلى هؤلاء المؤمنين، لأنهم وإن كانوا بنعمة الله العاملة فيهم يترفعون عن الشر، غير أنهم ليسوا معصومين منه، إذ أنه يقبع في طبيعتهم العتيقة التي ورثوها، والتي ستظل فيهم حتى انطلاقهم إلى المجد. ومن ثم فإنه يوجد فيهم خمير على نحو ما- لكن هذا الخمير لا يظهر في الخارج طالما هم في حالة الانقياد بالروح القدس، وذلك كما لا يظهر فعل الخمير في الرغيفين اللذين نحن بصددهما، بسبب اجتيازهما في النار.

2-ولوجود الخمير (الذي هو رمز إلى الشر) في هذين الرغيفين، فإنهما وإن كانا يرددان أمام الله، غير أنهما لم يوقدا على مذبحه. وهنا نرى الفرق بين المسيح وبين المؤمنين الحقيقيين. فالمسيح كامل في كل شيء، أما هم فليسوا كذلك، طالما هم في العالم الحاضر. ولكن كما أن ذبيحة الخطية التي كانت تقدم مع الرغيفين هي التي جعلتهما مقبولين أمام الله، هكذا الحال من جهة هؤلاء المؤمنين، فإنهم مقبولون أمام الله بفضل كفارة المسيح.

3-واتخاذ الرغيفين المذكورين إشارة واضحة إلى أنه في المسيح لا يكون هناك فرق بين اليهود وبين الأمم الأخرى، بعد الإيمان بشخصه المبارك. فاليهودي الذي يؤمن بالمسيح إيماناً حقيقياً، ينسى أنه يهودي، والأممي الذي يؤمن بالمسيح بمثل هذا الإيمان، ينسى أنه أممي. لأن كنيسة الله تقضي على كل الفوارق البشرية، مثل اختلاف اللغات وتفاوت المراتب وتباين الأجناس. وتجعل من كل المؤمنين على الأرض وحدة مرتبطة بالله كل الارتباط، ومن ثم لا تكون قابلة للانقسام أو التجزئة على الإطلاق (أفسس2: 13و 14).

ولذلك قال الرسول الذي كان فيما سلف متعصباً لليهودية كل التعصب "..ليس يوناني ويهودي، ختان وغرلة. بربري سكيثي، عبد حر، بل المسيح الكل وفي الكل" (كولوسي3: 11).

وأكل الرغيفين معاً بواسطة كهنة العهد القديم، إشارة إلى أن المؤمنين الحقيقيين بوصفهم كهنة الله في العهد القديم، ينظرون إلى جميع إخوتهم على اختلاف مستوياتهم وطوائفهم ودرجاتهم وأجناسهم، كوحدة لا تتجزأ في المسيح. ومن ثم يحبونهم من قلب طاهر بشدة، ويمجدون الله من أجل نعمته العاملة فيهم جميعاً. هذا وقد أعلن المسيح لبطرس الرسول من قبل وجوب عدم التفرقة بين شعب وآخر على الإطلاق. وذلك في رؤيا دعاه فيها للأكل من الحيوانات النجسة، التي كانت تعتبر لدى اليهود قديماً رمزاً إلى الأميين. ولما رفض، قال له: "ما طهره الله لا تدنسه أنت" (أعمال10: 15)


21-كانت هذه المائدة مصنوعة من خشب السنط ومغشاة بالذهب النقي. ومن ثم كانت رمزاً إلى المسيح في طبيعته الإنسانية والإلهية معاً. وكان للمائدة إكليل من ذهب حولها، رمزاً إلى المجد الإلهي الذي يحيط بشخصه المبارك- والمائدة بوجه عام رمز إلى الشركة. ولذلك كان وجودها في القدس رمزاً إلى اشتراك المؤمنين الحقيقيين مع الله في التغذي الروحي بابن محبته.

22-لزيادة الإيضاح عن الفرق بين آلام الكفارة، اقرأ كتاب "قضية الغفران في المسيحية" للمؤلف.

23-فمن تعليمه له المجد: "ادخلوا من الباب الضيق، لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي إلى الهلاك" (متى7: 13). وإن أراد أحد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني (متى7: 24). وإن مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني (يعتمد على أموله) إلى ملكوت السموات (متى19: 24).

  • عدد الزيارات: 8418