الفصل السابع: أصوات ورؤى وأعمال
إن الوجود العميق الجذور في وجوديته يصرّ على أن كتاباً مثل هذا الكتاب خطأ فادح يؤسف له. فان الغرض منه الكلام عن الوجودية لا أن يكون كتاباً مستمداً من الاختبار الوجودي. وهو كتاب، بالنسبة إلى سائر الكتب، حسن التقسيم إلى فصول وإلى أجزاء. وهو يبسط ما تعقد من أفكار، ويحاول أن يظهر أنها أمور أيسر مما يتخيلها المرء. وفي هذا كله يعتبر كتاباً أقرب إلى التضليل منه إلى الحقائق وقد يفلح امرؤ في بناء تمثال حي لنمر من مربعات من الخشب ولكن النمر يبقى نمراً والمربعات الخشبية تبقى خشباً.
ولو أني كنت مقتنعاً بصحة هذه الحجة اقتناعاً كلياً لما أقدمت على تأليف هذا الكتاب. غير أني أسلّم جدلاً أن المرء لا يستطيع بلوغ الأعماق في تحليل الوجودية إذا اقتصر الباحث في تحليله على القراءة عن الوجودية. ذلك أن المغامرة الكبرى في اكتشاف الذات، تلك المغامرة التي تميزت بها الوجودية، ترغم الوجودية كفلسفة أن تعلن نفسها شعراً ورواية، وأن تظهر ذاتها في فنون بصرية مرئية،وأن تعيش عملاً لا قولاً.
- عدد الزيارات: 2378