Skip to main content

تفرد شخصه

لقد شددنا فيما سبق على حقيقة بشرية المسيح. على أن العهد الجديد يذكر بوجه خاص أنه تفرد من نواحي معينة تميز بها عن كل من سواه من البشر.

1- تميز في ولادته- متى1: 18 وما بعده ولوقا1: 34 وما بعده يذكران أن يسوع حبل به بدون تدخل أبٍ بشري ولم يذكرا "الميلاد من عذراء" ليوضحا أي شيء. ولم يقولا: كيف يمكن لله أن يصير إنساناً ؟ ولا كيف يمكن للإنسان أن يكون بدون أي أثر للخطية؟ ثم يقدمان هذه القصة كإيضاح. ليس هناك أي غرض لاهوتي ولا جدلي بل هما يرويان حقيقة, حقيقة حصلا عليها, على ما يظهر, من الشخصين الوحيدين اللذين عرفاها, ونحن نقبل هذه الحقيقة بناء على شهادتهما الموثوق بها. لقد درسنا وقَبلنا معجزة شخصه, ومعجزة موته, ومعجزة قيامته, فلا نرى, والحالة هذه, داعياً للتعثر في قبول معجزة ولادته. بل نرى معجزة ولادته بالأولى ملائمة كل الملائمة لسائر الأدلة.

2- تميز في عصمته "لم يعرف خطية" (2كورنثوس5: 21), "لم يفعل خطية" (1بطرس2: 22), "وليس فيه خطية" (1يوحنا3: 5).

3- جاء ليموت. لقد تميز عنا في أن غرضه من المجيء إلى العالم كان أن يضع حياته.

موت المسيح

ذكر يسوع غاية مجيئه في مرقس10: 45 قائلاً "أن ابن الإنسان أيضاً لم يأت ليُخدَم بل ليخدُم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين. لقد كان موته "عن كثيرين", وهذا معناه أن يسوع وضع المبدأ النيابي نصب عينيه بخصوص موته. لقد حاول كثيرون أن يتخذوا من حرف الجر "عن" هنا و"من" في 1بطرس3": 18 دليلاً على أن موت المسيح لم يكن "بديلاً" عن الخاطئ بل ممثلاً له ولكن هذا الدليل يفتقر إلى إثبات كما أشار روبرتسون العلاّمة في اللغة اليونانية والمتضلع في العهد الجديد قائلاً: "يقال أحياناً "عن" تعني حرفياً "بدلاً من" وكلمة "من" تعني "نيابة عن". ولكن الملاحظ في معظم الحالات إن من يعمل نيابة عن شخص آخر يأخذ مكانه ويقوم مقامه. فالعبرة تتوقف على طبيعة العمل وليس على كلمة "عن" أو "من". من هذا لا يمكن أن تنتزع الفكرة النيابية من موت المسيح الواضحة في غلاطية3: 13, يوحنا11: 50, فليمون13, كورنثوس الثانية5: 15 إلى آخره ما لم تنتزع اغتصاباً وقسراً. ويشير روبرتسون إشارة خاصة إلى 1تيموثاوس2: 6 "الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع" ويستنتج منها عدم وجود أي اعتراض وجيه على فكرة النيابة. وفكرة موت المسيح النيابي هذا هي بالطبيعة ما مهدت له دراستنا للعهد القديم.

  • عدد الزيارات: 1386