لاهوته
يسوع المسيح هو الله في الحقيقة. وفي هذا المجال لا نستطيع أن نذكر سوى بعض الخطوط الرئيسية في الأدلة على هذه الحقيقة:
1- تأكيدات صريحة: انظر يوحنا1:1-4, 8: 58, 20: 28, أعمال20: 28, رومية9: 5, تيطس2: 13, عبرانيين1: 8.
2- دعاوي صريحة أو متضمنة أو مفهومة: لقد أكد المسيح نبوته الفريدة (متى11: 27) ولم ينكر ما تضمنته دعواه الألوهية لنفسه (يوحنا5: 18و 19: 7 ولوقا22: 70, 71). لقد علم الناس أن يفتكروا في الله كأب بطرقة قريبة, لكنه لم يترك أثراً في ذهن الناس أن الله أبوه بنفس المعنى الذي به هم أبناء الله. انظر لوقا3: 22 و9: 35 ويوحنا1: 18و 14: 7-12 و17 ورومية1: 4وكولوسي1: 13-17 و1يوحنا4: 9.
يسوع قبل لقب المسيا (لوقا9: 20 ويوحنا4: 26) مؤكداً أنه هو الذي أنبأ عنه العهد القديم, ولم يخف أن يعلن أنه هو نفسه المشار إليه في خروج3: 14 "أهيه الذي أهيه" أي "أنا هو الذي أنا هو".
ثم في يوحنا12: 41 يعلن يسوع أنه هو الله المشار إليه في إشعياء6: 5. وقد جعل الناس يستخلصون النتيجة الواضحة من دعواه بغفران الخطايا (مرقس2: 5 وما بعده) وقبل العبادة والسجود كحقه الأصيل (يوحنا9: 38و20: 28 وما بعده).
- شهادة كتّاب العهد الجديد: تأمل في لقبين أطلقا على المسيح: الرب
والكلمة. وإن كانت كلمة "الرب" شائعة الاستعمال كلقب تحية واحترام (بمعنى يا سيد, كما في متى21: 30) إلا أنها كانت أيضاً تستعمل بمعنى ديني خاص في الشرق, عندما كان العابدون يريدون أن يخاطبوا إلههم. وفوق الكل, كان اليهود الذين يألفون النسخة اليونانية للعهد القديم, يأخذون كلمة "الرب" لقباً لله نفسه, فإن الكلمة اليونانية "كيريوس" المترجمة "الرب" كانت المرادف المعروف للاسم الفائق الوصف, يهوه.
أما اللقب الثاني "الكلمة" وقد استعمله يوحنا كثيراً, فيرتبط بالفكر الفلسفي اليوناني, ولا يتسع مجالنا هنا لشرحه. ولكن تتصل به إشارة يهودية هامة. فاليهود كانوا دائماً يترددون في مخاطبة الله مباشرة, ويفضلون من باب الاحترام أن يشيروا له بلقب مرادف بطريقة غير مباشرة, فمثلاً في مرقس14: 61 يشير إليه رئيس الكهنة بلقب "المبارك". وبهذا المعنى كان الربيون اليهود يستخدمون التعبير "كلمة الله" عندما كانوا يشيرون إلى الله نفسه. وهذا البرهان من اللقب وحده يكفي لإيضاح ما اعتقده كتّاب العهد الجديد في يسوع. وبالإضافة إلى ذلك نجد اسمه دائماً متصلاً بالله بصورة تدل دلالة قاطعة على لاهوته (رومية1: 7 و2كورنثوس13: 14 وغلاطية1: 1 ورؤيا5: 13 إلخ) كما نجده أيضاً موضع المحبة والثقة والطاعة التي تليق بالله وحده (فيليبي3: 7 وما بعده) ونقرأ أن "يفه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً" (كولوسي2: 9).
- عدد الزيارات: 1679