الكتاب المقدس والتقليد
إن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية تسلّم بسلطان الكتاب المقدس ووحيه ولكنها تنكر أن الكتاب المقدس هو الدستور الوحيد والكافي. فمثلاً كتب الأسقف ملنر الكاثوليكي الروماني يقول: "إن القانوني الكاثوليكي للإيمان... ليس كلمة الله المكتوبة فقط, بل كل كلمة الله, المكتوبة وغير المكتوبة, أو بمعنى آخر الكتاب المقدس والتقاليد.
أشيرَ مراراً, في العهد الجديد, إلى "التقليد", أو "التعاليم التي تسلمتموها" أولاً ورد التعبير "تقليد الشيوخ" وهو يشير إلى التفاسير والتعليقات المتنوعة للعهد القديم التي جمعت ووضعها الربيون اليهود جنباً إلى جنب مع الأسفار المقدسة. والسيد المسيح, في بشارة مرقس7: 1-13, يرفضها رفضاً باتاً, ويميّز تماماً بين "وصية الله" (في الكتاب المقدس) "وتقليد الناس". ثم إن لفظة "تقليد" والألفاظ التي لها صلة بها مثل "قبلتم" "تسلمتم" "تمسكتم" "تحفظون" هي أيضاً متصلة بالرسالة المسيحية في العهد الجديد ( قارن1كورنثوس11: 2, 23, 15: 1 وما بعده, 2تسالونيكي2: 16, 3: 6وما بعده). والتقليد في هذا المعنى الحسن يتصل اتصالاً وثيقاً بالرسل, وكان المصدر أو المرجع الأخير لتعليمهم هو الرب يسوع نفسه. وما أقوى التشديد الذي به ينبّر بولس على ضمير المتكلم, في 1كورنثوس11: 23 "لأنني تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضاً" ولعلع بذلك يشير إلى قوله "أنا جُعلتُ رسولاً".
يذكِّر يهوذا قرّاءه بسلطان تعليم الرسل (17), ويتكلم عن "الإيمان المسلم مرة للقديسين" مشيراً إلى أن هذا الإيمان وهذه الرسالة وهذه التعاليم قد أعطيت كاملة ونهائية مثل الكفارة نفسها (قارن عبرانيين10: 10 وما بعده).
أما التقليد الكاثوليكي الروماني يرجع أصله إلى الرسل فقضية ما زالت بحاجة إلى إثبات, ولا يمكن إثباتها. والقضية الثابتة هي أن جزءاً كبيراً من هذا التقليد يختلف اختلافاً بيّناً عن تعليم العهد الجديد بحيث نستطيع أن نعتبرها "إنجيلاً آخر". فيجب علينا, كمسيحيين, أن نرفضه. حاشا لنا "أن نبطل كلمة الله" "بتعليم الناس".
- عدد الزيارات: 1694