Skip to main content

علاقة ربنا بالعهد الجديد

ما أغرب أن يقبل أي مسيحي العهد القديم ويرفض العهد الجديد! مع ذلك يجب أن نفهم لماذا للعهد الجديد سلطان علينا؟ السبب في ذلك أننا نقبل العهد الجديد من يد المسيح, كما نقبل العهد القديم.

لقد أقام المسيح أناساً, هم رسله, وأعطاهم سلطاناً خاصاً أن يعلّموا الآخرين باسمه. ويذكرنا ج. ب. ليتفوت بأن "الرسول ليس فقط هو الشخص المرسَل, بل هو نائب الشخص الذي يرسله. فهو مكلف برسالة, وممنوح قوة لإتمامها". لذلك بكل هيبة ووقار قضى يسوع ليلة كاملة في الصلاة, وبعدها اختار الاثنى عشر (لوقا6: 1وما بعده).

ولقد أظهر الرسل أنهم ضعفاء في أنفسهم, معرضون للخطأ. لكن المسيح منحهم مواعيد خاصة عن الروح القدس, روح الحق. وقال لهم صريحاً "الروح القدس... يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يوحنا14: 25, 26). وهو "يشهد لي" "ويرشدكم إلى جميع الحق" "ويخبركم بأمور آتية" (يوحنا15: 26و 16: 12-15). وقد أعطيت هذه المواعيد كلها أولاً لهذه النخبة المختارة في العلية. ويمكن أن ترى إتمامها في الأناجيل "يذكركم بكل ما قلته لكم", وفي الرسائل "يعلمكم...ويرشدكم", وفي الرؤيا "ويخبركم بأمور آتية". ولا شك أن الروح ما يزال يفعل ذلك لكل تلاميذ الرب يسوع, ولكنه يفعله الآن بواسطة كتابات هؤلاء الرجال.

وبولس الذي يصف نفسه أنه "كالسقط" قد تعيّن رسولاً من الرب المقام نفسه (غلاطية1: 1, 2, 10, 1كورنثوس9: 1 وما بعده) ولهذا تنطبق عليه هذه المواعيد كما تنطبق على سائر الرسل.

ولكن ماذا عن الأسفار التي كتبها أناس لم يكونوا من الرسل؟ لقد عاش هؤلاء مع الرسل عن كثب, حتى أن تعاليمهم اشتقت من الرسل أنفسهم, فمثلاً مرقس, كان رفيقاً لبطرس وبولس (وغالباً كتب إنجيله على أساس ما تذكره بطرس عن يسوع), ولوقا كان صديقاً حميماً ملازماً لبولس.

وكان من القوانين التي تطبقها الكنيسة الأولى على قبول أي سفر والاعتراف به ضمن الأسفار المقدسة المقبولة قانونياً, أن يكون كاتبه رسولاً أو أحد الأتباع المقربين الملازمين للرسل. وفي هذا يقول ب. ب. ورفيلد:

"ليكن مفهوماً جيداً أنه لم تكن نسبة كتابة السفر إلى رسول, هي وحدها الحَكم الفاصل في تقدير الكنيسة الأولى إلى قبول ذلك السفر كجزء من "القانون"- أي الأسفار المعترف بصحتها- بل كان أيضاً التكليف الملزم من الرسول " كشريعة".. فإن الرسل لم يحصروا أنفسهم في الأسفار التي كتبوها هم وحدهم.. وبالجملة فقد قبلت الكنائس الأولى, كما نقبل نحن, بين أسفار العهد الجديد, كل الأسفار التي تثبّت لها تاريخياً أنها أعطيت من الرسل كدستور شريعتها".

  • عدد الزيارات: 1319