وفي الختام
أذكر هذه القصة الرائعة "عندما انتشرت ضلالة أريوس، وعقد مجمع نيقية مكوناً من 318 عضواً للبحث في حقيقة تجسد المسيح، قام آريوس، وكان رجلاً لبقاً في حديثه ليقنع المجمع أن المسيح
ليس إلا مجرد مخلوق عادي كسائر الناس، وأن الله لم يتجسد في شخص المسيح، وبالتالي إن عقيدة التثليث لا أساس لها من العقل والتفكير السليم..... وقد كاد المجمع أن يؤخذ بسحر بيانه وبقوة كلماته، لكن أثناسيوس العظيم، الملقب بأثناسيوس الرسولي وهو رجل تفخر البلاد المصرية بأنها أنجبته من بين أولادها- وقف هذا البطل ليدافع عن الحق ويتحدث عن إعلانات الكتاب الكريم وبينما المجمع في حيرة بين أن يحكم للحق أو عليه، دخل راهب مسكين ووقف إلى جوار أثناسيوس وصرخ بصوت عظيم اسمعوا لي يا إخوتي وأصغوا إلى كلامي، وإذ انتبه إليه أفراد المجمع المقدس خلع الرجل رداءه وأدار ظهره للحاضرين فرأوا في ذلك الظهر آثار مخالب لأسد مفترس- ولما تأكد الرجل أن أعضاء المجمع قد رأوا آثار المخالب المخيفة صاح قائلاً "أتنظرون إلى هذه الآثار...."أنا حامل في جسدي سمات الرب يسوع" ولأجله رضيت بالألم، وبنعمته أنقذني من مخالب الأسود" ولما تكلم الاختبار سكت صوت الشيطان، واتفق المجمع على إخراج آريوس الهرطوقي وسجل قانون الإيمان ذلك القانون الواضح المستند على الكتاب في إثبات عقيدة التثليث، وكتبوه بهذا الوضع الصريح:
"نؤمن بإله واحد الآب ضابط الكل خالق السماء والأرض ما يرى ومالا يرى.
نؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور. نور من نور إله حق من إله حق.
مولود غير مخلوق مساو للآب في الجوهر. الذي به كان كل شيء الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطي وتألم وقبر وقام في اليوم الثالث كما في الكتب وصعد إلى السموات وجلس عن يمين الآب وأيضاً يأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات الذي ليس لملكه انقضاء.
ونؤمن بالروح القدس الرب المحي المنبثق من الآب المسجود له مع الآب والابن الناطق في الأنبياء، وبكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية ونعترف بمعمودية واحدة لغفران الخطايا، ونترجى قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي آمين".
هذه هي شهادة الاختبار في قوتها، قد هدمت حصون الشيطان وأتت بهذا القانون الجليل الذي نبني عليه إيماننا القويم.
وهذا هو الحق من جهة عقيدة التثليث ولهذا أعود فأكرر
إني أؤمن بعقيدة التثليث على أساس الإعلانات الكتابية.
وإني أؤمن بعقيدة التثليث على أساس الأدلة المنطقية.
وإني أؤمن بعقيدة التثليث على أساس الحياة الاختبارية.
وفي هذا الكفاية لمن يريد الاقتناع؟
القس لبيب ميخائيل
- عدد الزيارات: 4775