إعلان العهد الجديد
رأينا الإعلان الإلهي عن شخصية الله المثلث الأقانيم في العهد القديم، وقد رأى الله في حكمته أن تكون إعلاناته في هذا الوضع البسيط حتى لا يعود إسرائيل، الذي عاش في وسط مصر، وتأثر بعقيدة
تعدد الآلهة، إلى التفكير في الآلهة الكثيرة، فلما بدأ الإنسان يتقدم في المعرفة، وجاء ملء الزمان، واستعد العقل لقبول إعلان أكثر وضوحاً وجلاء، أعلن الله ثالوثه القديم في صور أوضح وبكلمات لامعة ظاهرة.
1- الإعلان الإلهي يوم عماد المسيح:
هذا إعلان جليل تجلى فيه الثالوث المقدس بأجلى بيان فالكتاب يقول "فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء وإذا السموات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه وصوت من السموات قائلاً هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" (متى 3: 16 و17) وهنا نحن نرى الآب متكلماً عن ابنه من السماء، والابن خارجاً من الأردن بعد معموديته، والروح القدس مستقراً على رأس الابن المبارك، فليس ببدع إذاً أن نقول إن الله مثلث الأقانيم.
2- الإعلان الإلهي في أمر المسيح الكريم:
لقد تكلم المسيح بهذا الإعلان للتلاميذ الأولين بعد أن عرفوه وأدركوا من هو فقال لهم في أمر ملكي عزيز "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، (متى 28: 19) وليلاحظ القارئ الفاضل، أن رب المجد لم يقل لرسله الأكرمين "وعمدوهم بأسماء الآب والابن والروح القدس" بل "باسم" فالله واحد وليس آخر سواه لكنه مثلث في أقانيمة الأزلية.
3- الإعلان الإلهي في البركة الرسولية:
نأتي الآن إلى ختام هذه الإعلانات في تلك البركة الرسولية التي تحوي كل رسالة الله.... فلقد اعتاد رسول الأمم أن يختم كتاباته العميقة بهذه الكلمات التي اختتم بها رسالته الثانية إلى كورنثوس إذ قال "نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس مع جميعكم آمين" (2 كو 13: 14) وهنا يتحدث عن الثالوث الواحد العظيم في لغة واضحة ليس فيها مجاز ولا كناية ولا تشبيه.
فأنا أؤمن إذاً بعقيدة التثليث على أساس الإعلانات الكتابية.
الكلمة الثانية: أنا أؤمن بعقيدة التثليث على أساس الأدلة المنطقية.
أسمع همساً آتياً إليّ يقول، لكن هذه الإعلانات الكتابية لا تتفق مع المنطق السليم. لكنني أقول لذلك الهامس البعيد، كلا يا صديقي فأنا أؤمن بعقيدة التثليث لأنها تتفق مع أسس المنطق الصحيح. وسأضع أمام قارئي العزيز بضعة أدلة تنسجم كل الانسجام مع التفكير السليم.
- عدد الزيارات: 2856