ما هو الاختطاف؟
ما هو الاختطاف؟ وماذا يعني، ومتى يحدث؟ ومَن اخترع هذا التعبير؟ وهل هو فكرة انجيلية؟ ومَن هم المشتركون في الاختطاف؟ وكيف نعرف الحقيقة بخصوص هذا الموضوع؟
وهل هو موضوع ذو اهمية؟
ان الانجيل هو المصدر والمرجع الوحيد لكل العقائد المسيحية ومبادئها، ولا يحق لاية جماعة او كنيسة او انسان ان يضيف الى الكتاب المقدس اية فكرة من جيبه. والانجيل يتحدث في الكثير من المراجع عن وعد الرب يسوع المسيح الذي مات وقام وصعد الى السماء قبل حوالي الفي عام، وعده بالرجوع ثانية الى عالمنا مرتين اخريتين، مرة بشكل خفي وغير مرئي ومرة بشكل ظاهر ومرئي وعلني....ونقرأ ان الرب وعد بالرجوع واخذ كل المؤمنين الحقيقين به، اي الذي قبلوه ربا ومخلصا لحياتهم... ويسمّى بالاختطاف، لان اخذه لخاصته او لكنيسته سيكون مفاجئا وخفيا وغير ظاهر للناس... والانجيل واضح اذ صرّح ان يسوع سيأخذ اليه كنيسته الحقيقية، وليس كل المسيحيين.. ويضيف الانجيل ايضا القول انه يوجد فقط كنيسة واحدة للمسيح.. اما الكنيسة المحلية ففيها مؤمنين حقيقيين ومزيفين اي غير حقيقيين ..
والعلامات في الانجيل لرجوع الرب اضحت ملموسة وواضحة، فنحن نعاصر النهاية مع انه لا يمكن لاحد ان يعرف متى يرجع الرب بالتدقيق، الا ان رجوع الرب صار على الابواب وعلامات النهاية صارت ملموسة... والانجيل يؤكد ان رجوع الرب سيكون مفاجئا وبغتة، وفي لحظة يقيم الرب كل الاموات المؤمنين ويجمعهم مع الاحياء المؤمنين ويأخذهم معا الى السماء ليكونوا معه الى ابد الابدين....
نفهم مما تقدم ان تعبير الاختطاف هو تعبير انجيلي محض، وليس من تأليف جماعة مسيحية معينة.. وايضا ان الاختطاف هو عمل الرب يسوع، الذي سينزل قريبا الى السحب ولا يراه احد، ويجذب كنيسته الحقيقية اي كل المؤمنين الحقيقيين من كل الجماعات والديانات، كل الذين اكتشفوا واقتنعوا واعترفوا انهم خطاة هالكين فلجأوا الى الرب يسوع المسيح كالمخلّص الوحيد. والرب يعلم الذين هم له.. وكثيرون من الذين في الكنائس لن يكونوا من المخلّصين، بل سيهلكون حتى ولو عرفوا وعلّموا الكلمة...والرب يسوع لن يأخذ كنيسة معينة، ويترك الباقين، بل يجذب كنيسته الحقيقية المكونة من المؤمنين الحقيقيين، اولاد الله الحقيقيين الذين اساس حياتهم هو فقط الانجيل... وبعد ان يأتي المسيح ويأخذ كنيسته يصعد الروح القدس ويبقى العالم من دون كنيسة ولا انجيل ولا روح قدس، بل يسود العالم الفوضى، ويبدأ ارتداد العالم المسيحي الى الوثنية، وتبدأ ضيقة عظيمة على العالم لم يكن مثلها ولن يكون (متى 24)، وهذه الضيقة مدتها سبع سنين، يحكم فيها المسيح الكذاب اي الاثيم والمقاوم لله (2 تس 2). وفي نهاية السبع سنوات، يرجع الرب يسوع مع كنيسته ويظهر علنيا ويقف على جبل اورشليم ويجتمع اليه كل الشعوب ويدين الامم ..
والاختطاف سيكون لقاء المؤمنين مع المسيح في السحب مع الملائكة، وسيدخل المؤمنون السماء بهتاف عظيم وترانيم السماء وابواق الملائكة، ويجتمع يسوع مع عروسه.. لان العلاقة بين المسيح وكنيسته هي علاقة محبة وفرح وارتباط ابدي رائع، والزواج اليوم ما هو الا رمز لجمع المسيح والكنيسة....
وعند رجوع المسيح المفاجئ، سيُغلَق باب الخلاص على الجميع الى الابد، ولن يكون بعد اي رجاء للبشر.. والمؤمنون يكتشفون الحقيقة وتظهر كل الخفايا والسرائر ويدخلون الى مجد الرب يسوع، يتمتعون به ويسجدون له الى ابد الابدين ويرتاحون من الاتعاب ومن الخطية الى ابد الابدين...
قريبا جدا سيعلن الرب عن فجر ابدي ، حين في لحظة في طرفة عين، عند البوق الاخير، والرب نفسه ينزل ويضم اليه احباءه من المشارق والمغارب... يبدأ نهار لا ينتهي، طوبى لمن له نصيب فيه، ويسكن الله مع الناس.. ولا يكون دموع ولا حزن ولا صراخ... يبدو ان العالم، حتى المسيحي، يتجاهل هذه الحقيقة، حقيقة قرب الابدية، فيعمل الكل فقط لهذا العالم، وهو غير مستعد ان يعمل شيئا لابديته، والسخرية انه يظن نفسه حكيما... فيصحو فجأة في الابدية المظلمة..
ترى، عند مجيء الرب يسوع قريبا، حين يخطف احباءه ويأخذهم اليه، كنيسته الحقيقية وعروسه الابدية،
ترى مَن هم هؤلاء.؟ هل هم نحن ام هم ام كلانا؟؟.. ان الرب يعلم الذين هم له (2 تيمو 2)، وشكرا لله انه لم يوكل انسان على هذا الامر!، لكان خلط الحابل بالنابل.....
لكن للتشبيه نقول، لان الطبيعة نفسها تعلّمكم (1 كو 11)، ان المغناطيس مثلا حين يقترب، يجذب تلقائيا فقط الذين من نوعه، يجذب الحديد، ولا يجذب كل ما ليس من نوعه، فمهما حاولنا، لن يجذب ولا يقدر ان يجذب الخشب مثلا او الالومنيوم او النحاس او الزجاج، مهما كان يشبه الحديد!...
والرب يسوع عند مجيئه، سيجذب اليه تلقائيا، كل مَن له طبيعة الهية، وقد ولد من الله وهو خليقة جديدة كما يقول الانجيل (يو 3/ 2 كو 5).. يجذب الذين من نوعه والذين لهم علاقة حية معه وفي شركة معه ومع مَن له، ولن يجذب كل الذين ليس مثله، مهما كان الشبه قريبا... فالمغناطيس لن يجذب موادا اخرى مشابهة للحديد!..
المغناطيس سيجذب قطع الحديد الذين من نوعه، مهما كانت القطعة صغيرة، ومهما كانت ملوثة او قذرة او ضعيفة...ولن يجذب المواد الاخرى مهما كانت كبيرة ومهما افتخر بها الناس، ومهما كانت تبدو "نقية او صالحة او جميلة".. يكفي انها ليست من المواد القابلة للاجتذاب..."لكن الانسان الطبيعي لا يقبل ما هو لروح الله" (رو 8)..
هكذا ايضا عند مجيء الرب، سيجذب يسوع المؤمنين الحقيقين الذين ولدوا من الله، مهما كانوا مرفوضين او صغار في اعين الناس او محتقرين، ومهما كانت ضعفاتهم وسقطاتهم.... وسيترك الرب كل الذين رفضوا التوبة ورفضوا الحصول على الطبيعة الالهية والولادة الثانية، وسيرفضهم الرب مهما كانوا يشبهون المسيحيين ومهما بدو من صلاح واعمال صالحة وبر شكلي...
بعد الاصغاء الى هذه الكلمات، اذا كنت من الحديد، تسخن وتزداد ايمانا وتمسكا بالايمان.. اما اذا كنت من الخشب، فتتفتت وتفنى وتبتعد عن المسيح اكثر... هل يستطيع ان يتحول الخشب او الزجاج الى حديد يجذبه المغناطيس؟؟.. الرب يسوع قادر ان يجري فيك هذا التحول ويضع فيك طبيعته الالهية ليجذبك اليه عند مجيئه القريب...
الله, المسيح, الخلاص, الاختطاف, الخطية
- عدد الزيارات: 22663