لنعمل عمل الله ... ونرفض عمل الشيطان
عبر العصور والأجيال، عمِل الله بروحه بقوة في الخليقة والفداء لأجل الانسان ومن خلاله، وعمل عدو الخير أيضاً. كان لله دائما شهود وخدام وأنبياء، وكان للشيطان خدام وأنبياء أيضاً. تكلّم خدام الله بكلمة الله الحيّ واستخدم خدام الظلمة أيضاً كلمة الله، ففي مت 4 ولوقا 4 اقتبس الشيطان أعداداً من الكتاب المقدس، واستخدم الذين صلبوا المسيح، مقاطع من كلمة الله لدعم حقدهم،
كما استخدم أعداء الرسول بولس مقاطع من الناموس وظهروا بلباس الحملان والقديسين ونجحوا في خداع الكنائس الذين علّمهم بولس الانجيل.
وما زال الرب حتى يومنا هذا يعمل بقوة الروح القدس مستخدماً خداماً امناء حاملين كلمة الله كسيف، وما زال ايضاً خدّام الشيطان يعملون بقوة في كل مكان وكثيراً ما ينجحون مؤقّتاً في هدم عمل الرب. ونفهم من الكتاب المقدس، السراج لاقدامنا، ان خدّام ابليس يعملون في داخل الكنائس ايضا ويعملون بخفية وخداع شديدين. كان يهوذا في داخل دائرة خدّام المسيح وعمل المعجزات وظهر كقديس لكن الشيطان امتلكه. وحذّر بولس الكنائس (اعمال 20) من اناس في داخل الكنيسة "ومنكم انتم" يظهرون كقديسين مع انّهم ذئاب خاطفة، وهم يعرفون الكتب جيّداً!!.
والسؤال الهام؛ كيف نعرف خدام الله من خدام ابليس، وكيف نميّز رجال الله من الذئاب الخاطفة:
1- من ثمارهم تعرفونهم: خدام ابليس، مع انهم يستخدمون كلمة الله، لكنهم لا يأتون بالنفوس للمسيح، فلا نسمع انهم كانوا سبب في خلاص احد ولم يسبّبوا انتصارات روحية في كنيسة الله. أما خدّام المسيح فهم دائماً سبب خلاص وحياة لمَن حولهم ولأهل بيتهم اوّلاً.
2- خدّام ابليس، مع انهم يستخدمون الكتاب، لكنهم يسبّبون بلبلة وازعاج، يقلبون بيوتاً ويهدمون ما بناه خدام الله الأمناء. اما خدام الله فيسبّبون السلام والمصالحة ويهدّئون العواصف والمصائب.
3- خدام الله يستخدمون الكلمة لخدمة الاخرين. فهم يفكرون في الاخرين وفي مصلحة المؤمنين وبناء كنيسة الله، اما خدام الشيطان فهَمّهم تحطيم ومهاجمة رجال الله لانهم افضل منهم، فكل حديثهم هو ضد رجال الله مستخدمين مقاطع من كلمة الله. أمضى الملك شاول حياته مهاجماً داود، فليس مهمّاً لديه اطاعة صوت الرب ولا يهمّه النفوس بل همّه القضاء على رجال الله وبهذا يتمّم مشيئة الشيطان.
4- خدّام الشيطان يجذبون التلاميذ الى انفسهم (اع 20) ويستميلون شعب الله ليتسلّطوا عليه كما فعل ابشالوم، ويحاولون جاهدين استبدال رجال الله في قيادة شعب الرب كما فعل قورح وجماعته مدّعين ان هدفهم مقدّس مع انهم يفشلون في قيادة انفسهم واهل بيتهم، اما رجال الله فيجذبون الجميع الى الرب.
5- خدام الشيطان يعملون في الخفاء (متى 13) فنشاطهم في الظلمة لانهم يخشون النور، فيصمتون أمام الجماعة ويَظهرون في مظهر التقوى، لكنهم ينكرون قوّتها في حياتهم وتصرّفاتهم. اما رجال الله فظاهرون أمام الجميع، فكلامهم وعملهم هما امام الجميع.
6- خدّام الشيطان يستخدمون الاشاعات والاقاويل، الاكاذيب والتحاليل ضد رجال الله، يتكلمون بامور ملتوية، لا يقدرون ان يثبتوا أيّ منها وكثيرا ما ينجحون، فيصدّقونهم غير السلماء أي كل الذين نواياهم غير سليمة الذين يطلبون مجد انفسهم، الذين يزحفون لأجل كلمة مديح. اما خدام المسيح فيتحدّثون بكل مسؤولية كمَن هم امام الرب، مستعدون ان يعطوا حسابا عن انفسهم وعن كل ما ينطقون به ويسلّمون كل امورهم لاله امين يفتقدهم في حينه.
7- خدّام الشيطان يتميّزون بالكبرياء وعدم مخافة الله والغيرة والحسد، ويفرحون لانهم ينجحون في البداية. لا يفرحون بخلاص النفوس بل بنجاحهم في هدم النفوس، لا يشفقون على رعية الله، لكنهم يغفلون ان الله سيبغتهم بدمار شامل وسقوط عظيم كما حدث مع هامان الشرير وشاول الغبي واعداء بولس عام 70 م.
8- خدّام الشيطان يفشلون في حياتهم العائلية فبيتهم نزاع وخصام، وعملهم يتميز بالفشل والحطام فيعملون ويتعبون لجيب منقوب لا يتمتعون بمدخولهم بل يغوصون في الديون والقروض والنصب، وصِيتهم مشحون بالفضائح. مع انهم يعلمون نهايتهم المؤسفة، لكنهم لا يقدرون ان يتوبوا ليتمتّعوا بالبركة مع انهم يطلبونها بدموع.
9- ننخدع كثيرا بخدّام الشيطان لأنهم ربما يكونوا من أعضاء الكنيسة ويعرفون الكتب مع ان ليس لديهم وقت لقراءة الكلمة والصلاة، ويظهرون بلباس التواضع الزائف ويستخدمون لسان اللطافة والمسايرة، وان احوج، يدفعون المال ويقدّمون الطعام ويعملون ايّ شيء لجذب الرعية. لو كانوا رعاة أمناء، لماذا لا يكونون بانسجام مع خدّام الله الذين خدموا قبلهم، ولماذا لا يُكمِلون عمل الله الذي بدأوا به مَن قبلهم، ولماذا هدفهم أوّلاً القضاء على ما بناه مَن قبلهم!، لماذا يبحثون عن نجاح على أنقاض مَن قبلهم ولماذا يفتّشون عن البركة على جثث مَن قبلهم!
10- قال يسوع لا تحكموا حسب الظاهر أي حسب ما يبدو، بل احكموا حسب النتائج. ليس المهم ما يظهر عليه خدام ابليس بل ما هي نتائج نشاطهم الخفي، أليس بلبلة وانقسام، أليس يأس وخصام، أليس غضب وصِدام، أليس ابعاد النفوس عن خدّام الله الذين كلّموكم بكلمة الخلاص، ماذا يبقى من بركة للغنم بدون الرعاة الذين أقامهم الرب؟!.
أخي الحبيب وصديقي اللبيب، لينقذك الرب الراعي الصالح من أسنان الذئاب حتى ولو ظننتهم من الاصحاب وعلى جسمهم صوف الغنم. ارجع الى الرب وخدامه الذين أقامهم الرب الذين قدّموا الغالي والنفيس لأجل عمل الرب ولأجل خلاص نفسك. لماذا لا تفرح بخلاص الرب وتكرّس كل ما لديك لأجل مجد الرب وخلاص نفوس أخرين، لماذا تدع خدّام ابليس يجعلونك تضيع العمر في الانتقاد والمرارة وهدم عمل الله!، ان الرب يريد لك ولحياتك البركة والفرح والسلام.ٍ ان الكنيسة كانت دائما منارة مشتعلة للرب، هاجمها ابليس من الخارج ففشل، وانتصر الرب مرارا كثيرة وكم من عائلات دخلها يسوع فملأها بالخلاص والسلام والفرح. اما الان فالشيطان يحاول من الداخل ويبدو انه نجح في خداع البعض. لنغار للرب ونتذكر تضحية الرب الغالية على الصليب ونرفض مشورات وافكار ابليس حتى ولو أتت من أحد اعضاء الكنيسة المحلية. لنهزم ابليس وننتصر مع الرب لأن الرب هيّأ بركات لا تحصى لأجلنا جميعاً. (رجاءاً تأمّل في كلمة الله في:اعمال20/ عدد16/ غلاطية/ 2كورنثوس10-13/ 2 تيموثاوس/ صموئيل الاول والثاني).
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
- عدد الزيارات: 8415