Skip to main content

رأي الكتاب المقدس في تعميد الأطفال وعلاقته بإيمان والديهم

إن الإيمان المسيحي لا يمكن أن يكون بالوراثة "لأن المولود من الجسد جسد هو".

ثم الإيمان المسيحي هو إيمان فردي "لكل من". لأنه مكتوب "توبوا وليعتمد كل واحد منكم" (أعمال 2: 38)، "الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد" (يوحنا 3: 18)، "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية". (يوحنا 3: 16)، "الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة". (يوحنا 5: 24)، "الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله" (يوحنا 3: 36)، "لأن كل من يدعو باسم الرب يخلص". (رومية 10: 13)، "لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك إن الله أقامه من الموات خلصت". (رومية 10: 9)، "من له الابن فله الحياة ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة". (1 يوحنا 5: 12)، "وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية". (يوحنا 3: 14 _ 15).

في سفر العدد نقرأ عن الحيات المحرقة التي كانت تلدغ الشعب لتذمرهم على الرب وعلى موسى. "فأرسل الرب على الشعب الحيات المحرقة فلدغت الشعب فمات قوم كثيرون من اسرائيل فأتى الشعب إلى موسى وقالوا قد أخطأنا إذ تكلمنا على الرب وعليك فصل إلى الرب ليرفع عنا الحيات. فصلى موسى لأجل الشعب فقال الرب لموسى اصنع لك حية محرقة وضعها على راية فكل من لدغ ونظر إليها يحيا. فصنع موسى حية من نحاس ووضعها على الراية فكان متى لدغت حية أنساناً ونظر إلى حية النحاس يحيا" (عدد 21: 6 _ 9). فلو فرضنا جدلاً أن ابناً قال لأبيه: يا أبي اذهب عني وانظر إلى حية النحاس لأني متألم جداً من لدغة حية محرقة. ولنفرض أن الآب ذهب بدل ابنه ونظر إلى حية النحاس، ولكن حال رجوعه إلى البيت فإنه لا بد أن يجد ابنه جثة هامدة والسبب في ذلك هو ما قاله الله بوضوح "متى لدغت حية إنساناً ونظر إلى حية النحاس يحيا"، فالشخص الذي لدغ كان لا بد أن ينظر بنفسه إلى الحية النحاسية ليحيا. وهذا عين ما قاله الرب يسوع لنيقوديموس عندما سأله كيف يولد الإنسان ثانية. أجابه الرب يسوع قائلاً: "وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان (على الصليب) لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية". فالذي لدغته الحية كان يحسب في عداد الهالكين ولكن نظرة واحدة منه إلى الحية النحاسية كانت كافية أن تعطيه الحياة الجديدة وكأنه ولد من جديد. هكذا الإنسان الخاطئ المائت بالذنوب والخطايا عندما ينظر إلى المسيح، الذي مات بديلاً عنه ليعطيه الحياة، بالإيمان يولد ثانية بواسطة كلمة الله وروحه. "واما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله". (يوحنا 1: 12 _ 13):

1_ "ليس من دم":

أي أن هذه الولادة ليست بالوراثة. لقد كان اليهود يفتخرون بنسبهم أنهم أولاد ابراهيم لكن الكتاب المقدس يبين لنا بأن الولادة الأولى هي ولادة جسدية ورثنا بها الخطية من آدم "الذين نحن أيضاً جميعاً تصرفنا قبلاً بينهم في شهوات جسدنا عاملين مشيئات الجسد والأفكار وكنا بالطبيعة أبناء الغضب كالباقين أيضاً" (أفسس 2: 3) وهذا ما وضحه الرب لنيقوديمس بأن ".... المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح". (يوحنا 3: 6).

2_ "ولا من مشيئة جسد":

"لأن الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد، وهذان يقاوم أحدهما الاخر حتى تفعلون ما لا تريدون". (غلاطية 5: 17) ثم يقول بولس الرسول "فإني أعلم أنه ليس ساكن فيّ أي في جسدي شيء صالح، لأن الإرادة حاضرة عندي واما أن أفعل الحسنى فلست أجد. لأني لست أفعل الصالح الذي أريده بل الشر الذي لست أريده فإياه أفعل. فإن كنت ما لست أريده إياه أفعل فلست بعد أفعله أنا بل الخطية الساكنة في". (رومية 7: 18 _ 20).

3_ "ولا من مشيئة رجل":

إن الآب يستطيع أن يربي أولاده بتاديب الرب وإنذاره. ولكنه لا يستطيع أن يصيرهم أولاداً لله. والاب يسدي بالنصيحة السليمة لابنه ولكن الابن قد يرفض النصيحة والعمل بها ويختار لنفسه طريقاً آخر. وهكذا الأمر في صلة الله بنا. فالله على استعداد أن يهبنا البنوة بالإيمان بالمسيح على أساس أن نقبل نحن بمحض إرادتنا الخلاص الذي قدمه لنا. "وأما كل الذين قبلوه (رباً ومخلصاً وفادياً لحياتهم) فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه" (يوحنا 1: 12).

يحكى عن فتاة أنها قبلت المسيح مخلصاً لها إكراماً لرغبة والدتها التي كانت تلح عليها كثيراً أن تقبله. ثم بعد مرور ثلاث سنوات سمعت الفتاة عظة مؤثرة وأحست بتبكيت الروح القدس فما كان منها إلا أن تقدمت وسلمت حياتها جهاراً للرب يسوع وقبلته مخلصاً لها. فتعجبت الأم من تصرف ابنتها وقالت لها: لقد سلمت حياتك للرب يسوع قبل ثلاث سنوات فما هذا الذي تفعلينه الآن؟ فأجابت الابنة قائلة: يا أمي! لقد قبلت المسيح منذ ثلاث سنوات حسب رغبتك ومن أجلك وأما الآن فأنا أقبله حسب رغبتي ومن أجله.

4_ "بل من الله":

لأن الله وحده هو الذي يستطيع أن يعطي الحياة الجديدة كما أوضح ذلك لنا بولس الرسول بقوله: "إذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة، الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديداً. ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح وأعطانا خدمة المصالحة" (2 كورنثوس 5: 17 _ 18) فلا يقدر أحد أن يحصل على هذه البنوة إلا عن طريق قبول المسيح. فهي لا تأتي بدافع الرغبة البشرية أو الإرادة الإنسانية لأن مصدرها الله وحده لا سواه. فإن أراد إنسان أن ينتسب إلى الله ويصير ابناً له فلن ينفعه في ذلك الحسب والنسب ولا مجهوداته الشخصية وغنما الوسيلة الوحيدة إلى ذلك هي قبول المسيح مخلصاً لحياته، إذ يصالحه مع الآب بدمه، وأن يجعله رباً على حياته فيصير بنعمته ابناً لله.

  • عدد الزيارات: 3034