الحقُّ حرَّرني
شهادة شخصيَّة من الكاهن المولود ثانيةً
"تُون فانْهُوِنيسي"
وُلِدتُ في "زَفيفيغِم" في الثالث عشر من تشرين الثاني (أكتوبر) 1940، مع أوائل سِني الحرب. وكان أبواي تقيَّين جدّاً وكاثوليكيَّين حتّى العظم. وقد كان والدي حازماً وصارماً، وفي الوقت عينه أنيسَ المعشر للغاية. ففضلاً عن المتاعب العائليَّة، إذ كُنَّا عشرة أولاد، وعن هموم مصنع النسيج، وفَّر أبي وقتاً لأنواعٍ شتَّى من "الأعمال الأبرشيَّة". ومن الأمور التي أخذتُها عنه ميلُهُ إلى الاستقامة. كذلك كان في قلبه دائماً أن يُسهِم في إرسال معونات للتنمية.
أمّا أُمِّي المباركة فقد كانتِ امرأةً صالحة، وهيَ ماتت منذ بضع سنين. وقد كانت لطيفة وهادئة جدّاً. أفليست هذه هي الزينة الأجمل التي تستطيع المرأة أن تتحلّى بها؟ عن مِثل هذه الزينة يقول الرسول بطرس إنَّها قُدَّام الله كثيرة الثمن (1بطرس 3:1و4). كذلك أيضاً كانتِ امرأةً مندفعةً ومَعنيَّة بشؤون بيتها خير عناية. وقدِ اتَّصفت بحُسن التدبير فيما "تُراقِب طرق أهل بيتها" (أمثال 27:31). ومع أنَّها كانت ذات إعاقة يسيرة، فقدِ احتملت كثيراً من الألم بصبرٍ وسكون. فلكونها امرأةً لم تتشكَّ قطُّ، وقد قبلَت كلَّ ما كان صعباً في حياتها، فإنَّها قدَّرت الآخرين أكثر، ونحنُ انتفعنا من ذلك.
لم تُعنَ أُمِّي كثيراً بالممارسات الظاهريَّة المألوفة لدى مَن يُعَدُّ مؤمناً، إلاَّ أنها أضمرت علاقةً سليمةً بالله. وقد كان الكتاب المقدَّس دائماً كتاباً محظوراً على والدَيَّ. لكنَّ الله هو المهيمن، وهو يخترقُ كثيراً من أسوار المقاومة التي أنشأتها روما حول أفكار الناس وقلوبهم. لذلك أعتقد أنَّ أُمَّي كانت تملك معرفةً ما لمخافة الربّ. مِن ثَمَّ تربَّيتُ على توقيرٍ لله كثيرٍ، هو نوعٌ من الاحترام المتميِّز إلى أبعد الحدود بالارتعاب من غضبه تعالى على الخطيَّة.
وإنِّي لأَذكر جيداً ذهابي إلى كرسِّي الاعتراف، لأنَّني أخفقت مراراً كثيرة وأخطأتُ إلى الله وأرَّقني تبكيتُ الضمير. لم يكن يُبارحُني التبكيت ويأتيني السلام إلاَّ بعد أن اسمع تحليلة الكاهن لي من وراء الستار. ولطالما كان الاعتراف يريحُني ويُحرِّرني مرَّةً بعد مرَّة. لم نكن نعرف شيئاً عن إنجيل النعمة، عن تلك البشارة الطيِّبة التي تُعلِمُنا أنَّنا ننال غفران الخطايا والحياةَ الأبدية من طريق الإيمان بعمل المصالحة الذي أنجزه المسيح. أليس هذا مؤسفاً؟ تلك هي سطوة التقليد في نظام روما الكاثوليكيّ!
ففي مسألة الاعترافات هذه مثلاً، تأمَّل هذا: مع أنَّ الكتاب المقدَّس يقول بالحرف الواحد "له يشهد جميع الأنبياء أنَّ كلَّ مَن يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا" (أعمال الرسل 43:10)، فإنَّ روما تنطق بالحرم على جميع الذين يشهدون للكتاب المقدَّس.
إنَّ مجمع "ترانت" يُعلِّم بهذا، والتقليد عادةً يُنحِّي كلمة الله جانباً، وعلينا الحذر. فالكلمة تنبِّهنا إلى الحقّ، ولكنَّ الناسَ أسرعُ إلى قبول ما تعلِّمه الكنيسة بدلاً مِمَّا يقوله الكتاب المقدَّس... هذه هي مشكلة التقليد.
باشرتُ دراستي الثانويَّة في كليَّة هارت في "فاريغيم". وهناك نجحتُ في مقرِّرٍ يونانيٍّ لاتينيٍّ في الإنسانيّات. وكان ذلك زمَن النظام الصارم، إذ كان علينا أولاً أن نُطيع ثُمَّ نتعلَّم أيضاً. فلم تكن تلك الفترة سهلةً عليَّ بالطبع ولا سيَّما لأنَّني كنتُ تلميذاً داخليّاً مُقيماً. وكان يُسمَح لنا بالذهاب إلى بيوتنا أُسبوعين أو ثلاثةً فقط. وقد حَدَتْني رغبةٌ شديدة في مساعدة الفقراء. ففي وقت دراستي قرأتُ قصصاً كثيرة عن "مُرسلين" عِظام، وشعرتُ بأنَّ عليَّ أن احذو حذوهم. مِن ثَمَّ دخلتُ رهبنة الآباء المنتذرين لمريم في سبيل الخدمة الإرساليَّة، وذلك في كوربيكلو" على مقربة من "لِيوفِن". وقد كان ذلك في العام 59 أو 60، لا أذكر بالتحديد.
كان دير المُترَهِبنين قائماً في كوربيكلو، وكان واجبنا أن نقضي سنةً تجريبيَّة، حيث يجري امتحاننا وإعدادنا لحياة الدير. وما كان أصعب تلك المدَّة عليَّ! فقد كان يُقام لنا كلَّ يومٍ اجتماعُ صلاةٍ روحيٌّ، يبدأ باكراً في الصباح بالصلوات المقرَّرة والتأمُّل والقُدّاس والتعبُّد لمريم. وفي بحر النهار نُقيم "قراءاتنا الروحيَّة" ونُصلِّي السُّبحة ونتلو أجزاءً من الكتاب المقدَّس. وفي فترة بعد الظهر كُنَّا نقوم في العادة بأعمال يدويَّة في صمت. ولا يفوتُّني أن أذكر أنَّه في فترة بعد الظهر من بعض أيام الجمعة، كُنَّا نُمارس "الجَلْد" وقتاً قصيراً، حيث يحمل كلُّ مُتَرَهبنٍ سوطه وينهال به على ظهره. لكأنَّما كان في وسعنا أن نسلخ عنّا نجاسات الأُسبوع المنصرم بجَلْد أنفسنا.
أجل، هكذا تدرَّبنا على حياة الدير مدَّةَ سنة. وعندما أُلقي نظرة إلى الوراء، أتساءل كيف كان ممكناً ألاَّ نُدرك أنَّ تلك الرياضات الروحيَّة كما تُسمّى، وأنَّ تلك المجهودات التي بذلناها للتمكُّن من خدمة الله، كانت كلُّها باطلةً وبلا قيمةٍ البتَّة. هذه الحقيقة علَّم بها بولس في الرسالة إلى مؤمني كولوسِّي، مؤكِّداً أنَّ تلك الممارسات إنَّما تُرضي الميول البشريَّة فقط! فهذه الأساليب المدعوَّة "مقدَّسة" تُقوِّض أساسَ كونِ المسيح هو الوسيطَ الوحيد: "الذين في الجسد لا يستطيعون أن يُرضوا الله" (رومية 8:8). وما أعظمها نعمةً أن يتمكَّن المرء من الاستراحة على عمل الخلاص الذي أكمله المسيح! فأُريد أن أقول لكلِّ كاهنٍ ولكلِّ رهينِ دَير: "توبوا وآمنوا بالإنجيل!"
ولَكَم يُحزِنني ألاَّ يعرف الكاثوليكيُّونَ عادةًِ الفرقَ بين الحقّ والأكاذيب في ما يتعلَّق بالروحيّات! فقدِ اكتسبت الأكاذيب موطئ قدمٍ راسخاً في عقول الناس وقلوبهم. عن هذا تعبِّر تعاليم روما العديدة. والكِذبة لا تُسلِس القيادة بسهولة. ذلك ما اختبرتُه شخصيّاً خيرَ اختبار، وهو شيءٌ يختبره كلُّ من يُشارِكُنا في التبشير من بابٍ إلى باب (الأمر الذي نقوم به حاليّاً مع جماعةٍ من المسيحيِّين المولودين ثانيةً في "مَنسْتَربلْزين"). فإنَّ لدى الناس ميلاً متأصِّلاً إلى الانحراف عن الحقّ؛ وحقُّ الكلمة يستهدف البشر الخُطاة ويُبيِّن لهم أنَّهم بائسون وهالكون. وكلُّ إنسان يُفضِّل أن يُصغي إلى إيحاءات قلبه الذي يصفه الكتاب المقدَّس بأنَّه "أخدع من كلِّ شيء، وهو نجيس" (إرميا 9:17)، والذي يُوقِع بالإنسان في سهولة.
بعد الفترة الاستهلاليَّة، نُقِلنا إلى "مركز الطَّلَبة" (المركز السكولاسْتيّ) في "غيجزيغِم"، وهي قريةٌ تقع بين "آلْسْت" و "دِندَرموند". وفي أعقاب سنتين من دراسة الفلسفة وأربعٍ من دراسة اللاهوت، رُسمتُ كاهِناً في العشرين من شباط (فبراير) 1966. وقد كان حَدَثاً مشهوداً، كما يمكنك أن تتصوّر. فعلى مدى سنين أعقبَتْه، ظلَّ ذكرى عزيزة، إذ كان الحَدَث الذي توَّج دراستي وتحصيلي. أهو أمرٌ يسيرٌ أن يكون المرءُ كاهناً في كنيسة روما؟ ما مِن دعوة اسمى، ما دام الكهنةُ يُختارون لكي يُعيدوا من جديدٍ قرابين المسيح في الزمن الحاضر. فقد صِرنا حَمَلةً ونَقَلةً لنعمة الله. ذلك كان اقتناعي! وكان لنا مظهرٌ مرموقٌ باعتبار الكاهن "صانع بركات". إلاَّ أنَّني آنذاك انحرفتُ عن كلمة الله. فإنَّه لأمرٌ مُهينٌ لِلّه أن تتصوَّر أنَّ المسيح، الذبيحةَ الكاملة والكليَّة الكفاية، يُحصر في "قربان القُدّاس". وهكذا تُضيَّع قيمة تلك الذبيحة الحاسمة ويغرب عن البال ما فيها من قوَّة أبدية للخلاص. وبإعتقادي أنَّ الرسالة إلى العبرانيِّين تقول الكلمة الفصل في هذا الشأن.
بعد إعدادي الكهنوتيّ، قدَّمتُ سنةً تحضيريَّة للمعهد الاكليريكيّ الوسيط في "فاريغيم"، وهو مدرسة متوسِّطة تُعطى الأولويَّةُ فيها لحياة الدَّير. ولم أجد ذلك أفضلَ مكانٍ لي، فطُلِبَ إليَّ الذهاب إلى "أنتْفيرب" للخدمة الأبرشيَّة مع لفيفٍ من الكهنة. وكانت مهمَّتي على الخصوص خدمة الشباب راعويّاً.
وفي نهاية سنةٍ واحدة كان عليَّ أن أُغادر "أنتْفيرب" لأنَّ رهبانيَّتي دعتني إلى خدمةٍ مُشابهة، في "هاوثاليم" شرقاً، لإنشاء أبرشيَّة جديدة هذه المرَّة. هناكَ اشتركتُ مع ثلاثة كهنة آخرين في العمل معاً،وأنا أُسائل نفسي عن مركزهم ومثاليَّتهم. إنَّما كان ذلك مجرَّد بناءٍ بشريٍّ مُقامٍ على الرَّمْل، لا على الصَّخر، وبقوَّةِ البشر على الأكثر. فلم تكُن كلمة الله هي أساس حياتنا، ونتج من ذلك أن البناء كان مزعزَعاً، فسقط، وكان سقوطه عظيماً، مثلما يقول الكتاب المقدَّس. وعلَينا الآن أن ندعو باسم الربِّ يسوع وأن نقبل كلمة الله بوصفها الأساس الثابت لحياتنا.
قصارى القول أنَّني بعد خدمتي الكهنوتيَّة التي دامت عشر سنين استُهلِكتُ روحيّاً. ولم يعُد في وسعي أن أتفادى من فشل خدمتي الرسميَّة في كنيسة روما الكاثوليكيَّة، ولا سيَّما حين تُواجِهُني الحاجاتُ الأساسيَّة لدى النَّاس. فالمرضى حقاً لم أستطع أن أٌُقدِّم لهم كلمة عزاءٍ من الكتاب المقدَّس. والذين لديهم شعور بالذَّنب تُجاه خطواتٍ في حياتهم أخطأوا في القيام بها لم أستطع أن أُحيلهم على الغفران أو المصالحة المتوافرة في المسيح. أمّا السبب فهو أنَّني أنا بالذات كنت في حاجةٍ إلى التعرُّف بالله وإلى نوال الغفران لخطاياي. ومن جرَّاء هذا العَوَز الأساسيِّ صارت حياتي كومةً من الرُّكام والحُطام على الصعيد الروحيّ.
على أنَّ خدمتي كاهناً في الكنيسة الكاثوليكيَّة تميَّزت بالسخاء، وبالرغبة طبعاً في القيام بكلِّ ما يمكنني لأكبر عدد من الناس، وذلك من مالي الخاصّ. غير أنَّ ذلك لم يستمرَّ طويلاً. والسبب الأساسيُّ لهذا الإخفاق هو عدم معرفتي للربِّ يسوع المسيح ولا لكلمة الله المقدَّسة. وربَّما تساءل الناس مدهوشين كيف يُعقل أنَّ مَن هو كاهن لا يعرف الإنجيل ويفتقر إلى معرفةٍ حقيقيَّة بالربِّ يسوع؟
من المُذِلِّ حقاً أن أعترف صراحةً بأنَّ تلك كانت حالتي فعلاً. فقد كان المسيح، قبل كلِّ شيء، القُدوةَ العُظمى لنا. فهو مثالُ الحياة المستقيمة خُلُقيّاً والتي لا يقوى أحدٌ على مضاهاتها. كما أنَّه مثال العدالة الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة. وذلك هو أيضاً سببُ انهماكي في "الحياة الأخويَّة" و"خدمة الإغاثة". ولكنَّ الله بنعمته قادني إلى الولادة الروحيَّة الجديدة حقاً في المسيح يسوع، وفتح أمامي كلمتَهُ المكتوبة. وقد كان لهذا عواقبُ طبيعيَّة، لكنْ أليمةٌ بالفعل. إذ كان عليَّ أن أتخلَّى عن كلِّ شيء لأجل كلفة صليب المسيح والنعمةِ المقترنة به. ففي ضوء حقِّ الإنجيل، اكتشفتُ حقيقتي بوصفي كائناً خاطئاً كليّاً وغيرَ قادرٍ على أيِّ صلاح، ونـزاعاً إلى الشرّ. ليس فيَّ أيُّ شيءٍ صالح، كما يقول الرسول بولس مُجاهِراً: "فإنِّي أعلم أنَّه ليسَ ساكنٌ فيَّ، أي في جسدي، شيءٌ صالح" (رومية 18:7). هذه هي شهادة الكتاب المقدَّس! كذلك أيضاً علَّمني الكتاب المقدَّس نفسُه أنَّني فاقدٌ الرجاء في الخلاص وصائرٌ إلى الهلاك الرهيب، على حدِّ ما كتب الرسول بولس صراحةً في الرسالة إلى مؤمني أفسس. لم يكن ممكناً أن يجد الله فيَّ أيَّ شيء صالح. مَن كان يظنُّ أنَّه بعد عشر سنوات من الاجتهاد في خدمتي كاهناً في كنيسة روما، يتبيَّن لي أنَّ كلَّ اجتهادي عديمُ القيمة في نظر الله، بل أنَّه "نُفاية" بتعبير الرسول بولس؟ ولئن كنت أحسَبُ كوني كاهناً أساساً صالحاً للوقوف أمام الله في نورٍ عظيم، فقد كان ذلك، على العكس،مؤذياً لي. ذلك أنَّ الخلاص مستحيلٌ خارجاً عن الربِّ يسوع المسيح. وجميعُنا في حاجةً لأن نُدَلَّ إلى نعمة الله، إذ ليس من طريقٍ آخر.
يُعلِّم الكتاب المقدَّس أنَّ الجميع أخطأوا وليسوا بمستحقِّين نعمة الله المُعطاة بيسوع المسيح. وقد صار ذلك يقيناً كتابيّاً عندي. فالناس إنَّما يتبرَّرون بالإيمان، بمعزلٍ عن أعمال الناموس وعن أيَّةِ أعمال ناموسيَّة.
ها أنا أُشدِّد على هذه الحقيقة بمنتهي الوضوح: أنَّ الكتابُ المقدَّس لا يُساوِم في هذه المسألة، وليس من سبيلٍ وسط بين الحقِّ والأكاذيب. فكلُّ أمرٍ يكون إمَّا حقاً وإمّا باطلاً! وثمَّة تجربة كبيرة تتمثَّل في اعتبار أنَّ ذوي التقوى والمواظبين على الممارسات الدينيَّة دائماً هم أبرارٌ فعلاً. إلاَّ أن الله حطَّم لديَّ تلك النـزعةَ المتأصِّلةَ، لكنِ الخبيثةَ، الهادفةَ إلى فداء المرء لنفسه بنفسه. أوّاه، ما أعمقها من نـزعةٍ في صلب كيان الإنسان! فنحنُ مولودون حاملين إيَّاها. ولستُ أعتقد أن إنساناً واحداً يريد أن يعيش "بالنعمة وحدها"! إذ نأمُل، في الخفاء، أن يكون فينا شيءٌ صالح رغمَ كلِّ شيء، وكبرياؤنا الفاضحة تحول دون اعترافنا بعكس هذا. ولكنَّ الكتاب المقدَّس كلَّه ينشر جوّاً عابقاً بالنعمة المُهَيمِنة. إنَّ الخاطئ لا يتبرَّر إلاَّ بالنِّعمة، بواسطة الإيمان. ومدُّ البشر يدَ المعاونة في هذه المسألة أمرٌ مستبعدٌ تماماً. ولكم يُسعِدني أنَّ الله قد أعلن لي هذا الحقَّ: "وتعرفون الحقَّ، والحقُّ يُحرِّركم" (يوحنّا 32:8)!
(الكاهن المولود ثانيةً: تُون فانْهُوِنيسي)
- عدد الزيارات: 2301