ذبيحة المسيح الواحدة
عندما نقول إن المؤمن بالرب يسوع يتمتع بالضمان الأبدي، فنحن نستند على آيات متعددة من الكتاب المقدس، وفي الدرجة الأولى، تأتي ذبيحة المسيح الواحدة والكاملة على الصليب. أنا، شخصيا، لا أستطيع أن أفهم كيف أن أناسا عاقلين، يقرؤون الرسالة إلى العبرانيين ولا يلاحظون أن الكاتب يبسط الفرق الشاسع بين الذبائح المتعددة التي كان يقدمها الشعب في ظل الناموس، وذبيحة الرب يسوع المسيح الواحدة. هذا، وقد أراد الكاتب أن يجذب الانتباه إلى ما يلي: كان العبراني، في ظل الناموس، في حاجة لتقديم ذبيحة خطية كلما أخطأ: وكان ينبغي للشعب، في كل سنة، أن يحتفلوا بعيد الكفارة العظيم عندما يقدمون لله ذبيحة جديدة عن أنفسهم. لماذا؟ لأن تلك الذبائح لم تستطع محو الخطية، بل عملت على تغطيتها إلى حين. ولكننا نقرأ في الرسالة إلى العبرانيين، الإصحاح العاشر، أنه حين جاء الرب يسوع المسيح إلى العالم وقدم نفسه ذبيحة كاملة لله، كان لتلك الذبيحة فاعلية أبدية. ويتضح من ذلك من الآية 14، إذ يقول:" لأنه بقربان واحد قد أكمل إلى الأبد المقدسين." إلى متى قد أكمل؟ يجيب واحد ويقول:" يبقى مفعول هذه الذبيحة ساريا ما دام المؤمن محافظا على أمانته." لا. لم تقل الآية ذلك، بل قالت:" قد أكمل إلى الأبد ." لماذا؟ لأن لهذه الذبيحة الفاعلية كلها.
إني لعلى يقين، أيها الأخوة، أن الذي ينكر عقيدة الضمان الأبدي للمؤمن، لا يدرك أنه بفعله هذا إنما يستخف بعمل المسيح الكامل، ويخفض مستوى ذبيحة المسيح لتصير في مستوى ذبائح التيوس والعجول في العهد القديم. إني لمتيقن أنهم لا يفعلون ذلك تعمدا، ولا يبتغون إهانة الرب، إذ إنهم يحبون الرب محبة صادقة كما أحبه أنا. بيد أنهم يخشون أن هذه العقيدة قد تفضي بالناس إلى إهمال حيواتهم، لذلك يقولون بأن الإنسان قد يفقد خلاصه بعد أن يبرر بالإيمان. هؤلاء لا يتتبعون النتيجة المنطقية لهذه الأقوال، ولا يدركون أن في ذلك إنكارا مبينا للعمل الكامل والمكمل الذي قام به ربنا يسوع المسيح. إذا، نحن نتمتع بخلاص أبدي، لأن ذبيحة المسيح أبدية.
عندما جئت إلى الرب يسوع المسيح ووضعت ثقتي به، لم يغفر خطاياي حتى ذلك الحين فحسب، بل جميع خطاياي قد امحت إلى الأبدية. عندما كنت مؤمنا يافعا، كنت أظن أنه حين تغيرت حياتي، غفرت خطاياي التي فعلتها من البداية إلى الوقت الذي فيه وضعت ثقتي بالرب يسوع. وبعد هذا الوقت منحني الله بداية جديدة. فإذا حافظت على سجلي نظيفا حتى نهاية حياتي أحظى بالسماء موطنا: أما إذا لطخت هذا السجل فأخسر مقامي بوصفي مؤمنا، وهكذا يجب أن أتغير من جديد. وكلما حدث هذا الأمر كنت أضع الماضي تحت الدم، وأما السجل المستقبلي فينبغي لي أن أحفظه نظيفا. إنها إهانة صريحة لكفارة المسيح. فلو أن خطاياي التي فعلتها إلى حين اختباري الخلاص قد امحت بكفارة دم المسيح، فبأي أسلوب تعالج خطاياي التي فعلتها بعد ذلك الحين؟ إن المقياس الوحيد الذي على أساسه يغفر الله الخطية هو أن يسوع قد وفى الكل على الصليب، وعندما أضع فيه ثقتي الكاملة، يصبح كل ما عمله المسيح في حسابي.
- عدد الزيارات: 5520