Skip to main content

خراف المسيح

لا شك أننا نذكر ما قاله الرب عن خاصته في إنجيل يوحنا 10: 27- 30: "خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني، وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحد من يدي. أبي الذي أعطاني إياها، هو أعظم من الكل، ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي. أنا والآب واحد." فعن خاصته يقول:" أنا أعرفها": وأما عن أولئك القوم، وعلى الرغم من أعمالهم وانجازاتهم، فيقول في يوم الدينونة: " لم أعرفكم قط." إنه لقول جليل، وفي الوقت عينه يجيب عن أسئلة عديدة توجه حالة فرضية، قائلين:" لنحسب أن إنسانا انضم إلى الكنيسة واعترف بأنه مخلص: ومن ثم وعلى مدى السنين، كان نشيطا في الخدمة المسيحية، وربما كان معلما في مدرسة الأحد أو شيخا أو شماسا في الكنيسة، أو ربما خادما: ولكن بعد سنين من العمل الدؤوب في الحياة المسيحية والشهادة المنهكة: أدار قفاه للكل، ورجع إلى العالم، رافضا المسيحية بكل ما فيها ومنكرا الإنجيل الذي كان يعترف به من قبل. فكيف تتفق هذه الحالة مع عقيدتك القائلة بالضمان الأبدي للمؤمن؟" ليست لهذه الحالة أية صلة بموضوعنا، لأن الرسول يوحنا يخبرنا كيف ينبغي لنا أن نفهم حالات كهذه، إذ يقول في رسالته الأولى 2: 19: " منا خرجوا، ولكنهم لم يكونوا منا، لأنهم لو كانوا منا لبقوا معنا، لكن ليظهروا أنهم ليسوا جميعهم منا." مما يعني أنه في وسع الإنسان أن يقوم بتلك الأعمال، ولا يكون قد اختبر الولادة الثانية. إذا، في وسع الإنسان أن ينضم إلى الكنيسة، ويعترف بالمسيحية، ويراعي الممارسات المسيحية، ويعلم ويعظ من دون اختبار الولادة الجديدة. فإذا علم واحدنا الحق وكرز به، فلا بد من أن يتيح أمورا حسنة وأناسا صالحين، لأن الله يستخدم الحق، إنما يستخدمه على فم قديس يعيش لتمجيده بفاعلية أقوى مما لو جاء هذا الحق على لسان مراء. وخلاصة القول، أن يستخدم حقه بصرف النظر عن ناقله، وهذا ما يفسر كيف أن بعض الناس يقومون بأعمال عظيمة باسم المسيح، من دون أن يكونوا مولودين ثانية.

  • عدد الزيارات: 4320