أيمكن، أن يهلك المؤمن؟
تعلمون أن كلامي سيتناول موضوعا، طالما كان موضع جدل في صفوف شعب الله. لن يكون النص الذي سأبدأ به هو النص الكتابي الوحيد، بل سنمر بنصوص عدة. فقد ورد في رومية 8: 38و 39، مايلي: " فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا." هذا النص هو الجواب الموحى به للسؤال الذي ورد في العدد 35: " من سيفصلنا عن محبة المسيح؟" أي عندما نصبح مسيحيين حقيقيين، وعندما نتعرف بمحبة المسيح وعندما نتبرر بالإيمان، فمن يستطيع، أو أية قوة تستطيع، أن تفصلنا عن محبة المسيح؟ ويأتي الجواب كاملا وواضحا وخاليا من أي لبس أو شك. حين يقول الرسول إنه لا موت ولا حياة يقدران على فصلنا عن تلك المحبة. أتستطيعون أن تفتكروا في أي شيء لا يشمله الموت أو الحياة؟ إذا لا موت ولا حياة يقدران على مثل هذا الفصل.
ليس من قوة منظورة تستطيع أن تفصل المؤمن عن المسيح، " لا ملائكة ولا رؤساء ولا فوات." إن الإشارات إلى الملائكة، الصالحين منهم والأشرار، تتكرر في العهد الجديد، ولا سيما في الرسائل. فعندما قام مخلصنا من بين الأموات، بدد الرؤساء والقوات، أي أنه دحر أجناد الشر التي يرأسها الشيطان. بيد أننا نستطيع أن نستخلص أن الملائكة المشار إليهم هنا، هم ملائكة صالحون، أما الرؤساء والقوات فيرجح أن يكونوا من الملائكة الأشرار. ولكن لا شيء يمكن أن يقوم به الملائكة الصالحون أو الملائكة الأشرار من شأنه أن يؤدي إلى فصل المؤمن عن المسيح. ثم يضيف قائلا:" ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة." وهنا أسأل أيضا: " أتستطيعون أن تفتكروا في أي اختبار يجتاز به المؤمن ولا يندرج في الأمور الحاضرة أو المستقبلية؟" ويقول الروح القدس إنه لا أمور حاضرة ولا مستقبلة قادرة أن تفصلنا عن محبة المسيح. وبما أن الكلام قد يبدو غير كاف، يقول بمزيد من الشمولية: " لا علو ولا عمق ( لا السماء ولا الجحيم) ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا." إني أرى في أمان واطمئنان إذا كنا مؤمنين بالرب يسوع المسيح.
- عدد الزيارات: 4772