عمل الروح القدس
ولكن يجب ألا يغيب عن ذاكرتنا أن عمل الروح القدس للتقديس العملي من يوم إلى يوم إنما أساسه حقيقة كون المؤمنين قد تقدسوا بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة (عب10: 10) وغرض الروح القدس أن يقودنا إلى معرفة واختبار وإظهار ما هو حق فينا في المسيح ما دمنا مؤمنين باسمه- هذه الأمور التي تقبل النمو أما مقامنا في المسيح فلا يقبل الزيادة لأنه كامل أبدياً.
"قدسهم في حقك. كلامك هو حق" (يو17: 17) وأيضا "إله السلام نفسه يقدسكم بالتمام" (1تس5: 23) في هذين العددين لنا الوجه العملي من القضية. فالوحي لا ينظر إلى التقديس هنا كما هو لنا في المسيح أي غير قابل الزيادة بل كما يُنشئه فينا الروح القدس عملياً من يوم إلى آخر بل من ساعة إلى أخرى. فمن هذا الوجه بدون شك التقديس تدريجي. ويجب أن أكون غداً نامياً في القداسة العملية أكثر من اليوم. بل بنعمة الله ينبغي أن أنمو كل حين في القداسة العملية. ولكن ما هي هذه القداسة إلا إظهار واختبار ما هو حق من جهتي في المسيح من وقت إيماني باسمه؟ فالأساس الذي يبني عليه الروح القدس هذه القداسة العملية إنما هو قداستنا الكاملة الأبدية في المسيح.
ثم قوله "اتبعوا السلام مع الجميع والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب" (عب12: 4) يشير إلى كون القداسة أمراً علينا أن نتبعه- أي غرضاً يجب أن نركض للوصول إليه- وهذا ما يشتاق إلى بلوغه كل مسيحي.
يا ليت الرب يزيد أشواقنا بقوة هذه الأمور ويا ليت هذه التعاليم والحقائق لا تسكن في الذهن فقط بل تدخل إلى أعماق قلوبنا وترسخ فيها لكي يكون لها تأثير وفاعلية حقيقة. ويا ليتنا نزداد في معرفة قوة الحق للتقديس (يو17: 17) وقوة اسم يسوع للتقديس (1كو1: 30و 6: 11) وقوة الروح القدس للتقديس (1بط1: 2) وقوة الإيمان للتقديس (أع16: 18) وقوة نعمة الآب للتقديس (يه1).
وللآب والابن والروح القدس الكرامة والعظمة والسلطان من الآن وإلى أبد الآبدين آمين.
- عدد الزيارات: 2984