نار نزلت من السماء
إيليا هو نبي من أنبياء الله الذين دافعوا عن الحق الإلهي بكل أمانة وصدق، فهذا النبي واجه آخاب زوج إيزابل الشريرة على جبل الكرمل حيث قال له بوضوح وصراحة "فقال لم أكدر اسرائيل بل أنت
وبيت أبيك بترككم وصايا الربّ وبسيرك وراء البعليم" (الملوك الأول 18:18).
طلب إيليا بتحدي كبير من آخاب لأنه كان واثقا برب الجنود أنه سيكون معه، أن يجمع كل كهنة البعل وأنبياء السواري لكي يجتمعوا على جبل الكرمل، وهكذا حصل جاء الجميع، الشعب واقف متأملا بهذا المشهد وأنبياء البعل يحدقون بإيليا النبي ماذا يود أن يقول "فتقدّم إيليا إلى إلى جميع الشعب وقال حتى متى تعرجون بين الفرقتين؟ إن كان الربّ هو الله فاعبدوه وإن كان البعل فاتبعوه فلم يجبه الشعب بكلمة" (الملوك الأول 21:18).
فقدم النبي إيليا وأمام هذه الحشود الكبيرة تحدي عظيم جدا لأنبياء البعل بأن يأتوا بثورين هم يضعون ثور على الحطب من أجل تقديمه كمحرقة ولكن من دون نار وهو يفعل نفس الأمر، وطلب منهم أن يدعوا باسم آلههتم لكي تنزل نار من السماء وتحرق المحرقة، وأن يفعل هو نفس الأمر " .. والإله الذي يجيب بنار فهو الله" (الملوك الأول 24:18).
فحسن هذا الأمر في عيني الشعب وفي هذه الأثناء كانو يودون في قلوبهم أن يكتشفوا من هو الله الحقيقي، هل هو إله ابراهيم واسحق ويعقوب أو هو إله البعل الصامت والجامد الذي لا وجود له. فابتدأ المشهد يرتفع إلى الذروة أنبياء البعل في حيرة من أمرهم ولكنهم أصبحوا داخل إطار المعركة "فأخذوا الثور الذي أعطي لهم وقربوه، فدعوا باسم البعل من الصباح إلى الظهر قائلين يا بعل أجبنا فلم يكن صوت ولا مجيب" (الملوك الأول 26: 18).
الشعب ينتظر ماذا سيحدث بعد هذا الصراخ العظيم ولكن كل شيء بقي كما هو، أنبياء البعل يرقصون حول الثور وينتظرون الفرج ولكن من دون جدوى فسخر منهم النبي إيليا "وقال ادعوا بصوت عال لأنه إله لعله مستغرق (أو في خلوة أو في سفر أو لعله نائم فيتنبه " (الملوك الأول 27:18.
فعندما فشلوا أنبياء البعل من جلب النار جاء دور إيليا ورمم المذبح ووضع الثور على الحطب وعندما أصبح كل شيء جاهز، عم السكون كل المكان، الشعب منتظر والأنبياء واقفون بحذر كبير وأما إيليا تقدم ورفع عينيه إلى الله وصرخ بأعلى الصوت لكي يستجيب الرب "فسقطت نار الرب وأكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب. ولحست المياه التي في القناة. فلما رأى جميع الشعب ذلك سقطوا على وجوهم وقالوا الرب هو الله الرب هو (الله" (الملوك الأول 38:18.
هذا هو الله الذي نعبده هو حي وحاضر ليتدخل في أصعب الظروف ليغيّر القلوب البعيدة فيجعلها قلوب خاشعة ومحبة. هو إله المعجزات وإله الغفران وإله السلام وهو الله القادر على كل شيء الذي أشجعك أن تتعرف عليه من خلال كلمته المدونة بالروح القدس.
- عدد الزيارات: 9516