Skip to main content

تأملات يومية

هيبة الله

هيبة الله"الإبن يكرم أباه والعبد يكرم سيده. فإن كنت أنا أبا فأين كرامتي وإن كنت سيدا فأين هيبتي قال لكم ربّ الجنود..." ( ملاخي 6:1 ). كم مرة تصرفنا كما يحلوا لنا، وكم مرة اتخذنا قرارات مصيرية جعلتنا نقف بوجه حائط مسدود، وكم مرّة تجاهلنا هيبة الله واحترامه في قلوبنا وفي أذهاننا وكانت النتيجة مدمّرة لحياتنا الفردية والجماعية، فكم علينا أن نتعلم يوم بعد الآخر أن ندرب نفوسنا لكي تكون هيبة الله فوق جباهنا وكرامته هي التي تسيّر طموحاتنا.

ويا ليتنا نتعلم الدروس كي لا نفعل مثل شعب الله الذي تمرد في العهد القديم حين أخرجه الله من عبودية الفراعنة ورافقهم في برية سيناء وأنزل لهم المن والسلوى عند الجوع وأخرج لهم الماء من الصخر عند العطش "وجميعهم شربوا شرابا واحدا روحيا لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح لكن بأكثرهم لم يسرّ الله، لأنهم طرحوا في القفر وهذه الأمور حدثت مثالا لنا حتى لا نكون مشتهين شرورا كما اشتهى أولئك" (1كورنثوس 4: 10)، وهو الذي ظللهم بحضوره كل طريق لكي يتبعوا خطاه.

فعل الكثير من أجلهم ولكنهم عادوا وتمردوا وانجرفوا إلى تمثال الذهب الذي صنعوه لأنفسهم وبأيديهم نسوا هيبة الله وكرامته ونسوا كل هذه المعاملات الطيبة التي غرزت كعامود ثابت يعبّر عن مصداقية محبة الله لهم، كم علينا أن نتعلم كي لا نتذمر وسط الضيق وكيف لا نجعل نفوسنا تتيه إلى حيث المجهول، بل دائما متمسكين بمرساة النجاة يسوع المسيح حيث يوصلنا إلى الشاطىء الأمين "الذي هو لنا كمرساة للنفس مؤتمنة وثابتة تدخل إلى ما داخل الحجاب" (عبراننين 19:6).

كم هي هيبتك عظيمة يا إلهي وكم هي كرامتك غالية علينا، إجعلنا دائما نكرمك في خدمتنا وفي عطائنا المادي والروحي، وأيضا وسط آلامنا ووسط صعوباتنا نحتاج أن نكرمك في كل أمور حياتنا. ومن غيرك يستحق فأنت لك الكرامة والسجود والعبادة والإكرام، فأنت الذي بادرت بمحبتك التي لا حدود لها من أجل إنقاذنا من هذا العالم الملىء بالمتناقضات. فلنتقدم إلى عرش النعمة طالبين من المسيح أن يمنحنا القوّة والإنتصار لكي نكون دوما متأهبين لكي نحمل مهابة الله وكرامته على محمل الجد في الفكر والقلب معا.

  • عدد الزيارات: 7941