شمس البر
"وتغيرت هيئته قداّمهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت هيئته بيضاء كالنور" (متى 2:17). صعد بطرس ويعقوب ويوحنا مع المسيح إلى جبل عال منفردين، المكان مليئ بالهدوء والرهبة، والهواء العليل والنسيم الخفيف الناعم يدخل إلى داخل القلوب من دون إذن من أحد، وفي تلك اللحظات الحميمة تغيرت هيئة المسيح وأصبح وجهه كالشمس، كيف لا وهو شمس البر فمنه يخرج نور الحق لكي يخرق القلوب الخاطئة فيحطم أصل الخطية، كيف لا وهو الذي جعل الشمس تقف بنورها الباهر لكي تضيء للجميع، كيف لا وهو رئيس الحياة ونبع كل الخيرات.
موسى وإيليا أحضرا في لحظة وظهرا يتكلمان مع رب المجد يسوع المسيح، فاندهش بطرس والجميع من هذا المنظر البهي والمميز والرائع وكان حضور الله الجبار واضح ولا لبث فيه، يسوع موجود في الوسط وعلى جانبه رجل الله موسى الذي مات ولم يعرف أين دفن "فمات هناك موسى عبد الرب في أرض موآب حسب قول الرب. ودفنه في الجواء في أرض موآب مقابل بيت فغور ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم" (تثنية 5:34) وإيليا الذي كان يتكلم دوما بحق الله "فقالت المرأة لإيليا هذا الوقت علمت أنك رجل الله وأن كلام الرب في فمك حق" (الملوك الأول 24:17).
فتحيّر التلاميذ الثلاثة من هذا الحضور البهي من على رأس الجبل المطل على السهول الخصبة شمس البر يستطع لمعانا يبهر القلوب والعقول، فاقترح بطرس أن يصنع ثلاث مظال، لأنه شعر بسلام عميق يخرق وجدانه فاشتهى أن لا يفارق هذا المكان أبدا، وفي ذلك الوقت كشفت هوية المسيح الحقيقية له بالتمام أمام عينيه ولشدة عظمة المنظر لم يستوعب فانحنى ساجدا ينظر بترقب وانسحاق وطاعة، وفجأة "إذا سحابة نيّرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت له اسمعوا" (متى 5:17).
من السماء مباشرة هبط الإعلان لكي يعلم الجميع أن الذي كان في المذود بين أحضان مريم العذراء هو ابن الله العلي هو شمس البر الذي نوره عم المسكونة فجاء ليمنح الخلاص لكل من يتوب ويؤمن به، إعلان كشف المكتوم فجعل التلاميذ يسقطون على وجوههم بخوف ورهبة، لأن حضور الله قد ملىء المكان، فالسماء أنشدت وترنمت بصوت عال جدا هذا هو ملك الملوك ورب الأرباب هذا هو المخلص الرب هذا هو شمس البر.
صديقي العزيز: وفي هذه الأيام الرائعة التي نتذكر فيها تجسد المسيح البهي، أشجعك وأناشدك أن تضع ماضيك وحاضرك ومستقبلك بين يدي شمس البر (يسوع المسيح) الذي أضاء في قلوب كثيرين ويريد أن يضيء لك شخصيا، فهل تقبل إليه؟
- عدد الزيارات: 7788