الخضوع تحت مشيئة الله
"لأنني قد نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني" (يوحنا 38:6). يتخبط الإنسان ويتحير عندما يسأل نفسه كيف يستطيع المؤمن بالمسيح أن يحيا تحت مشيئة الله؟ وهل هو يرضي المسيح في ما يفعله؟ هناك أسئلة كثيرة جدا حول هذا الموضوع العميق والدقيق والجواب عليه ليس بالسهل أبدا لأنك تتعامل مع امر روحي سام جدا.
ولكن يمكن للإنسان المؤمن الذي اختبر المسيح كمخلص شخصي على حياته ان يتلمس هذا الأمر على ضؤ كلمة الله، فعندما نسكب نفوسنا بجدية أمام الخالق يمكن أن تجد الله يكلمك من خلال آيات من الكتاب المقدس أو من خلال أحد المؤمنين الذين تثق بهم أو تجد ابوابا تفتح لك دون أن تدري.
والمهم في الموضوع دائما أن يكون المؤمن بالمسيح مستعد لدفع النفقة عندما تأتي الساعة وعندما يتوضّح كل شيء، فيحتاج عندها لقرارات جريئة ليحسم الموضوع فيكون تحت مشيئة الله "جيد أن ينتظر الإنسان ويتوقع بسكوت خلاص الرب. جيد للرجل أن يحمل النيّر في صباه، يجلس وحده ويسكت لأنه قد وضعه عليه" (مراثي أرميا 26:3).
فما أجمل أن يكتشف الإنسان إرادة الله الصالحة له، عندها يشعر بإستقرار روحي فتخرج الكلمات من قلبه من دون تزلف أو مراوغة "ثابت قلبي يا الله ثابت قلبي، أغني وأرنم، استيقظ يا مجدي" (مزمور 7:57)، فالقلب ثابت بالمسيح وراسخ بقوّة الروح القدس، لهذا أرفع ترنمي وابتهاجي إلى فوق بكل سرور وفرح، مناديا للعالم أجمع لكي يختبروا هذه المحبة التي بلا حدود، فقلبي ثابت لأنني متمسك بيسوع، فلن أتزعزع أبدا ما دامت رحمة الله تلاحقني وتحميني.
ما أروع أن تتحق مشيئتك يا الهي في حياتنا حيث نقترب إليك طالبن الرضى فأنت الوحيد المرتجى، علمني كيف أخضع وكيف أتواضع وكيف أتكّل عليك، ودرب حياتي على إنتظارك فأنت المحبوب الذي أحتاج أن أحتمي تحت مشيئتك المميزة.
"انتظارا انتظرت الربّ فمال اليّ وسمع صراخي، وأصعدني من جب الهلاك من طين الحمأة وأقام على صخرة رجليّ ثبّت خطواتي" (مزمور 1:40).
- عدد الزيارات: 9484