يرفعنا إلى الأعالي
"يعطي المعيّ قدرة ولعديم القوّة يكثّر شدّة"(أشعياء 29:40). إذا بحثت بجدية في كل بقاع الدنيا لن تجد شخصا يقول لك إنني أحيا في سلام عميق وإنني أشعر بطمأنينة شاملة، فأنا متأكد أن الجميع سيقول بأننا نحيا في حزن والفرح بعيد عنا، هذا كله لأن العالم ينظر إلى عمل يديه وكأنه هو الضمانة، ولكن في النهاية تكون النتيجة بؤس وشقاء، وحده يسوع يستطيع أن يرفعنا إلى الأعالي لكي يجعل من كل واحد منا يرتفع نحو الحياة المسيحية الحقيقية فهو:
1- يدفعنا إلى فوق: "وأما منتظروا الرب فيجددون قوّة. يرفعون أجنحة كالنسور. يركضون ولا يتعبون يمشون ولا يعيون" (أشعياء 31:40). هي أجنحة تتحدى الأزمات وهي أجنحة تخرق وسط الاضطراب فتجعل الهدوء والسكينة والسلام سيد الموقف. هي أجنحة أشد وأقوى من أجنحة النسر فترفع بنا إلى عالم العلاقة الحميمة مع الله وإلى عالم الشجاعة الروحية لكي نقدم كلمة الله بمحية للجميع، والى طاعة طوعية للذي غفر خطايانا ورماها في بحر النسيان ,فهو سيرفعنا إلى الأعالي.
2- يدخلنا إلى العمق: "أيضا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا لأنك معي. عصاك وعكازك هما يعزيانني" (مزمور 4:23). وكما دخل يونان إلى بطن الحوت وهناك ومن العمق فهم مقاصد الله في حياته فجاء طالبا من الله أن يرفعه مجددا، ففي وسط العمق هناك الإختبارات الرائعة وفي وسط العمق هناك تجد أمانة الله التي لا تتغيّر وفي وسط العمق أيضا تجد بركات الله المدهشة تنهمر عليك فترفعك إلى الأعالي .
3- يجعلنا أبطال: "الربّ نوري وخلاصي ممّن أخاف. الربّ حصن حياتي ممّن أرتعب" (مزمور 1:27). لا للهزيمة في وسط شعب الله ولا للتراجع في مسيرتنا الإيمانية مع المسيح، فنحن لا ننهزم ما دام الرب يقود السفينة ونحن لن نحبط ما دام الجالس على العرش هو المهتم في كل شيء. فنحن أبطال أشداء وجنود أقوياء في حقل الخدمة لكي يكون مجد المسيح عاليا، فلا مكان للهزيمة ما دمنا تحت حماية مظلة يسوع، وإن كان الله معنا فمن علينا، حتى ولو تزلزلت الأرض والجبال والبحار انقلبت، فنحن في سلام عميق ومتأكدين بأن الله سيرفعنا إلى الأعالي.
عزيزي القاريء: هل تبحث عن المحبة العميقة وهل تبحث عن الطمأنينة والسلام الثابت؟ تعال إلى المسيح مؤمنا من قلبك وفكرك فهو يريد أن يرفع بك إلى الأعالي.
- عدد الزيارات: 6361