Skip to main content

تأملات يومية

ما بين العامين

ما بين العامين"إحصاء أيامنا هكذا علّمنا فنؤتى قلب حكمة" (مزمور 12:90). رحلت سنة وأتت سنة أخرى والعمر يمر بسرعة البرق فالبارحة كنا أطفال نلعب في المروج والبراءة تغمر قلوبنا، وأذهاننا خالية من الهموم والمشاكل، فألعاب الطفولة لم تغب أبدا عن وجداننا المليء إلى الحنين لتلك الأيام حيث لم نكن بعد نعرف الخطية، وأما اليوم ونحن في عمر النضج الجسدي والفكري نقف أمام نهاية العام وننظر إلى الأفق البعيد حيث العام الجديد على الأبواب وفي هذه الضجة الكبيرة والضوضاء الرهيبة لنقف بأمل ورجاء، فنحن أبناء المسيح الذي تجسد وليس لملكه نهاية، فلتكن نظرة كل واحد منا إلى عام 2012:

1- نظرة أمل: "... لنمسك بالرجاء الموضوع أمامنا. الذي هو لنا كمرساة للنفس مؤتمنة وثابتة تدخل إلى ما داخل الحجاب" (عبرانيين 18:7)، ما دام المسيح هو رئيس الحياة فنظرتنا للعام القادم مليئة بالأمل والرجاء النابع من لدنه، فلتمسّك به ولنتقدم بثقة إلى عرش النعمة طالبين العون لتكون هذه السنة الجديدة مليئة بالأمل لنفوس جديدة تأتي للمسيح ومن أجل انتشار الكلمة في كل الأرجاء، فهذا الأمل هو حقيقي ورجاء ثابت، فتمسك به.

2- نظرة محبة: "وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام وطول أناة لطف صلاح إيمان" (غلاطية 22: 5)، هذا هو جوهر تعاليم المسيح، فلنعمل بتواضع وانسحاق ولنحيا المحبة الغير زائفة بل الصادقة الشفافة مع الله ومع الجميع من حولنا وأيضا مع نفوسنا، لكي تكون السنة القادمة وبهذه النظرة مليئة برائحة المسيح الزكية الخارجة مباشرة من قلوبنا إلى قلوب الآخرين، فالمحبة تغير والمحبة تشجّع والمحبة تهزم الأعداء فلنتمسّك بها.

3- نظرة غفران: "واغفر لنا خطايانا لأننا نحن أيضا نغفر لكل من يذنب إلينا .." (لوقا 4:11)، هو الذي غفر كل خطايانا بعد الإيمان والتوبة به، فكيف نحن لا نغفر للآخرين. ليت الرب يجعل عام 2012 أن يكون عام الغفران في حياتنا من ناحية الآخرين الذين أساؤوا إلينا وأيضا الرب يجعل الأيام القادمة أن تكون مليئة بالتواضع الكبير وبالتوبة العميقة لكي نحيا لمن أحبنا.

4- نظرة إنتصار: "فتقوا أنت بالنعمة التي في المسيح يسوع" (2تيموثاوس 1:2)، فلننظر إلى الأمام حاملين قوّة الله في أعماقنا لكي نحيا حياة الغلبة والإنتصار، ولنجعل أهدافنا في الأيام القادمة أن نشجّع وأن نخدم وأيضا أن نحرّض الجميع على إطاعة المسيح في كل شيء. فهو دوما يدعونا لكي نتشدد ونتقوى، فالحياة الروحية المنتصرة هي الصورة التي تعكس تعمقنا الجدّي في شخص المسيح. فلننظر نظرة انتصار متمسكين بالذي انتصر على الموت.

بين 2011 و 2012 بضعة أيام فلننظر إلى التجسد ومن ثم إلى الصليب وبعدها إلى القيامة، آخذين هذه الرحلة كحافذ لنا لكي نسلك في جدّة الحياة حاملين رسالة الخلاص إلى الجميع بدون تردد أو إرتخاء. 

  • عدد الزيارات: 5242