العطاء
"أكرم الربّ من مالك ومن كل باكورات غلّتك فتمتلىء خزائنك شبعا وتفيض معاصرك مسطارا" (أمثال 9: 3). إن كل مؤمن حقيقي بالمسيح عليه أن يكون معطاء بحسب كلمة الله، فالمسيح يحرضنا لكي يزيد برنا على الكتبة والفريسيين، فلنتشجع ولنأخذ القرار الجريء بأن نكون معطائين ومتذكرين أن كل عطاء أمين وسخي لشخصه المبارك ينعكس في حياة المؤمن من الناحية الروحية والزمنية أيضا، فنحن يجب أن نقدم من مالنا لأن:
1- العطاء من الله نفسه: فالله الجواد الكريم حضَر لخليقته كل بركة مادية كانت أم روحية، الأرض والسماء والشمس النجوم الماء والنبات وأجسادنا كلها عطايا من لدنه . وعندما أخطأ الإنسان اعطى الله ابنه الوحيد ليخلصنا، وفوق كل هذا اعطانا كل بركة روحية في السماويات .
2- العطاء هو تعبير عن الشكر والممنونية لله: قال داود عندما كان يقدم مع شعبه بفرح وسخاء لبناء الهيكل "أيها الرب إلهنا، كل هذه الثروة التي هيأناها لنبني لك لاسم قدسك. إنما هي من يدك ولك الكل" (1أخبار 16:29). وفي هذا الإعتراف تعبير عن الشكر للرب على كل بركاته كما هو رجاء أن يقبل التقّدمة كعربون امتنان له.
فالمؤمن بالمسيح الممنون للرب لا يمكن أن يمنع يده عن العطاء له، بل يعطي ويقول "شكرا على عطيته التي لا يعبّر عنها" ( 2كورنثوس 15 :9).
3- العطاء يبرهن مدى تكريس المؤمن للرب: عندما آمن زكا وضع كل ما يملك بتصرف الله، وصار يعطي ويرد ما يجب ردّه وبهذا أظهر أنه أصبح رجل إيمان، ابنا لإبراهيم وخليقة جديدة في المسيح. وقد اعتبر الربّ عطاء زكا برهانا على اختباره نعمة الخلاص والتكريس.
يوجد ارتباط كبير بين العطاء في فعل العبادة والتكريس للرب في العهدين القديم والجديد "ولكن لا تنسوا فعل الخير والتوزيع لأنه بذبائح مثل هذه يسرّ الله" (عبرانيين 16:3). فالله الذي قدّم كل شيء من أجلنا يستحق أن نقدم له أفضل ما عندنا من باكورات روحية ومادية. فهل تفعل هذا؟
- عدد الزيارات: 16771