رسالة إلى يسوعي
يرتبك قلبي وتحتار كلماتي عندما أود مراسلة الحبيب يسوع. ماذا عساي أقول لك يا من قدمّت لي كل شيء حتى لم تبخل بنفسك، فماذا أكتب؟ وكيف أعبر؟ وجدت الأفضل لي أن أصمت وأفكّر وأتفرس وأتكلم داخل قلبي واثقا بأن هذه الرسالة البسيطة الخارجة من إختبارات جدّية ستصل إليك فأقول:
1- مجدا لك: "أبارك الربّ في كلّ حين. دائما تسبيحه في فمي. بالربّ تفتخر نفسي. يسمع الودعاء فيفرحون. عظمّوا الربّ معي ولنعلّ اسمه معا" (مزمور 1:34). نعم يا رب أنت العظيم والمهوب، واسمك عال جدا فوق كل الأسماء، لك فقط ينبغي التسبيح ولك فقط ينبغي السجود، أعطني أن يكون لساني دائما يلهج بإسمك يا حبيب، بك يا رب تفتخر نفسي لأنك أنت إلهي وصديقي وكل عائلتي. يا من إقتنيت كليتي ونسجتني في بطن أمي، لك أرفع الصوت عاليا بالترنّم ليكون أشد وأقوى من أصوات الملائكة الذين لم يعرفوا معنى الغفران، ولك أحني رأسي ساجدا وعابدا كل أيام حياتي. إجعل فكري وذهني وكل ما أملك لشخصك، أعظمك كلما طلع صباح جديد مليء برحمتك وأيضا كل ما جاء مساء، أنظر الى النجوم التي فوقي ارتفعت وأقول المجد لإسمك يا حامل كل الأشياء في كلمة قدرتك. وفي هذه اللحظات الحميمة معك ينبض قلبي بقوّة جبارة لأقول مجدا لك.
2- شكرا لك: "لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلوات والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله" (فيلبي 6:4). لا وجود لمحبة أعظم من محبتك حتى ألزمتك بأن تسكب دمك الذي بلا عيب على صليب الجلجثة، ولا وجود لرحمة أعظم من رحمتك يا من جعلت اللص التائب الذي كان بجانبك على الصليب أن يكون معك في الفردوس، ولا وجود لمسامحة أعظم من غفرانك الذي ظهر جليا لزكا العشار حين قلت اليوم حصل خلاص لهذا البيت، شكرا لك من القلب من أجل أنك دعوتني لأكون بامتياز وشرف كبير من أولادك، شكرا لك لأنك تنظر وأنت جالس على عرشك الراسخ إلى الخطاة بشفقة ومحبة لكي تعيدهم إليك.
شكرا لك لأنك إفتقرت وأنت الغني لكي تجعلنا أغنياء، شكرا لك لأنني وأنا المتمرد والشقي تدعونني من جديد لكي أطيع وصاياك وتحملني كما حملت الخروف الضائع على كتفيّك يا حامل كل همومنا ومشاكلنا. شكرا لك لأنك تسمع لشخص ساجد يصلي لك من كل القلب، فتقلب الموازين لكي تستجيب، شكرا لك لأنك تشجع الإنسان الضعيف لكي تدربه وتنميه بقوّة الروح القدس فتجعل منه خادما مطيعا نافعا في حقلك. وشكرا لك لأنك جعلت من ذلك الشخص المجنون رجلا جالسا ولابسا وعاقلا.
أشجعك يا صديقي أن تتعرف على المسيح وسوف تجد نفسك تمجّد وتشكر في كل لحظات حياتك، تعال إليه ولن تندّم أبدا، "إختبرني يا الله واعرف قلبي امتحني واعرف أفكاري. وانظر إن كان فيّ طريق باطل واهدني طريقا أبديا" (مزمور 23:139).
- عدد الزيارات: 5831